يبدأ المصريون المسجلون بالخارج خلال ساعات في التوافد إلى مقار السفارات والقنصليات المصرية للتصويت في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، والذي يستمر حتى يوم الأحد المقبل، حسبما أفاد بيان دعت خلاله الخارجية المصرية أبناء الجاليات المصرية بالخارج ل"الإدلاء بأصواتهم في هذا الاستحقاق باعتباره الأهم في خارطة الطريق" المرحلة الانتقالية. ومع انطلاقة التصويت على الاستفتاء في الخارج، دعت جماعة "الإخوان المسلمين" أنصارها في الخارج إلى الاعتصام أمام القنصليات والسفارات المصرية، الغربية لمنع المصريين بالخارج من التصويت. وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر إن تلك الدعوات متوقعة من الإخوان لتعطيل الاستفتاء، مشيرًا إلى أن الأمر قد يصل إلى الاعتصام أمام المقرات الاستفتاء في داخل مصر فما يفعلونه في الخارج ما هو إلا بروفة للاستفتاء في داخل مصر. ورأى أن هذه الدعوات ستأتي بنتائج عكسية وستفشل وخير مثال على ذلك التجربة الفرنسية وذلك بعد أن فضت قوات مكافحة الشغب الفرنسية اعتصاما لجماعة الإخوان ومناصريهم داخل مقر القنصلية المصرية في باريس ونجحت القوات الفرنسية في إخراجهم من داخل المقر، وقامت بمحاصرتهم أمام مقر القنصلية. لكنه أعرب عن توقعه بأن "يقوموا بابتكار إجراءات جديدة تجعلهم يقومون بتعطيل التصويت على الدستور". وأضاف: من حق مصر أن تطالب الدول الأخرى بالتدخل في حال منع المواطنين المصريين في الخارج من دخول الاستفتاء ومن واجبها أن تحمي عملية الاستفتاء، وأن تتخذ كل دولة كل إجراءاتها ضد المخالفين للقانون وأن تضعهم تحت طائلة القانون. ووصف العرابي هذه العملية بأنها "بائسة وليس لها أي مدلول إيجابي"، مضيفًا: "لو تمت انتهاك عملية الاستفتاء والقيام بعمليات تخريبية ستقوم هذه البلاد بطرد من يقومون بهذه الأعمال وترحيلهم إلى مصر". من جانبه، قال الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات السياسية والإستراتيجية إن جماعة "الإخوان المسلمين" تقوم بأفعال غاية في الخطورة منذ أحداث 30 يونيه والى الآن على عكس المتعارف عليه من الجماعة من عقل ذكي وحكيم بالإضافة إلى أن الجماعة هي جماعة برجماتية منذ نشأتها فكيف تفعل ما تفعله الآن وأي عقلية تديرهم حاليا. وأضاف أنه على الإخوان أن يتبعوا طرق جديدة في وسائل الاعتراض وليس الاعتصام هو الحل فمن الممكن أن يشارك الإخوان في عملية التصويت على الاستفتاء ويقولون لا للدستور وهذا يهدم الدستور بالكامل وبهذا يمنعوا التزوير إن وجد لكنهم للأسف الشديد هم يعطوا مشروعية للطرف الآخر أن يعزلهم من الوجود. وأشار إلى أن بعض الدول في الخارج ستسمح لجماعة الإخوان المسلمين بالتظاهر أمام السفارة المصرية في بلادهم مثل دولتي قطر وتركيا لكن في الدول الأخرى إذا وصلت درجة الاعتصام إلي منع احد الناخبين من الإدلاء بصوته فمن المؤكد أن هذه الدول ستقوم بمعاقبة من يقوم بذلك ومن الممكن أن تصل العقوبة في حالة إثارة الشغب أو التعدي على الغير أن تقوم السلطات بترحيلهم من الدولة التي يحدث فيها ذلك.