يواجه الرئيس حسني مبارك بتحد شديد المطالبات الشعبية بالتنحي عن الحكم، متمسكا بالبقاء بالسلطة حتى نهاية ولايته الحالية، وهو موقف أثار انتقادات واسعة من جانب جموع المحتجين على بقائه، في الوقت الذي تبرر قيادات بالسلطة عزله بأنه إجراء لا يليق مع الرئيس الموجود بالسلطة منذ 30 عاما. وكانت من بين تلك المبررات ما ورد على لسان الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الذي اعتبر أنه "لا يليق بنا كمصريين أن ننحي الرئيس الذى خدم مصر لمدة 30 عاما بهذا الشكل فهناك خطوات وأصوليات مصرية لابد ان تتبع فى هذا الأمر". وضرب مثلا بعزل الملك فاروق بعد ثورة 1952 وأنه قد تم تكريمه وخروجه بشكل يليق بكونه مصريا وكان يحكم مصر وأن قائد الثورة آنذاك اللواء محمد نجيب كان فى وداعه وأقيمت له المراسم الملكية والسلام الملكي آنذاك. لكن المطالبين لمبارك بالتنحي يرفضون تلك المقارنة يورون أن فاروق كان أكثر شجاعة عندما قبل بالتنحي عن السلطة استجابة لمطالب مجموعة "الضباط الأحرار" الذين أطاحوا به من الحكم وقاموا بنفيه إلى خارج مصر، بينما مبارك يرفض الاستجابة لمطالب ملايين المصريين الذين خرجوا للتظاهر مطالبين بتنحيته. وفيما يلي نص قرار الملك فاروق بالتنحي: أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952 نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها ولما كنا نرغب رغبه أكيدة فى تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها فى هذه الظروف الدقيقة ونزولا على إرادة الشعب قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأعهدنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع على ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه. صدر بقصر رأس التين فى 4 ذي القعده سنة 1371ه 26يوليه سنة 1952. وكان اللواء محمد نجيب قائد الثورة قد تطرق في مذكراته إلى واقعة تنحي الملك فاروق ولحظة خروجه من مصر وما دار بينهما في تلك اللحظة التي قام فيها بوداع ملك مصر المخلوع إلى منفاه. وكتب نجيب قائلا: "جئت متأخرا لوداع الملك بسبب ازدحام الطريق وكانت المحروسة في عرض البحر، فأخذت لنشًا حربيًا دار بنا دورة كاملة كما تقتضي التقاليد البحرية وصعدت للمحروسة وكان الملك ينتظرني، أديت له التحية فرد عليها، ثم سادت لحظة صمت بددتها قائلا للملك لعلك تذكر أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته من الجيش عقب حادث 4 فبراير 1942 احتجاجًا. فرد الملك: نعم أذكر. وقلت له: حينئذ كنت مستعدًا أن أضحي برزقي وبرقبتي في سبيلك، ولكن ها أنت ترى اليوم أنني نفسي أقف على رأس الجيش ضدك. فرد فاروق: إن الجيش ليس ملكي وإنما هو ملك مصر، ومصر وطني، وإذا كان الجيش قد رأى أن في نزولي عن العرش ما يحقق لمصر الخير، فإني أتمنى لها هذا".