أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    دراسة: أغنى 10% من سكان العالم مسئولون عن ثلثي الاحتباس الحراري منذ 1990    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    أحمد داش: جيلنا محظوظ بالفرص الكثيرة.. وصعدنا بدون واسطة    القنوات الناقلة لمباراة مصر وتنزانيا اليوم مباشر في أمم أفريقيا للشباب.. والموعد    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    بيل جيتس ينوي إنفاق قسم كبير من ثروته على الأعمال الخيرية    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    بجائزة 50 ألف جنيه.. محمد رمضان يعلن عن مسابقة جديدة لجمهوره (تفاصيل)    7 يونيو.. جورج وسوف يُحيي حفلًا غنائيًا في لبنان بمشاركة آدم    مقربون من ترامب: الرئيس الأمريكي يقطع الاتصال مع نتنياهو لهذا السبب    «الأسقفية الأنجليكانية» تهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب بابا الفاتيكان    عهد جديد من النعمة والمحبة والرجاء.. الكنيسة الكاثوليكية بمصر تهنئ بابا الفاتيكان    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    بوتين وزيلينسكى يتطلعان لاستمرار التعاون البناء مع بابا الفاتيكان الجديد    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    كيم جونغ أون يشرف على تجربة صاروخية ويؤكد جاهزية السلاح النووي    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    مفاجأة بعيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الجمعة 9 مايو 2025    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    الأهلي يتفق مع جوميز مقابل 150 ألف دولار.. صحيفة سعودية تكشف    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    موعد مباراة بيراميدز ضد البنك الأهلي في الدوري    مؤتمر النحاس: نلعب مباراة كل 4 أيام عكس بعض الفرق.. ورسالة لجماهير الأهلي    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الجمعة 9 مايو 2025    مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    موجة شديدة الحرارة .. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الجمعة 9 مايو 2025    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    بنك القاهرة بعد حريق عقار وسط البلد: ممتلكات الفرع وبيانات العملاء آمنة    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عاجل- مسؤول أمريكي: خطة ترامب لغزة قد تطيح بالأغلبية الحكومية لنتنياهو    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريون تكشف حقيقة "أنصار بيت المقدس"

تبنت 22 تفجيرًا آخرها مديرية أمن الدقهلية ومحاولة اغتيال وزير الداخلية
لا يزيد عددها على 1000 عنصر وغيرت بوصلة "غزواتها" لاستهداف الدولة المصرية انتقامًا لمرسى
تنتهج أسلوب بن لادن فى التسجيلات.. والوحيدة التى تعلن عن مسئوليتها عقب التفجيرات
"الإخوان" تشكك فى وجودها وتعتبرها شماعة النظام لملاحقتها.. ومشايخ سيناوية: الجماعة تضم عناصر مصرية وفلسطينية
بجهادنا سنفتت الصخرة .. ونمزق الطاغوت والكفرة .. بعزيمة جبارة كبرى.. وإرادة لا تعرف القهر .. ونجند الوجدان والفكرة .. بدمائنا سنلون الفجر ليست مجرد كلمات متوافقة ونشيد يتردد على المسامع، لكنها معان ومناهج يتبناه أصحابه، يعلنون فيه استعدادهم لأى شىء حتى قتلك بدعوة التقرب إلى الله، وكأنك ذبيحة يضحون بها من أجل الله ودينه، ولكن قتلك هنا ليس لله بقدر ما هو لاختلافك معهم وفهمك للدين بشكل آخر. جماعة لا يتعدى عدد عناصرها عن الألف عضو يقبعون هناك على أطراف الحدود المصرية مع الكيان الصهيوني، راحوا يخططون للعمليات التفجيرية الانتحارية مولين نفسهم على الشعب ومتحدثين باسم أمة الإسلام، يرفعون لافتات سوداء تحمل لفظ الشهادة، ولكن أى دين هم يتحدثون عنه ويخوضون باسمه فى دماء المدنيين.
هى جماعة أنصار بيت المقدس, التى تقول وفقًا لما تعلنه عن نفسها إنها جهادية تستهدف الكيان الصهيونى وتحرير الأراضى المحتلة كما يظهر من أسمها، ولكن عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى غيرت من بصلة عملياتها أو كما تحب هى أن تسميها " غزواتها"، حيث توقفت عن استهداف المناطق الإسرائيلية وركزت فى أخر ستة أشهر على رصد قوات الجيش والشرطة فى شبة جزيرة سيناء.
ولكن مع تطور أعمالها وتمادى الأمن فى الاختفاء من الشارع، تمكنت أنصار بيت المقدس من الخروج ب" غزواتها" من سيناء لتنتقل بها إلى المحافظات السكنية، وتأتى محافظة المنصورة على رأس تلك المحافظات ومديرية أمن الدقهلية أول مواقع استهدافها، أن تفجر مديرية أمن محافظة و بسياراة مفخخة، مشهد يشعرنا على الفور بأننا فى بغداد أو صنعاء وليس فى القاهرة.

"اللهو الخفى" "أكذوبة النظام" شكوك تطارد الجماعة
ورغم أن الجماعة تعد الوحيدة على المشهد الأمنى فى سيناء التى تعلن عن مسئوليتها عن "غزواتها التفجيرية" أيًا كانت خطورته، لكن مازالت الشكوك تراود من لا يريد أن يقتنع بوجودها، فتذهب الآراء إلى أنها أكذوبة المرحلة التى ابتدعها النظام لتبرير تعامله الأمنى العنيف مع المظاهرات واتخاذ شرعية وجوده من وجودها، ويذهب أصحاب هذا الرأى إلى أن النظام مع شعوره لافتقاد جزء من الدعم الشعبى يلجأ إلى تأجيج انفجار فى مكان أو عملية انتحارية فى آخر ونسبها إلى " أنصار بيت المقدس" لتجميع الشعب مجددًا حوله.
ويعتمد هؤلاء المشككون فى وجودها على كم المكاسب التى جلبتها الحكومة عقب أى انفجار، فعلى مستوى الانفجار الأخير الذى استهدفت فيه مديرية أمن الدقهلية مثلا تمكنت الحكومة من إجراء حملة اعتقالات واسعة بين عناصر جماعة الإخوان الحاكم السابق للدولة، علاوة على تبريرها لقرارها الأخير باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وأى عمل لها يدخل فى بابا المحظورات. ويضاف إلى ذلك أن الحكومة تعمدت من خلال الواقعة أن تشوش على الأحكام القضائية النافذة فى حق نشطاء سياسيين بارزين مثل أحمد ماهر ومحمد عادل مؤسسى حركة شباب 6 إبريل بحبسهما ثلاثة أعوام وغرامة 50 ألف جنيه.

ويتبنى هذا الموقف تحديدًا أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين يخشون من عواقب نسب الواقعة إليهم، على الجانب الأخر يتلقى المناهضون لجماعة الإخوان التفجير كما وأنه هبط عليهم من السماء لإثبات صحة موقفهم بإدانة الجماعة، وباتوا يقرون بوجود "أنصار بيت المقدس" على أرض مصر رغم عدم معرفة الكثير عنها ورغم الاختفاء شبه الكامل للثقة فى وزارة الداخلية التى طالما ما فجرت وخربت من أجل النظام الحاكم، إلا أنهم راحوا فى يوم وليلة يصدقون بياناتها عن هذه الجماعة المجهولة فقط من باب كراهيتهم للإخوان.

"أنصار بيت المقدس" .. مشاورات .. فاندماجات .. فتدشين بزعامة "مبروك"
ومع زيادة وتيرة الأعمال التفجيرية فى الفترة الأخيرة سلطت الأضواء على بداية وكيفية تكوين تلك الجماعة التى راحت تخطط فتيقظ الدولة من صباح لآخر على خبر تفجيرى أو استهداف لعناصر من قوات الأمن.
وتختلف الروايات بين الحكومة وشخصيات تابعة للتيار الإسلامى حول كيفية تشكيل هذه الجماعة التى أكدت لنا أن مصر فعليًا دخلت طور الإرهاب الملموس.

وخرجت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بأن "أنصار بيت المقدس " تشكلت على يد القيادى الجهادى المعروف أحمد سلامة مبروك الذى أفرج عنه ضمن الجهاديين الذين أصدر الرئيس المعزول عفوًا رئاسيًا عنهم، وقام مبروك وفقا للنيابة بالتواصل مع جماعات جهادية وعلى رأسها تنظيم التوحيد والجهاد، وكتائب الفرقان، وتنظيم الرايات السوداء المتركزين فى سيناء لتدشين كيان جديد منها جميعًا تحت مسمى " أنصار بيت المقدس". وتطرقت التحقيقات إلى أن مبروك دشن جماعته بأوامر من أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، لذا يتردد كثيرًا أن الجماعة مقربة من القاعدة ولو حتى تفكيريًا ومنهاجيًا.
أما عن رواية القيادات المنتمية للتيار الإسلامى فتروح إلى أن التنظيم أعلن عن نفسه أعقاب الثورة فى 2011 وهو من تولت انفجارات خط الغاز الواصل إلى إسرائيل 14 مرة مسمية عملياتها التفجيرية بالغزوات، وبدأت الجماعة فى التكوين مع دخول عناصر من قطاع غزة إلى مصر تعرف باسم "أنصار بيت المقدس" أثناء تراجع القبضة الأمنية على سيناء لتندمج مع جماعة "التوحيد والجهاد" المصرية والقابعة فى سيناء، ليدشنوا كيانًا جديدًا بنفس اسم الأولي.
وتعرف جماعة «أنصار بيت المقدس» باعتناقها عقيدة أهل السنة والجماعة, وتقوم أفكارها على شقين؛ شق خاص بعبادة الله وحده لا شريك له والدعوة إليه.. وتكفير أى شخص لا يؤمن بذلك.

وثانيهما النهى عن الشرك فى عبادة الله، والمعاداة فيه .. فهى مجموعة تميل بصورة كبيرة لأفكار التكفيريين.
وبحسب الرؤية للتيار الإسلامى الذى يمكن اعتباره الأكثر فهمًا لطبيعة هذه الجماعة فإن «أنصار بيت المقدس» توجد على الشريط الحدودى بين مصر وغزة بمدينتى رفح والشيخ زويد .. لاسيما بقرى المقاطعة والمهدية والظهير جنوب الشيخ زويد التى استهدفتها قوات الجيش مؤخراً.. كما أن لها تمركزاً، وإن كان بأعداد قليلة وسط سيناء.
ويعد تشكيل الجماعة ليس كبيرًا، حيث لا يزيد على 750 فردًا فقط، منهم نحو 150 عنصرًا ًفلسطينيًا تلقوا تدريبات عسكرية متطورة، بجانب 600 عنصر آخرين تابعين لما يسمى بجماعة "التوحيد والجهاد بسيناء" التى كانت تعتمد فى عملياتها على أسلوب الهجوم المسلح المباشر فى عملياتها الإرهابية قبل أن تطور عملياتها بالانضمام للعناصر الفلسطينية وتشكيل جماعة «أنصار بيت المقدس» ليحدث تطورًا كبيرًا فى تكتيكها المسلح بدأ بإطلاق الصواريخ وانتهاءً بالتفجير عن بُعد والسيارات المفخخة.
وجماعة «أنصار بيت المقدس» تتهم الحاكم بالكفر لأنه لا يطبق شرع الله فى الحكم ويعتمد على السيادة الشعبية، وهم يرون أن السيادة لا بد أن تكون لله وحده، وشريعته هى القوانين التى يجب أن تطبقها الشعوب.
وتروح الترجيحات إلى أن هذه الجماعة معظم أعضائها من قبائل سيناوية وهو ما رفضه راشد السبع، رئيس ائتلاف القبائل العربية المصرية، والذى أكد فى تصريحات خاصة إلى" المصريون" أن هذه العناصر ليست شرطًا أن تكون من أبناء سيناء ولكنهم مجمعين من كل المحافظات, بالإضافة لعناصر جهادية غير مصرية، وتابع أن سيناء طالما ما عانت من اتهامات موجهة إلى أبنائها رغم ما يقدمونه من خدمات للأجهزة الأمنية فى القبض على العناصر المطلوبة لمعرفتهم لطبيعة الجغرافيا السيناوية.

بعد رحيل المعزول
بوصلة "الغزوات" تتحول للدولة المصرية بدلًا من إسرائيل
طالما ما انتقدت " أنصار بيت المقدس" نظام الرئيس المعزول محمد مرسى، متهمته بتخاذله عن تطبيق شرع الله، وتمادت فى انتقاداتها معتبرة أنه نظام غير شرعي، ولكن أول ما تمت الإطاحة به من قبل المظاهرات وقوات الجيش، غيرت هذه الجماعة من موقفها وراحت تردد خطابًا بأن النظام الحالى نظام انقلابى ويجب الانتقام منه، مكفرة الجيش المصرى ومحللة سفك دماء عناصره.
وبعدما كانت تركز فى عملياتها على استهداف مناطق إسرائيلية مثل القصف الأخير الذى طال "إيلات"، راحت تغير من بصلة أعدائها ووجهت ضرباتها للدولة المصرية وأجهزتها الأمنية، معتبراها العدو الأول بعد الإطاحة بنظام الإخوان.
وتعددت عملياتها ضد الجيش والشرطة بين استهداف كمائن داخل سيناء أو حافلات نقل الجنود أو تطور الأمر فى النهاية إلى قصف بالأسلحة الثقيلة والسيارات المفخخة.

22 تفجيرًا بدأ من خط الغاز وانتهى بمديرية الدقهلية
قائمة طويلة من التفجيرات بين سيارات مفخخة واستهداف بالأسلحة الثقيلة منتهية بالخطف والقتل، جميعها سبل انتهجتها " أنصار بيت المقدس" فى تنفيذ عملياتها. بدأت هذه الأعمال أثناء اندلاع الثورة حيث كنا نستيقظ حينها من يوم لآخر على خبر تفجير خط الغاز الطبيعى الواصل بين مصر والكيان الصهيوني، أربعة عشر مرة كلما تم تصليحه مجددًا يتم التفجير، دون تحديد وقتها لجهة مسئولة عن الواقعة.
ومع مرور الوقت واستمرار التفجيرات، لتبدأ بوادر معلومات فى الظهور حتى تأكد المشهد أن المتورط جماعة جهادية تعتنق فكرًا تكفيريًا دون معرفة هويتها. بعد هذا التكتم تخرج علينا أنصار بيت المقدس بسياسة "فيودهات المسئولية"، حيث راحت تسجل بيانات رسمية لها موقعة بجملة" اللجنة الإعلامية لأنصار بيت المقدس" فى إشارة إلى أن هذا الكيان المجهول منظم وبه لجان فرعية وجهاز تنفيذى.فيديوهات تذكرنا بأسامة بن لادن زعيم القادم الذى كان ينشر تسجيلاته على مواقع شبكات الاتصالات الدولية.
بعد الانتهاء إلى وقف الدولة المصرية لقرار تصدير الغاز إلى إسرائيل، تفرغت الجماعة إلى تحصيل خسائر للكان الصهيوني، تبلور فى عبور عناصر منها إلى داخل إسرائيل وتنفيذ انفجار فى مدينة إيلات " أم الرشراش المصرية" ليتخيل لنا مدى عداء هذه الجماعة لإسرائيل، وتمادت تفجيرات هذه الجماعة لتطول الجيش المصرى غير الإسلامى على حد معتقداتها، حيث تنفذ فيه تفجيرات "مذبحة رفح" فى فطار رمضان لمعاقبة القيادة العسكرية آن ذاك المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة السابق والفريق سامى عنان رئيس أركان حرب الجيش المصرى السابق.
وفى مرحلة من الهدوء النسبى عمت سيناء أثناء حكم المعزول حللها الخبراء بان " أنصار بيت المقدس" كانت راضية على النظام لذا توقفت عن عملياتها ليحسب له توقف الإرهاب فى سيناء، ولكن مع إزالة حكم الإخوان عادت هذه العمليات بكثافة ومستهدفة لمؤسسات الدولة المصرية مكفرة لنظامها وطريقة حكمها.
وتصاعدت هذه العمليات حيث استخدمت أسلحة قوية واستهدفت مواقع حساسة فى الدولة، وبدأت وتيرة الأحداث باستهداف مبنى تابع للمخابرات العسكرية بمحافظة الإسماعلية، فى رسالة عنيفة للنظام بأن أجهزته المخابراتية ضعيفة وعاجزة عن مواجهتها.
وتبع هذه العملية شكلًا جديدًا من التصعيد حيث دخلت مصر سياسة الاغتيالات السياسية، ليتم وضع سيارة مفخخة بالقرب من منزل وزير الداخلية وتعلن الجماعة عن مسئوليتها عن الواقعة والتى حتى الآن لا نستطيع أن نجذم بذلك.
ومؤخرًا ظهر نمط جديد من التفجيرات وهو استهداف مقار مديريات الأمن حيث، نفذت الجماعة فى نوفمبر الماضى عملية استهدفت فيها مقر مديرية أمن جنوب سيناء لتأتى بعد شهر بالضبط لتعيد نفس السيناريو مع مديرية أمن الدقهلية. ولكن التفجير الأخير لا يمكن أن يمر مرورًا عاديًا حيث تجلت فيه رسالة جديدة من الجماعة وهى أنها باتت تتمكن من الوصول بعملياتها لمحافظات الجمهورية ولم تقتصر سلطاتها على سيناء.
واستكمالًا لسلسلة التفجيرات التى تشهدها " المحروسة" يدخل استخدام القنابل والمفرقعات على الخط، لتطول المواصلات العامة، مخلفة خسائر على مستوى الدولة والمواطن. ويأتى التفجير الأخير ليهز أمن المواطن فى الشارع، إن تفجر حافلة نقل عام فى وضح النهار وفى منطقة حيوية مثل شارع مصطفى النحاس فهذ يعنى أن الدولة دخلت مرحلة غير معتادة من الانفلات الأمنى وعدم السيطرة على الآمان فى الشارع.
ورغم عدم معرفة المسئول عن الحادث الأخير وما إذا كان القائم بها أنصار بيت المقدس أم مواطن عادى أو كما تدور الشكوك حول الداخلية نفسها، إلا أن هذا لا يمنع أن الدولة دخلت فى مرحلة أكثر عنفًا من الصراعات السياسية.

24 محافظة مصرية استهدفتها الجماعات الإرهابية.. و72مليارًا خسائر مصر فى كل قطاعات الدولة

سيناء تحتل المركز الأول والقاهرة الثانى فى الانفجارات.. وتوقعات باستهداف خطوط الكهرباء والمياه والسكة الحديد الفترة القادمة

قام عدد من المراكز الحقوقية بعمل إحصائية عن خسائر مصر جراء ما تستهدفه الجماعات الإرهابية وجاءت كالتالى, حيث شهدت 24 محافظة مصرية أحداث العنف و الإرهاب السياسى وتصدرت محافظة شمال سيناء خريطة العنف السياسى بينما شهدت 38 حالة عنف وإرهاباً كانت الأخطر نظرًا لأن معظم تلك الأحداث تمثلت فى هجمات مسلحة، وجاءت محافظة القاهرة بصفتها المحافظة الاحتجاجية الأولى للإخوان فى المركز الثانى بعدما شهدت 34 حادثة، تلتها الجيزة التى تمثل مركزًا أساسيًا لقوة الجماعة جغرافيًا والتى شهدت 30 حادثًا، وجاءت محافظة الإسكندرية فى المركز الرابع بعدما شهدت 29 حادثًا، تلتها المنوفية ب 19 حادثًا ثم الشرقية والدقهلية ب 20 حادثًا بكل منهما، وكانت محافظة مرسى مطروح الأخيرة فى خريطة العنف بعدما شهدت حادثة واحدة.
وارتفعت حصيلة الضحايا خلال الانفجارات إلى المئات بمعدل أكثر من 20 شهيدًا وما يقرب من 60 مصابًا أسبوعيًا بمحافظات مصر فضلًا عن استهداف الجماعات الإرهابية مقار أمنية عسكرية فقد استهدفت ب أكثر من 25 قذيفة آر بى جى واحتراق 3 مدرعات خاصة فى سيناء، ونتيجة العمليات الإرهابية تقدر خسائر مصر كالآتى: حصيلة الخسائر التى أسفرت عن ترميم المبانى التى أتلفتها العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر 500مليون جنيه تأخذ شبه جزيرة سيناء منها أكثر من 30 مليون جنيه فى شهر واحد فقط
تضمنت هذه الخسائر إحراق عددًا من المنشآت الحيوية ونهب محتوياتها وإتلاف أتوبيسات ومديريات الداخلية ومبنى المحافظات, بالإضافة إلى أتوبيسات قطاع النقل والسياحة وأيضا حرق 21 قسم شرطة و12 ديواناً للوزارات، بالإضافة إلى حرق 3 أدوار بوزارة المالية، الذى تكلف بناؤه نحو 180 مليون جنيه منذ عدة سنوات.
وهناك توقعات أن تزداد العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة لاستهداف الخطوط الحية كالكهرباء والمياه والسكك الحديدية.

مساعد وزير الداخلية الأسبق: سلسلة تفجيرات مرتقبة

وبعد قرار الحكومة الأخير باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وجميع أعمالها محظورة تزايدت آراء الخبراء العسكريين والأمنيين حول حوادث تفجيرات مرتقبة خلال الأيام القادمة ، وجميعهم يصبون فى اتجاه أن الجماعة وأنصارها والمتعاطفين معها هم المسئولون عنها.
وقال اللواء محمود جوهر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى تصريحاتها إلى "المصريون" إن الفترة القادمة استعدوا لسلسلة تفجيرات متتالية، مشيرًا إلى أنها ستنتهى عقب امتصاص غضبة الجماعة بقرار الحكومة الأخير. ولفت إلى أنه على الحكومة أن تعمل على أكثر من محور لمواجهة هذه الأعمال التفجيرية . أولها أن تهيئ الرأى العام لاستيعاب سبب هذه التفجيرات المرتقبة، ثانيًا أن تنشط أجهزة مخابراتها لجمع المعلومات عن هذه الأعمال والتعامل الأمنى العنيف فى الشارع وأخيرًا تجفيف ما أسماه بمنابع تمويل الإرهاب.

دعم الشرعية: أنصار المقدس جماعة وهمية من صنع المخابرات.. وستظل سلميتنا أقوى من الرصاص

كتبت - نهى عثمان
"صناعة مخابراتية هدفها تشويه التيار الإسلامى وإلصاق التهم له بهدف القضاء عليه وجره للعنف " هكذا رأى التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب الذى يشمل عددًا من الأحزاب والحركات الإسلامية فى مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين التى أعلنت جماعة إرهابية, والتى ربما تكيل له جميع الاتهامات قبل وقوع الحدث بأنهم وراء جميع الجرائم التى ترتكب وارتكبت منذ عزل الرئيس محمد مرسى فى شهر يوليو بالرغم من عدم وجود تحقيقات وإثباتات أولية وقرائن يستدل من خلالها عن علاقة تلك الجماعة بتلك الأفعال من ناحية ومن علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى إلا أن الاتهامات واحدة وفورية بالرغم من إعلان المقدس عن مسئوليتها فتخرج جميع القنوات أو الجرائد لتصدر الحكم بعد دقائق من وقوع أى عمل "مرددة الإخوان من فعلوها ".
و رأى الدكتور عمرو عادل عضو الهيئة العليا لحزب الوسط والقيادى بتحالف دعم الشرعية, أن استمرار الأعمال الإرهابية التى تخلف ورائها العديد من الجرحى والقتلي, لم يكن وراؤها سوى جهات أمنية ومخابراتية لديها أهداف محددة أبرزها الحفاظ على استمرار فكرة الدولة القمعية الفاشية التى أسسها الانقلاب.
وأكد " عادل" أن جماعة أنصار بيت المقدس التى توكل لنفسها جميع الجرائم التى بدأت منذ الانقلاب وقبلها منذ يناير 2011 فى حادث كنيسة القديسين ما هى إلا جماعة وهمية من صناعة أجهزة المخابرات الأمنية لتوظيف كل الأعمال التى تريد فعلها إليها وربطها بها حيثما تريد .

وقال "القيادى بتحالف دعم الشرعية " إنه من الواضح وجود تنسيق كامل بين تلك الأجهزة المخابرات الأمنية وراوابطها التى تستطيع من خلالها بث المعلومات والتوقعات إن أرادت وأهمها أجهزة إعلامية بعينها.
من جانبه قال الدكتور خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية قد تكون تلك الجماعة حقيقية وقد تكون غير ذلك, لكنه أضاف كل شيء وارد فى أن تكون تلك الجماعة من صناعة الأجهزة الأمنية بغرض تحقيق أهداف محددة أهمها تشويه صورة الإسلاميين وجرهم لممارسة للعنف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.