الفاصوليا البيضاء ب 60 جنيهًا.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الأحد 17 أغسطس 2025    هل شعر بقرب الأجل؟.. منشور عن الغرق لتيمور تيمور يصدم محبيه: «كنت حاسسها وموت شهيد»    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    وزير الإسكان يتفقد مشروع "سكن لكل المصريين" و"كوبري C3" بالعلمين الجديدة    زلزال يضرب مدينة الأغواط الجزائرية    استئناف إدخال شاحنات المساعدات إلي قطاع غزة    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    تامر عبد الحميد يوجه انتقادات قوية للزمالك بعد التعادل مع المقاولون العرب    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    كانوا في زفة عريس.. مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث مروع بالأقصر    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    أبطال واقعة "الليلة بكام"، قرار جديد ضد المتهمين بمطاردة طبيبة وأسرتها بالشرقية    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    ملف يلا كورة.. تعثر الزمالك.. قرار فيفا ضد الأهلي.. وإصابة بن رمضان    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    في الغرف المغلقة    نشرة التوك شو| لجان حصر وحدات الإيجار القديم تبدأ عملها.. واستراتيجية جديدة للحد من المخالفات المرورية    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حول الأحداث
نشر في المصريون يوم 09 - 01 - 2011

صُدمت بلادنا – ليلة رأس السنة الميلادية- بانفجار بين كنيسة القديسين ومسجد أمامها بمدينة الإسكندرية، أودى بحياة بضعة وعشرين مصريًّا –من المسلمين والنصارى- وجرح العشرات.
وقد كان مما حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمة منه الفتن التي تكون في آخر الزمان وتكاثرها ، فتموج بها كموج البحر، حتى تدع الحليم حيرانا، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه)). أي: من تطلع لها بأن يتصدى ويتعرض لها، ولا يعرض عنها.
وفي الصحيحين أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج)) قالوا: يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: ((القتل، القتل)).
ومعلوم أن كثرة الفتن تزلزل كيان الناس، وأن فتيل الحروب إذا اشتعل عسر انطفاؤه، وأن التهويش والتشويش، والقيل والقال، والظن والخرص مما يزيد الأمر سوءاً وتعقيدًا و اشتعالًا واضطراماً
ومن أدب الإسلام في الفتن كفُّ اللسان وحبسه عن الخوض بالظن .
وإن اللهث وراء كل حدث وخبر باللسان تارة، وبالأقلام أضعافها، في البيوت والأسواق، والمجالس والمنتديات، وعبر شبكات تقنية يكثر فيها اللغط دون تروٍّ أو توثقٍ أو محصلة من العلم والفهم مما يقلل العافية والسلامة من الخطأ، فضلاً عن أن يقدِّم حلًا عاجلًا سوى الخلط والجهل والتضليل، ولله در أبي حاتم البستي حين قال: "إن العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في السكوت"
وروى الإمام أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن أمام الدجال سنين خداعات، يكذَّب فيها الصادق، ويصدَّق فيها الكذوب، ويخوَّن فيها الأمين، ويؤتَمَن فيها الخائن، ويتكلم الرويبضة))، قيل: وما الرويبضة؟ قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمر العامة))
فعلى حملة الأقلام وذوي اللسان ممن بوأهم الله منابر الإعلام أن يتقوا الله سبحانه، وألا يستخفُّوا بأحد، وأن لا يبغوا على أحد من المسلمين، وقد قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).
وقال سبحانه: (يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
و هذا التفجير لا يقره دين الله، بل هو فساد في الأرض والله لا يحب الفساد.
والكلام هنا بفرض أن الذي فعل هذا من المسلمين .
وقد روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا).
بل حرَّم الرسول صلى الله عليه وسلَّم ما هو أدنى من القتل للمعاهد، فقال: «ألا مَن ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغيرِ طِيب نفس؛ فأنا حجيجُه يوم القيامة» رواه أبو داود. والقائم بهذا التفجير لايمكن أن يميز المحارب من المسالم الذي يأخذ حكم المعاهد .
فما البال بقتلهم في كنائسهم وأماكن عبادتهم.
وهذا القتل والبغي أمر محرَّم شرعاً، بل هو من كبائر الذنوب الموبقات، فعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:" اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال:" الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق..." رواه البخاري ومسلم.
ولخطورة الدماء التي سالت بغير حقها، فإنَّها أول ما يقضى بها يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " أول ما يُقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء" رواه البخاري ومسلم.
خرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ".
والحاصل: أن هذا التفجير أمر محرم في ذاته، ومحرم باعتبار عواقبه ومآلاته، لما يسببه من الفتن العظيمة العاصفة بالبلاد والعباد، التي تضيع في خضمها بلاد الإسلام جراء تلك الأعمال العشوائية , كما أنه يضيق الخناق على الإسلاميين الذين يصيرون في الغالب مشجبًا تعلق عليه التهم، وقد بدت بوادر ذلك عقب الحادث مباشرة، وما زالت في ازدياد.
كما أن هذه التفجيرات يخشى أن تكون ذريعة لتدخلات أمريكية أو غربية في الأراضي المصرية، حينما تنتشر -لا قدر الله- مثل هذه التفجيرات، ويصعب على أجهزة الأمن المصرية تطويقها أو محاصرتها, الأمر الذي يؤدي لأن تنعق بعض الغربان بضرورة التدخلات الغربية أو الأمريكية في هذه البلاد لحماية الأقباط! أو لضبط الأمن، وما شاكل ذلك، وتكون بلاد الإسلام مرتعاً خصباً لجيوش الكفر والإفساد.
ولا غرو إذًا أن ينعق بابا الفتيكان (بنديكتيس السادس عشر) في قُدَّاس رأس السنة بكاتدرائيَّة (القدِّيس بطرس) بعد الحادث مباشرة مطالباً بكل سخف وبجاحة بالتدخل في الشئون الداخلية في مصر لحماية النصارى، وهو الذي لم يسمع له صوت في استنكار المجازر التي يصنعها النصارى في العراق وأفغانستان وغيرها من بلاد الإسلام، التي راح ضحيتها ملايين المسلمين، ولا سمعناه يستنكر غشم الصهاينة وسفكهم دماء المسلمين بل والنصارى في فلسطين.
وكان الأجدر به معالجة الفضائح المنتشرة بين القساوسة والرهبان وفضائحهم الجنسيَّة، بل ما بات معروفاً بفضائح الأطفال المغتصبين في كنائسه؛ لا أن يتدخَّل في شئون مصرالداخلية بكلِّ وقاحة مستغلًّا وقوع هذا الحادث، وبدلاً من أن يأمر بحالة الهدوء وهو أكبر (بابا) عند النصارى، يقوم بدعوته الخبيثة ويستغل وقوع التفجير ليطلق هذه الأعيرة النارية من تصريحاته المشئومة، (وما تخفي صدورهم أكبر).
كما أن من المآلات السيئة لتلك التفجيرات الآثمة أنها تفتح الباب للنصارى للمطالبة بمزيد من التمدد والتوسع، والتباكي على حقوقهم الضائعة – بزعمهم- المكبوتة، من خلال وسائل إعلام نافذة، وأقلام مأجورة، وأحزاب مشبوهة، ومظاهرات واعتصامات ومطالبات جماهيريَّة، وبالطبع فإنَّ أجهزة المخابرات الغربيَّة ستدعم موقفهم، وتسعى إلى تلبية مطالبهم بحجة حماية الأقليات، وضرورة الاعتناء بهم وبحقوقهم!
وإن من الأمور الخطيرة التي ظهرت بجلاء في هذه الحادثة محاولة بعض المغرضين وأذنابهم من السفهاء إلصاق التهمة بالمسلمين، وبالإسلاميين منهم على سبيل الخصوص، بلا بصيرة ولا بينة ولا برهان، وكرّس بعض الفضلاء هذا الاتهام بالدفاع المستميت عن الإسلام والمسلمين، وكأن التهمة ثبتت عليهم لا محالة، وكأن ليس في الدنيا متهم غيرهم، مع أنه لو فرض أن من فعل ذلك ممن ينتسب إلى المسلمين فإن ذلك لا يجر التهمة على عموم المسلمين، ولا على دين الله، وكم من أخطاء يرتكبها بعض المسلمين رسميًّا وشعبيًّا والدين منها براء.
يقال هذا الكلام ونتائج التحقيقات لم تظهر بعد، ويلوح في الأفق كثير من الاحتمالات المتساوية؛ كأن يكون وراء الحادث أيد خفية خارجية كالموساد، وقد كشف بعض المراقبين والمتابعين لهذه القضايا أنَّ الحادث يحمل رائحة جهاز الموساد، وأن رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق كشف النقاب صراحة مؤخرًا عن ضلوع الموساد في تأجيج ملف الفتنة الطائفية والوقيعة بين المسلمين والأقباط.
كذلك فإن أصابع الاتهام تقوي جانب أن يكون الفاعل من النصارى أنفسهم ممن يؤزهم نصارى المهجر أزًّا إلى إحداث الفتن والقلاقل في الداخل، والكلام كثير على صاحب السيارة التي وقفت أمام الكنيسة وهو نصراني دخل الكنيسة قبل التفجير بثوان، كما أن هذه الكنيسة قد حددت بالاسم أنها مستهدفة، ويعرف ذلك بعض مسئولي الكنيسة من قبل، وقد استهدفت من قبل ثلاث سنوات، واستهدف غيرها في العام الماضي في ليلة رأس السنة أيضًا، والمفروض أن أجهزة الأمن قد تلقت تهديدات قبل مدة باستهداف الكنائس، وأنها على أهبة الاستعداد في هذا الزمان والمكان، ومع ذلك حصل ما حصل، والعجيب أن رد فعل قساوسة الكنيسة لم يكن ملائمًا لفداحة الحدث، ولا لفظاعة ما نتج عنه من خسائر.
ومن المحتمل أيضًا أن يكون فاعل ذلك بعض الشباب المتحمس الذي لا ينضوي تحت تنظيم معين، ولا تحت حزب ما، وإنما استفزته أوضاع البلاد، وتفاقم عدوان النصارى، فأراد أن ينتقم!
كما أن بعض وسائل الإعلام قد أعلنت عن تصريح بعض الجماعات المسلحة الإسلاميَّة ومنها (تنظيم القاعدة في بلاد العراق) بتهديدات توعد فيها باستهداف الكنائس القبطية المصرية ردًّا على احتجاز أسيرات مسلمات في الأديرة والكنائس.
وقالوا: (إنه إذا لم يُلَبِّ النصارى مطالبهم؛ فسيفتحون على أبناء مِلّتهم بابًا لا يتمنونه أبدًا، ليس بالعراق فحسب؛ بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة؛ فلديهم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس، وكلها ستكون هدفاً لنا).
كل هذه وغيرها احتمالات قائمة، ولا يمكن الحكم بتعيين أحدها إلاَّ بيينة وبرهان وحجَّة ودليل، لا أن يتهم الإسلاميون بذلك، وينسب ذلك إلى الإسلام.
ثم إنه لا ينبغي أن تختلط الأوراق في هذه القضايا ليقوم الإعلاميون بدور رجال الأمن والمخابرات لتحديد هوية الجاني وإنما واجبهم أن يبينوا الأسباب، ويعملوا على تلافيها.
ومن عجائب بعض قنوات الإعلام أن يستدعوا من لا يمت إلى الفكر بصلة من فنانين ومهرجين ليتحدثوا عن تحليل هذا الحادث، فراح كل يتكلم بحسب فهمه السقيم، واتفقوا على تحميل التدين والالتزام وخطباء المساجد والزوايا الصغيرة مسئولية ما حدث، ومن ورائهم قوم من أعداء الملة همهم الوحيد هو القضاء على التدين ومظاهره في بلادنا، فراحوا يهاجمون كل مظهر ديني ويحملونه المسئولية، حتى زعم بعضهم أن استماع إذاعة القرآن الكريم في المحلات والدكاكين هو السبب فيما حدث، وبالتالي فمحاربة التدين وأهله، والتضييق عليهم أكثر مما هو حاصل، وتكميم الأفواه، وإصدار قانون موحد لدور العبادة؛ هو الحل في نظر هؤلاء.
إنه لا بد من النظر الصحيح في الأسباب المؤدية إلى وقوع أمثال هذه التفجيرات، وقراءتها قراءة واعية لتجتنب، وليعمل على إزالتها:
ومن هذه الأسباب:
1- اختطاف المسلمات اللواتي تركن دين النصارى ودخلن في الإسلام طوعاً مثل:(كاميليا شحاتة، وفاء قسطنطين،عبير ناجح إبراهيم، وماريان مكرم عياد، كريستين مصري قليني، تيريزا إبراهيم) وقد تناقلت وسائل الإعلام أخبار تعذيبهنَّ بشدَّة، بل فقدان إحداهنَّ لعقلها، مع العلم أنَّ أغلب هؤلاء النسوة مِمَّن كنَّ زوجات لبعض الكهنة، ولأجل ذلك اختطفن وعذِّبن حتَّى لا تهتز صورة الكاهن أمام الرأي العام من النصارى في مصر، وبالطبع هنالك تصريحات مهترئة يقولها هؤلاء كرفض الإدلاء بتصريحات عن مكان وجود كاميليا شحاتة لدرء الفتنة، ثمَّ يقول كبيرهم بكل فجاجة : (الناس ستنسى كاميليا كما نسيت وفاء قسطنطين، وهذا أحسن شيء في الشعب المصري)!
إن هذا التحدي الفج سيصنع في الحس اللاشعوري لدى الوعي العام للشعب المصري أو من يتابع قضية الأسيرات المسلمات المختطفات حالة من الضغط والكره والعداء لقادة الكنائس في مصر، وربما خرج بعض المندفعين لمعالجة الأمور بما يسبب تفاقم المشكلة.
2- سكوت الدولة وضعفها الظاهر في هذا الجانب، ورضوخها للجرائم التي يقوم بها الكثير من قادة الأقليَّة النصرانية التي لا تزيد عن ستة بالمائة من نسبة الشعب المصري، فهذا السكوت والضعف له دور كبير فيما يحصل من احتقان كبير بين المسلمين والنصارى في مصر، ولهذا فلقد أكَّد المفكر النصراني د. رفيق حبيب أن الدولة المصريَّة (تتعامل بعنف وفجاجة مع التيارات الإسلامية وتنحاز للأقباط علي حساب التوازن المجتمعي مما أدى للانتقام بهذه الطريقه البشعة) مع ضرورة التأكيد على أنه لا يُعرف إلى الآن من قام بهذا.
فالحكومة المصريَّة وعدم تعاونها مع المسلمين بوجوب إخراج الأسيرات المسلمات من قيدهن، بل الملاحقة الأمنيَّة لمن يكشف حقيقة معاناتهنَّ، وسجنهم، واتهامهم بأنَّهم يروجون ل:(الفتنة الطائفيَّة)، وإهمال نداء العقلاء وأحكام القضاء؛ قد سببت احتقانًا عظيمًا في الشارع المصري.
كما أن سكوت الحكومة على استفزازات قساوسة النصارى الكبار وبذاءتهم، كزكريا بطرس الذي دأب على سب الرسول صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في دين الله، وقناته تبث في سماء مصر، ومرقص عزيز الذي ألف رواية (تيس عزازيل) يسب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيشوي الذي أعلن أنَّ النصارى هم أهل البلد الحقيقيون، وأن البقية الذين يمثلون 95% من المسلمين ضيوف على مصر القبطيَّة بحد زعمه، وشكك في بعض آيات من القرآن الكريم، ودعا إلى الاستشهاد لحماية الكنائس، وشنودة الذي رفض شلح هؤلاء، بل لما اعتذر عن تصريحات بيشوي اعتذر اعتذارًا لا يشفي الغليل، ثم راوغ وأنكر أن يكون قد اعتذر، وهو الذي أعلن أكثر من مرة رفضه الامتثال لأحكام القضاء، وأنه لا يلزمه إلا الإنجيل!...
ولا أدري لو تسامعت الحكومة المصريَّة بوجود قيادات حقيقيَّة دخلت مصر من تنظيم القاعدة مثلاً وأنَّهم يجلبون الأسلحة ويضعونها في المساجد، ويدربون أتباعهم على استعمالها؛ فماذا ستفعل حينئذ؟
وماذا فعلت مع قيادات تلك الكنائس التي خرج منها المتظاهرون يحملون قنابل المولوتوف ، واحتجز بعض أبنائها لتهريبهم المتفجرات ، وظهور الأسلحة عياناً بيد الكهنة، كالذي حصل مع الأنبا ويصا في حادثة الكشح؛ مع ظهور حالات الخطف للمسلمات من بين الناس في الشوارع واعتقالهنَّ، وضرب الأمن والمسئولين، بل والشروع في خطف بعضهم وجعله رهينة كما حصل في حادثة العمرانية مع المحافظ وقادة الأمن، وكما حصل قبلها من تحد سافر بمحافظة المنيا، وغير ذلك مما هو معلوم، وكأنَّ تلك الأقليَّة دولة كاملة تحكم داخل دولة، بل تعلن الحرب على تلك الدولة وشعبها جهارًا نهارًا، والله المستعان.
إنه في وسط هذا الصخب الإعلامي الموجه إلى جهة واحدة لا ينبغي بحال إغفال عدد كبير من القضايا حقها من النظر والتأمل، كالنظر في أسباب هذا الاحتقان الشديد الحاصل في البلاد، والحفاظ على أمن الناس في طرقهم ومساجدهم وبيوتهم، لا سيما وقد تهجم النصارى بعد حادث التفجير على المسجد المجاور للكنيسة وأحدثوا به تلفيات عديدة، وظلوا طوال الأسبوع المنصرم يخرجون في مظاهرات حاشدة يقطعون الطريق على المارة، ويعطلون سير السيارات بالساعات، ويكسرون بعضها، ويتطاولون على الناس الآمنين ويروعونهم، ويلقون الأحجار وقنابل المولوتوف، ويرفعون اللافتات المنددة بالحكومة ورئيس البلاد، حتى وصل بهم التمادي في الغي إلى التعدي على ممثل رئيس الجمهورية إذ حضر جنازة المتوفين في حادث التفجير، وهو أمر يمثل اعتداء على رئيس الجمهورية نفسه، ثم تمادى الأمر إلى التعدي على شيخ الأزهر ومفتي الديار وعدد من كبار أئمة الأوقاف وهم خارجون من الكاتدرائية بعد تقديم العزاء، في تحدٍّ صريح لمشاعر المسلمين في العالم كله، وعدم مبالاة بهم، وصاحب ذلك التعدي على عدد من الوزراء، ومن ثم تهريبهم في سيارة نقل، وما زالت مظاهراتهم تظهر في الأرض الفساد، ولم نسمع في آخر المطاف إلا اعتذارًا ضعيفًا باردًا من شنودة كعادته في مثل هذه الأحداث، ناسبًا ذلك إلى قلة مندسة ليست من النصارى!
وكثر الكلام الآن على رد فعل النصارى وتضخيم أمرهم وقوتهم حتى شاع الرعب في بيوت كثير من المسلمين وصار الجو مهيئًا للتعدي على بيوت الله وانتهاك حرماتها، كما صار بعض النساء المسلمات ولا سيما المحجبات يخفن من الخروج من بيوتهن، وكأننا في دولة استعمرت، ولا مكان فيها لأمن ولا فيها سلطة مسئولة تبسط يد الحماية عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كما ظهرت دعاوى تدعو إلى تذويب هوية المسلمين وهوية بلاد الإسلام، من نحو خروج مظاهرات يوضع فيها الصليب على المصحف، والدعوة إلى صلاة مشتركة بين المسلمين والنصارى، والزعم أن الجميع أقباط، وهويتهم واحدة، بلا اعتبار لدين ولا عقيدة ولا هوية إسلامية، والأمر هنا جد خطير في عواقبه ومآلاته.نسأل الله العافية..
وفي الختام فلا بد من كلمة توجه لكل طائفة لها تعلق بالحدث :
*فعلى أقباط المهجر أن يكفوا ألسنتهم وأيديهم عن مصر , وألا يغرروا بأهل ملتهم.
*وعلى نصارى مصر أن يرعوا حسن الجوار مع من يعيشون معهم من المسلمين .
* وعلى المسلمين أن يلتزموا وسطية الإسلام من غير تعد ولا عدوان ولا موالاة لأهل الكفران .
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.