حرق أكثر من 100 مدرعة وسيارة شرطة... ومحاصرة أقسام الشرطة لتحرير الفتيات
في تطور جديد على أسلوب معارضي ما يسمى ب "الانقلاب"، اتجه "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي إلى تغيير استراتيجيته في التعامل مع قوات الشرطة والسلطة في مصر، فمن شعار "سلميتنا أقوى من الرصاص" الذي أطلقه الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" من على منصة رابعة العدوية، إلى شعار "السلمية لا تعني الاستسلام". وتعتمد سياسة المتظاهرين الجديدة على استخدام "والمولوتوف"، وتخصيص مجموعة من الشباب ل "صيد القنابل" التي يتم ضرب المتظاهرين بها، وإعادة رشق الأمن بها، من خلال الإمساك بها بطريقة معينة عكس اتجاه الهواء عبر قفزات معينة. كما قام المتظاهرون باستخدام سيارات النقل العام لمطاردة قوات الأمن، ومحاصرة أقسام شرطة لتحرير فتيات تم اعتقالهن خلال مشاركتهن في فعاليات مناهضة ل "الانقلاب". وتقدر أعداد سيارات الشرطة والمدرعات التي تم حرقها في القاهرة والجيزة وأمام جامعة الأزهر وفي المحافظات خلال الفترة الأخير بأكثر من 100 سيارة ومدرعة. فبعد التأكيد على رفض الاعتداء على أي سيارات شرطة، غير "التحالف الوطني لدعم الشرعية" من لهجة خطابه، وقال إن "الثوار صادقون في وعيدهم بأنهم سيقطعون اليد التي تمتد على بنات الثورة وسيحرقون المدرعة التي تعتدي على التظاهرات وسيسقطون كل الطغاة ويزلزلوا عروشهم". ودعا التحالف خلال الأسبوع الماضي إلى محاصرة كل من قسم شرطة المنتزه بالإسكندرية لتحرير فتيات تم القبض عليهن من إحدى المسيرات، وهو ما نجح في الإفراج عنهم بالفعل، كما دعا إلى محاصرة قسم محرم بك بالإسكندرية، لتحرير أربع سيدات وثلاثة أطفال ألقي القبض عليهم خلال إحدى المسيرات، قائلين "لقد كلف الله المسلمين بالدفاع عن أعراضهم في مواجهة المجرمين، فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، والنساء خط أحمر". واقتبس "شباب ضد الانقلاب" بعض المقولات من كتاب "حرب اللاعنف" لوصف المرحلة الحالية، قائلين، عبر صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "لقد اخترنا مصطلح "أسلحة حرب اللاعنف" للإشارة إلى أن اللاعنف لايعني الاستسلام أو الوقوف بشكل أعزل في مواجهة الاستبداد؛ وإنما يستعمل وسائله الخاصة في الحرب التي يشنها ضد الديكتاتوريات على وجه الخصوص أو ضد خصومه السياسيين بصفة عامة". و"تعتمد تلك الأسلحة على قوة الشعوب، تلك القوة التي تستند إلى أسلحة فعالة ومؤثرة تقابل أسلحة الخصم، غير أن ما يميزها أن قوتها لا تكمن في إزهاق الأرواح أو تفجير المنشآت؛ إنما في بناء أفضل ما في الإنسان... عقله وروحه، وإرادته". وقال حمزة أحمد، أحد شباب "الإخوان المسلمين"، إن التغيير الذي طرأ على التظاهرات تطور طبيعي نتيجة التضييق على وسائل التعبير السلمي، مضيفًا: "في البداية كانت المسيرة تسير بمدة الخمس ساعات وهنا لم يكن يتعرض أحد لأي من سيارات الشرطة حتى إذا صادفت المسيرة، أما الآن فالمسيرات يتم تفريقها قبل أن تنطلق، حيث تتجمع قوات الأمن أمام المساجد التي يخرج منها التظاهرات". وأشار إلى أن استمرار التضييق الأمني والقبض على الفتيات واحتجازهن فجر مشاعر الغضب لدى المتظاهرين، في صورة الدفاع عن النفس وحرق سيارات الشرطة التى تحاول فض التظاهرات والقبض على المتظاهرين، لافتًا إلى أنه "كلما استمر التضييق الأمني كلما زادت مشاعر الغضب لدى المواطنين والذي سيؤدي إلى الانفجار حتمًا". وعما إذا كان ذلك التغيير مقصودًا أم عفويًا، أكد أن "ذلك التغيير تم بطريقة عفوية، وأن الشارع سبق فيه التحالف"، مشددًا على أن "التحالف والمتظاهرين لم يتخلوا عن السلمية، وأن الدعوات التي أطلقها مؤخرًا لمحاصرة الأقسام لم تدعوا إلى حرقها بل فقط الاحتشاد حولها لإجبارهم على الإفراج عن المعتقلات". من جانبه، انتقد الدكتور محمد سعيد إدريس، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، تلك التصرفات معتبرًا أنها لا تمت للدفاع عن النفس بصلة، قائلاً إن جماعة "الإخوان" بتلك التصرفات أدخلت نفسها فعليًا في دائرة الإرهاب، وهو ما سيعجل بنهايتها، مطالبًا بتطبيق عليها حد الحرابة".