يوم الأربعاء الفائت 29/1/2014، كتب الصحفي البريطاني "لصحفي بورزو دراغاه" تقريرا في صحيفة "فينانشال تايمز".. يبعث على المرارة والإحساس ب"الإهانة" على حد تعبير أحد أساتذة العلوم السياسية في مصر. يقول دراغاهي: بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك المدعوم من الجيش، لحقت بمصر حالة من تمجيد المؤسسات الأمنية، التي سيطرت على البلاد لأكثر من 60 عاما، إلى جانب "الشوفينية" و"الوطنية".
ووصف مراقبون المزاج العام في مصر بأنه موجة من اضطراب عقلي جماعي، تجسدت في تملق وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية التي يمثلها، بحسب كاتب التقرير.
ونقلت الصحيفة بحسب بي بي سي عن محمد دهشان، الأستاذ المتخصص في الشأن المصري بجامعة هارفارد، قوله إن "الأمر أشبه بأن أنحني لك، وأفعل كل ما تريد. هناك حالة من الخضوع الطوعي. الأمر صادم لأنه كذلك مهين".
وتظهر هذه الظاهرة جليا أحيانا في صورة غضب أو عنف ضد نطاق من ينظر إليهم على أنهم أعداء، مثل جماعة الإخوان المسلمين، ونشطاء حقوق الإنسان، الذين ينتقدون الحملة الأمنية القائمة وصحفيين غربيين وحتى أشخاص من أصول ليبية أو فلسطينية، بحسب التقرير.
ويضيف الكاتب أن النيابة العامة في مصر استدعت ممثلي شركات لاستجوابهم بشأن اتهامات غريبة مثل دعم المعارضة الإسلامية.
والاستقطاب السياسي الحاد في مصر يغذي هذه المشاعر. والسياسة هناك بالنسبة لممارسيها مازالت لعبة يحصل فيها الرابح على كل شيء، كما جاء في التقرير.
وينبع هذا المزاج العام جزئيا من الإخفاقات الواسعة النطاق للإخوان المسلمين وحلفائهم في الحياة السياسية لمدة عام ونصف قبل "الانقلاب العسكري المدعوم شعبيا"، بحسب دراغاهي.
وينقل التقرير عن رشا عبد الله، أستاذة الاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قولها "كان ثمة شعور بأن الإخوان عصابة، وأن الشعب ليس بوسعه فعل شيء".
"وقد جاء الجيش، وهو أساسا منقذهم (أفراد الشعب). إنهم مستعدون للتخلي عن حرياتهم للمنقذ".
ويخلص التقرير إلى أن احترام القوات المسلحة عميق في المخيلة السياسية المصرية. لكن المزاج الحالي يتم تعزيزه عبر رسائل وطنية مؤيدة للجيش في وسائل الإعلام الرسمية وتلك المملوكة لأنصار نظام مبارك. وهذا يطغى على الأصوات المعارضة" انتهى التقرير ولم يترك لأحد فرصة للتعليق.. إلا أنه نقل صورة أقرب إلى ملامسة الحقيقة.. وهي في المحصلة النهائية لا تليق بتضحيات شباب ثورة يناير.. ولا بمصر البلد الرائد في المنطقة عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.