في ظل تطور الأحداث السياسية الأخيرة في مصر بشكل متسارع، واتجاه المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، على خلاف تصريحات سابقة له، طرحت مجلة "المونيتور" الأمريكية الشهيرة أربعة أسئلة تحت عنوان" أربعة أسئلة حول ترشح السيسي للرئاسة". وجاء سؤالها الأول:" لماذا غير المشير السيسي رأيه وقام بالترشح للرئاسة رغم تفضيل التحليلات السابقة لأن يبقى في منصبه كقائد للجيش؟ ورأت المجلة أن هناك عدة أسباب تصعب من تولي السيسي منصب الرئاسة، إذ لفت إحدى التحليلات إلى أن الرئيس القادم سيخوض في دوامة السياسة اليومية المعتادة ولن يجد ما يحجبه عن الضغوط الاقتصادية غير الرحيمة، وبالتالي إذا أراد السيسي أن يكون منقذاً بالفعل فعليه أن يعود لمنصبه. وأشارت إلى أن هناك سببًا آخر لعدم تولى السيسي منصب الرئاسة وهي خاصة بالأداء فإذا لم يكن جيدًا فسينعكس هذا بالسلب على الجيش بأكمله، وهو أمر سيء خاصة بعد فشل دور المجلس العسكري أثناء وجوده في سدة الحكم عامي 2011-2012. وتابعت أن السبب الثالث هو أن تولى السيسي سيضعف الرواية التي سيقت بأن تدخل الجيش في يوليو 2013 كان هدفه "تصحيح المسار الديموقراطي في البلاد" وليس الاستيلاء على السلطة. أما السؤال الثاني فهو: "ما المغزى من هذا التحول الشديد في الأحداث ؟، لتجيب المجلة قائلة إن الأمر يحتاج نقاشاً طويلاً، لكن الدلالات تؤكد بأن بيان الجيش القصير حمل في طياته تعزيزاً عميقاً للمؤسسة العسكرية في السياسة الوطنية بطريقة فريدة من نوعها. وأضافت أن السيسي بات الآن مرشح الجيش لمنصب الرئاسة، وباتت المؤسسة العسكرية هي الرئيسية في الدولة في الوقت الراهن، مما يدل على أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون "لعبة غير متكافئة". ودللت المجلة بالسؤال الثالث: "هل يستطيع السيسي أن يخسر الانتخابات؟ وأجابت متناولة بعض الأمثلة لمرشحي الرئاسة المنافسين "أحمد شفيق أعلن في وقت سابق أنه لن يخوض الانتخابات وسيدعم السيسي، أيضًا حمدين صباحي وهو شخص يمكن أن يكون مقبولاً نسبيًا لكن أسهمه ضئيلة في الوصول للمنصب". لذا قالت إنه "من المستبعد جدًا أن يوجد منافس حقيقي فى الوقت الحالي فكما ذكرنا أن أحمد شفيق بات خارج المنافسة، أما سامي عنان القيادي السابق بالمجلس العسكري فيبدو أنه مصراً جداً على خوض الانتخابات، لكن ينظر إليه بشكل متزايد على أنه يمثل حقبة ماضية". أما عمرو موسى فأشارت إلى أن "سنه متقدم وغير مناسب لخوض المنافسة كما أعلن تأييده للسيسي، أما حمدين صباحي فهو الوحيد الباقي نظريًا في السباق لكنه من المرجح أنه لن يكون قادراً على هزيمة السيسي، ونفس الوضع بالنسبة لعبد المنعم أبو الفتوح فأسهمه محدودة، وأخيرًا حزب النور السلفي الذي أعلن أنه لن يدفع بأي مرشح في الانتخابات المقبلة". وختمت المجلة التقرير، بالسؤال الرابع وقالت" أي نوعية رؤساء سيكون السيسي ؟، لتجيب بأنه لا يمكن لأحد الإجابة على هذا النوع من الأسئلة الآن، فالمشير يعتبر رجلاً قضى حياته بعيدًا عن الأضواء وقليل جدًا من يعرف سياسياته والاقتصادية. وأضافت أن هناك بعض العوامل يمكن أن تحدد الإجابة أولها شخصيته التي تبدو قومية وشعبية وحماسية، ثانيًا الحاجة إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وهذا سيجعله يبذل جهدًا من أجل تحقيق ذلك خاصة في السنة الأولى أو الثانية من فترته الرئاسية في ظل دعم حلفاء الخليج فقد يقدمون مساعدات بشكل مؤقت لتخفيف المشاكل الاقتصادية.