اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمين"، قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أصدره خلال اجتماعه أمس بتفويض المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع بالترشح للرئاسة يؤكد على أن ما حدث في الثالث من يوليو هو "انقلاب عسكري متكامل الأركان" على الرئيس المنتخب محمد مرسي. وقالت الجماعة في بيان أصدرته اليوم: "الآن زال الخفاء وانكشف المستور، واتضح بجلاء أن ما حدث في 3/7/2013 إنما هو انقلاب عسكري متكامل الأركان، فالمجلس العسكري (وظيفته الأساسية هي الحماية وليس الحكم) يفوِّض رئيسه قائد الانقلاب للترشح للرئاسة، ليهيمن العسكر على الحياة السياسيةِ في مصر، والمفروض أن يبتعد تمامًا عن السياسة". وطالبت الجماعة القوى المدنية التي دعمت الإطاحة بمرسي بأن تتراجع عن موقفها الداعم لسلطة "الانقلاب"، متسائلة: "هل تفيق القوى المدنية وتزيل الغشاوة عن عيونها، وتتصدى لهذا الانقلاب، أم تستمر سائرة في ركابه"؟ كما دعت القوى الدولية إلى اتخاذ موقف تجاه الوضع في مصر يتسق مع مبادئها بعد أن اتضح أن ما حدث هو "انقلاب عسكري"، قائلة: "هل تحتاج القوى الخارجية التي كانت تدعي الجهل بطبيعة ما حدث دليلًا أوضح من هذا على أنه انقلاب عسكري وتتوافق مع مبادئها في عدم دعم الانقلابات العسكرية"؟ واعتبرت الجماعة، أن ترقية الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى رتبة مشير بقرار من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور "وكأنه يكافئه على قتل المصريين السلميين في الذكرى الثالثة لثورة يناير التي ارتقى فيها أكثر من مائة شهيد، ومئات المصابين، وأكثر من ألف معتقل، وبعد سلسلة طويلة من المجازر ضد المصريين؛ لأن تاريخه العسكري يخلو من خوض أي معركة ضد أعداء الوطن الحقيقيين". واتهمت في بيانها، السيسي بأنه خان القسم على احترام النظام والدستور، "وهو الذي أقسم أنه لا يريد الحكم ولن يترشح للرئاسة في حين كان يخبر صحفيًّا بأنه يحلم بذلك منذ عشرات السنين، ويطلب تحصينَ نفسه في الدستور ليعود إلى منصب وزير الدفاع إذا فشل في انتخابات الرئاسة". وأشارت إلى أنه "زعم أنه شديد الحنو على المصريين الذين هم نور عينيه، وأن يده تقطع قبل أن تمتد لمصري بسوء، ثم قام بقتل وحرق الآلاف، وإلقاء جثث بعضهم في القمامة، وإصابة واعتقال عشرات الآلاف؛ لإثارة الرعب في النفوس ليصل إلى كرسي الحكم دون اعتراض". وحملت "الإخوان"، السيسي، المسئولية "عن تدمير كل أهداف ثورة 25 يناير، وتمزيق النسيج المجتمعي والانحياز لفريق سياسي ضد فريق آخر، رغم قوله "ليس من الوطنية أن يقف الجيش مع طرف ضد آخر، وإن تدخل الجيش لصالح طرف ضد آخر يقود إلى المشهد السوري – إن نزول الجيش إلى الشارع سيؤخر مصر 40 سنة". وتساءلت: "فبعد كل ما فعل، هل يمكن الثقة في مجرد وطنيته وإخلاصه للشعب، أم أنه يقود البلاد إلى الخراب والدمار؟"، وخلصت إلى القول، إن "الرجل الذي تعتبره إسرائيل بطلاً قوميًا للصهاينة لا يمكن أن يقود مصر إلى العزة والقوة والحرية".