ديانا مقلد في الشرق الأوسط التي تصدر في لندن، يوم أمس 3/2/2014، كتبت مقالا بعنوان: لا تستبدلوا عقولكم بجزمة.. والصحيفة كما هو معروف مؤيدة لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، ومع ذلك نشر فيها هذا المقال "المؤلم". لقد فزعت الكاتبة عندما شاهدت " أطفالا لا يبدو أن أكبرهم قد تجاوز الثامنة .. يقفون صفا ويضعون جزمة عسكرية فوق رؤوسهم الصغيرة" وتساءلت: هل باتت الجزمة العسكرية "أيقونة" المرحلة ودرة الغد لتوضع فوق رؤوس الصغار!! وقالت :" ما يجري في مصر هو بالحد الأدنى هذيان وهلوسة"! وفي "فينانشال تايمز" كتب الصحفي "بورزو دراغاهي" تقريرا يوم 29 يناير 2014 بعنوان "الوطنية تحل محل الثورة في مصر الجديدة". قال فيه: بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك المدعوم من الجيش، لحقت بمصر حالة من تمجيد المؤسسات الأمنية، التي سيطرت على البلاد لأكثر من 60 عاما، إلى جانب "الشوفينية" و"الوطنية". ووصف مراقبون بحسب "بورزو دراغاهي" المزاج العام في مصر بأنه موجة من اضطراب عقلي جماعي، تجسدت في تملق وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية التي يمثلها، بحسب كاتب التقرير. المشهد إذن بات يحتاج إلى مراجعة.. والانزلاق نحو هذا الوضع "المهين" بحاجة إلى "فرملة".. والبحث عن مشروع وطني يقنع الناس بأن ثمة تحول حقيقي نحو مستقبل أكثر راحة للمصريين عن ذي قبل. لا يبدو في الأفق أية دلالة على أن السلطة الجديدة، تملك مشروعا كبيرا، ولا يصدر منها إلا ما يوحي بأنها في مهمة واحدة وهي "مكافحة الإخوان".. يعني ليس بحوزتها إلا "مشروع أمني" محض.. والذي تجاوز ملاحقة الإخوان إلى ملاحقة رموز وشخصيات ليبرالية ويسارية كانت شريكا في تحالف 30 يونيو . مواجهة الجماعة بالأمن وحده، رؤية قاصرة، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فهي ظلت موجودة منذ تأسيسها عام 1928، رغم القمع الأمني الوحشي الذي تعرضت له على يد الأنظمة التي تعاقبت على حكم مصر. فإذا كانت السلطة الحالية مشغولة بالإخوان، فإنه يتعين عليها، أن تقدم ما يقنع الناس بأن من جاءوا إلى السلطة بعد مرسي هم "الأفضل".. وهي مهمة شاقة تحتاج إلى الوفاء باحتياجات الناس، في الصحة والتعليم والغذاء والأمن وغير ذلك مما يفتقده المصريون منذ ما يزيد عن 40 عاما. الناس لا يهمهم ما إذا كانت السلطة ستنتصر على الجماعة أم لا .. إنهم ينتظرون منها ما يحقق لهم أشواقهم وأحلامهم واحتياجاتهم الأساسية. الناس تنظر إلى ما يحدث في مصر الآن، بوصفه صراع "مماليك" على السلطة، وليس على من يحنوا عليهم ويرق قلبه لحالهم البائس. كل الوسائل باتت مباحة، الأكاذيب والشائعات والهوس والهذيان والهلوسة والاضطراب العقلي، طالما سيحطم المنافس على "الكيكة".. بينما بات "شكلنا" أمام العالم لا يسر عدوا ولا حبيبا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.