نائب رئيس حزب "الوطن": الحياة السياسية توقفت بعد أحداث 30 يونيه الماضى نحن ممنوعون من عقد لقاءات جماهيرية فى الشارع الدكتور عماد عبد الغفور متواجد فى مصر ودائمًا يحضر لقاءات الحزب أبواب حزب الوطن مفتوحة للجميع بمن فيهم الإخوان وضع الإخوان جماعة إرهابية هو شطط سياسي وذهاب الرؤية بعيدًا عن الواقع النظام الحالي يرفض الحل السياسي ويرى أن "الأمني" هو الأفضل التيار الليبرالي فشل فى إيجاد بديل للإخوان فلجأ إلى الالتفاف حول السيسى كرئيس للجمهورية لن ينتهي المشروع الإسلامي وسيظل حيًا فى قلوب أصحابه
الحياة السياسية توقفت منذ أحداث 30 يونيه الماضى، فلا توجد أحزاب سياسية بعد هذه الأحداث، والمتواجدون على الساحة هم أشخاص يمثلون الأحزاب المتواجدة على رأس الحكم الآن".. هكذا بدأ الدكتور يسرى حماد، نائب رئيس حزب الوطن السلفى، حديثه مع "المصريون"، والذي أكد فيه تواجد الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب فى مصر فى الفترة الحالية وعدم هروبه خارج مصر .
وأشار حماد إلى أن محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى محاكمة هزلية، والهدف منها تحويل الأزمة من سياسية إلى جنائية، وأنه لن تهدأ الأمور فى مصر إلا من خلال تحقيق مطالب الشعب المصري من خلال حياة كريمة وأساس سياسي ودولة تحترم الحريات والدستور والقانون، وشرطة تسهر على حماية المواطنين وعلى مصالح الشعب. وإلى نص الحوار:
*فى البداية أين حزب الوطن من المشهد السياسي الحالي؟ **الحياة السياسة توقفت منذ أحداث 30 يونيه الماضى، فلا توجد أحزاب سياسية بعد هذه الأحداث، والمتواجدون على الساحة هم أشخاص يمثلون الأحزاب المتواجدة على رأس الحكم الآن، أو بعض الأشخاص الذين ساعدوا فى عزل النظام السابق، ويُسمح لبعض الأحزاب بالظهور الإعلامي وعمل اللقاءات الجماهيرية بشرط سب الإخوان المسلمين فى كل لقاء وتوجيه أي تهمة وأي مشكلة فى مصر إلى تيار الإخوان المسلمين ولابد أيضًا من الجهر بالموافقة على خارطة الطريق، أما المعارضون لخارطة الطريق فلا مكان لهم فى الإعلام، ويتم منعهم بأوامر سيادية فلا يسمح لهم بالظهور ولا يسمح لهم بالإدلاء بأفكارهم، إضافة إلى أن الحياة الحزبية انتهت خاصة بعدما اعتمدت الحياة السياسية حاليًا ما يسمى تفويض الشارع، ومطالبة الجماهير بالنزول، وبناء عليه يتم اتخاذ القرارات وهذا ما حدث فى أكثر من مناسبة فى السابق. *بعيدًا عن الإعلام أين حزب الوطن فى الشارع وهل هناك مضايقات من قبل النظام الحالي على الحزب؟ **بالطبع فنحن ممنوعون من عقد مؤتمرات فى الشارع أو التعبير عن رأينا، فقد تم القبض على بعض أعضاء حزب غد الثورة، وحزب مصر القوية، عندما أرادوا أن يعبروا عن رأيهم بخصوص الدستور، وفى الوقت الذي كانت بتفتح فيه المساجد والكنائس ووسائل الإعلام العامة والخاصة والندوات الجماهيرية لمؤيدي الدستور والاستفتاء. *أين الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن حاليًا وأين مواقفه السياسية خصوصًا أنه كان مطلع على معلومات مهمة فى مؤسسة الرئاسة فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى؟ **الدكتور عماد عبد الغفور، موجود فى مصر، ويحضر الفعاليات المختصة بحزب الوطن وهناك لقاءات تتم دوريًا داخل الحزب وبوجود كوادر حزب الوطن، ولكن موقفه حرج خصوصًا أن الكوادر يتم اعتقالاتهم وإهانتهم هذه الأيام فأصبح الشأن السياسي استبداديًا ديكتاتوريًا مثلما كان قبل ثورة يناير. * هل قدم حزب الوطن بعض النصائح للرئيس مرسى قبل عزله؟ **حزب الوطن عقد مؤتمرًا شهيرًا فى 26 يوليو بفندق فيرمونت وكانت فيه المبادرة الشهيرة والتي سلمها الحزب إلى الرئيس السابق، وتبنى معظم بنود هذه المبادرة الرئيس السابق، خاصة فيما يتعلق بالسعي إلى وجود حل توافقي. **لماذا أصبح حزب النور فى طريق والتيار الإسلامي فى طريق آخر؟ **المشكلة فى الرأي الفردي أنه يحاول أن يكون منفردًا بالقرارات السياسية، ويحاول إجبار الآخرين على انتزاع الرأي بدون شورى حقيقية. *بعد كل الأحداث التي مرت بمصر بعد 30 يونيه هل لو رجع بكم الزمن ستنشقون عن حزب النور أم كنتم ستظلون بالحزب وتنضمون إلى خارطة الطريق؟ **رأى حزب الوطن واضح نحن لا نقر ظلمًا ولا التعدي على القانون ولا الدستور ولا تدخل المؤسسة العسكرية فى الحياة السياسية، ولا نقر عزل حاكم تم انتخابه بغير الطرق التي وضحها القانون والمفترض أنه كان يجب أن يتم مساعدة الحاكم وليس العكس. *لو أن هناك أعضاء من حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين تريد الانضمام لحزب الوطن كيف سيكون موقفكم؟ **هذا الكلام لم يطرح ومستبعد، فالإخوان يوجد لديهم حزب الحرية والعدالة وبالرغم من ذلك فإن أبواب الحزب مفتوحة للجميع وليس حكرًا على أحد ولا حكر على أبناء الدعوة السلفيين فقط. *كيف ترى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية وهل هذا سيقضى عليها كما يدعى البعض؟ **تصنيف جماعة الإخوان على أنها جماعة إرهابية هو ضيق رؤية وضيق بالرأي الآخر فهم لا يريدون رأيًا آخر فى مصر فهناك فصيل سياسي منظم يخافون منه فقاموا باستعداء جميع المصريين ضده بالرغم من أنه لم يخطئ فى شيء لو كان أخطأ فى إدارة مرحلة فكل التيارات السياسية فى كل دول العالم تخطئ وتصيب فالنظام الحالي أخذ أخطاء الإخوان وصنفهم بأنهم جماعة إرهابية. وكل دول العالم لم تعترف بجماعة الإخوان المسلمين أنها جماعة إرهابية. *ماذا عن شعبية الإخوان المسلمين فى الشارع بعد 30 يونيه؟ ** هناك استبيان قامت به مؤسسة "زغبى" الأمريكية والتي أوضحت أن شعبية الإخوان تصل إلى أكثر من 30 % ولكن ما يهمنا هو حتى لو أن شعبية الإخوان قد ضعفت فى الشارع المصري فلا يوجد بديل فلم يظهر بديل حتى الآن، فحتى البديل الذي ظهر قائم على الكره وتشويه الآخر فالتيار الليبرالي والشيوعي والاشتراكي ما يحسنه هو تشويه الآخر وذلك لأنه لا يملك مشروعًا يقدمه والدليل على هذا تأييدهم للفريق للسيسي فى دخول الانتخابات نظرًا لأنهم لا يملكون قيادات قوية وعندهم ضحالة فى القيادات ولا يملكون قيادة يمكن تصديرها للناس تلتف حولها، ولذلك ذهبوا إلى القيادات العسكرية التي أدارت مصر لمدة 60 سنة. *البعض يدعى أن المشروع الإسلامي سقط بسقوط الرئيس السابق محمد مرسى مدى صحة ذلك؟ **المشروع الإسلامي مشروع ضخم جدًا فهو مشروع إصلاحي فالمشروع الإسلامي، لن يسقط أبدًا، وكون أنه كان على سدة الحكم لمدة وجيزة وتآمرت عليه بعض القوى لإسقاطه والنيل من شعبيته، وهذا ليس معناه أن المشروع الإسلامي سقط فالمشروع الإسلامي مشروع أمة بكاملها. *ما هو سبب فشل الإخوان المسلمين فى الحكم خلال العام الذي كانوا فيه على سدة الحكم؟ **هم أصابوا فى أشياء وأخطأوا فى أشياء أخرى بصفتهم تيارًا سياسيًا، والسياسي ممكن يصيب ويخطئ فنحن لن نضع المشانق لمن يخطئ سياسيًا والذين آتوا من بعدهم أيضًا لم يقدموا شيئًا لمصر. *هناك بعض المطالبات بتوليه السيسى بدون انتخابات كيف ترى ذلك؟ **هذا دليل قوى على أن التيار الليبرالي والناصري فشل فى إيجاد شخصية قوية فاتجه إلى المطالبة بتعيين السيسى رئيسًا لمصر وتسليم مصر للحاكم العسكري على الرغم من مناداتهم بالدولة المدنية فهم يختارون القوة وليس الإدارة لم يختاروا أفضل إداري فى مصر ولكنهم اختاروا القوة وليس الإدارة. *كيف ترى تغيير برنامج خارطة الطريق والانتخابات الرئاسية أولاً؟ ** أنهم اتفقوا على إجراء الانتخابات الرئاسية أولاً وذلك للتخلص من حكم الإخوان المسلمين ومن شرعية الرئيس السابق محمد مرسى. *هل سيتقدم حزب الوطن بمرشح رئاسي فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟ **هناك توجس لدى الحزب من الأساس فى العملية الانتخابية القادمة وضمانة نزاهتها ومن الممكن أن تصل الأمور من الأساس للتفويض وليس بالانتخابات لأن الانتخابات ستكون سلاحًا ذا حدين فمن قام بإلغاء ثمانية استحقاقات انتخابية لا يستطيع الدخول فى انتخابات نزيهة. *التيار الإسلامي يطالب بعودة الشرعية والنظام الحالي ماضٍ فى تنفيذ خارطة الطريق كيف تتعاملون مع هذه المتناقضات؟ **لن تهدأ الأمور فى مصر إلا من خلال تحقيق مطالب الشعب المصري من خلال حياة كريمة وأساس سياسي ودولة تحترم الحريات والدستور والقانون وشرطة تسهر على حماية المواطنين وعلى مصالح الشعب ولا تقوم على حماية النظم فى نظام سياسي يتم إفساد جميع المؤسسات داخله. *كيف ترى محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى؟ هي محاكمة هزلية بدون اتهامات حقيقية والمحاكمة الهدف منها تحويل الأزمة من سياسية إلى جنائية بحيث إن الشخص صاحب الحق السياسي يصبح متهمًا ويحاكم.