شهدت مصر أمس يوما شديد السخونة من الاحتشاد الشعبي في القاهرةوالاسكندرية وعواصم إقليمية كبرى ، تمثلت في خروج الملايين مطالبين مبارك بالتنحي عن رئاسة الجمهورية لإفساح المجال أمام إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة في الدولة المصرية ، ففي ميدان التحرير ، رمز حركة التحرر الجديدة ، احتشد ما يتجاوز المليون مواطن أدوا صلاة الجمعة في الميدان ، وهتفوا بالمطلب الأساس والجوهري وهو "الشعب يريد إسقاط الرئيس" ، كما هتف آخرون بمحاكمة الرئيس ، إضافة إلى هتافات أخرى تتطالب بالإصلاح وتندد بالقمع والاستبداد والفساد ، وامتلأ المكان بالأهازيج والأغاني والأناشيد والخطباء في صورة احتفالية ضخمة وغير مسبوقة في مصر . وكانت مظاهرة التحرير أمس قد شهدت للمرة الأولى شخصيات لها طابع رسمي ، من مثل عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، كما حضر المشير حسين طنطاوي والتقى ببعض الضباط والجنود الموجودين بالميدان والتف حوله متظاهرون وجرى حوار ودي وعاطفي قصير بين الطرفين ، كما حضر المجاهد الكبير الشيخ حافظ سلامة وعدد كبير من الفنانين مثل عمار الشريعي وخالد أبو النجا وخالد يوسف ، إضافة إلى أعداد كبيرة من الرموز السياسية والفكرية والأدبية . هذا وقد شهدت الكثير من المدن المصرية تظاهرات كبيرة ، حيث احتشد ما يقرب من أربعمائة ألف متظاهر في الاسكندرية ، وعشرات الآلاف في دمنهور والمحلة والمنصورة والزقازيق والإسماعيلية وغيرها من المدن ، والتي شهدت بعضها ظواهر جديدة ، على النحو الذي حدث في الزقازيق والإسماعيلية حيث انضم المشاركين في مظاهرة أخرجها أعضاء برلمانيين عن الحزب الوطني لتأييد الرئيس مبارك انضموا إلى مظاهرات الغضب المطالبة برحيل مبارك . خروج الملايين أمس الجمعة في محافظات مصر المختلفة دعما لمطالب الإصلاح أعطى رسالة واضحة للنظام السياسي والمجتمع الدولي أن ثورة يناير ما زالت فتية وقوية وقادرة على التجدد والاستمرار .