أكد استطلاع حديث أن الفرنسيين الذين يعيشون في أحد البلدان الأكثر ثراء هم الأكثر تشاؤماً في العالم، ما يعكس قلقهم إزاء المستقبل وخوفهم من تراجع مكانتهم في الهرمية الاجتماعية. الاستطلاع الذي أجرته شركة "بي في أ" بالتعاون مع شركة "غالوب"، ذهب إلى حد التلميح إلى أن الفرنسيين أكثر تشاؤماً من الأفغان والعراقيين. وقال عالم السياسة دومينيك موازي "هناك نوع من الحزن، وظاهرة اكتئاب مرضي"، وسط الفرنسيين، وأشار إلى أنه يقدر أن الاستطلاع يعكس بعض الواقع. وقال "الفرنسيون يخافون جداً، ولديهم الانطباع بأن الحاضر أسوأ من الماضي، وبأن المستقبل سيكون أسوأ من الحاضر، وبأن حياة أولادهم أصعب من حياتهم". أضاف هذا الخبير الذي ألف كتاباً بعنوان "جيوسياسة العاطفة": "يتصرف الفرنسيون تجاه دولة الرفاه هذه كمراهقين تجاه أهلهم، متمردين من جهة وحمائيين جداً من جهة أخرى". تشاؤم الفرنسيين، وهم من كبار مستهلكي مضادات الاكتئاب، ليس بالأمر الجديد. لكن ما يفاقم هذه النزعة هو ارتفاع معدل البطالة والتوتر الاجتماعي السائد، كما أظهرت التعبئة الشديدة ضد إصلاح نظام التقاعد الخريف الماضي.