قبل أيامٍ على الاستفتاء المقرَّر في يناير القادم لتقرير مصير جنوب السودان والذي يُتوقع بشكل كبير انفصاله عن الشمال، بدأت الصراعات للسيطرة على السلطة في الدولة الجديدة تدبُّ بين قادتها، الأمر الذي يهدِّد الهدوء الذي ينعم به جنوب السودان حال انفصاله. وبحسب صحيفة "الانتباهة" السودانية فإنّ 10 من اللواءات في الجيش الشعبي بمساندة عددٍ من المنشقين عن الجيش، بدأوا التجهيز للقيام بانقلاب عسكري على حكومة الجنوب؛ للإطاحة برئيسها سلفا كير ميارديت، كما قام عدد من القادة المنشقين بترتيب صفوفهم وإعادة نشر قواتهم في مناطق جديدة في الجنوب. ونقلت الصحيفة في عددها الصادر أمس السبت عن مصادر وصفتها بالموثوقة أنّ تحركات الجنرال "ياو ياو" الخميس الماضي تجاه منطقة أبيي- الغنية بالنفط- جزء من هذا المخطط الذي يهدف لتخليص الجنوب ممن سموهم بالطغاة والمفسدين، وهو ما أكّده المهندس شارلس ميندنق قلواك السكرتير السياسي للفريق "قلواك قاي" بأن هناك خطةً كاملة؛ لتخليص الجنوب من حكم الحركة الشعبية. وأوضح أنّ الخطة يشترك فيها عدد من الجنرالات المنشقين بقيادة الفريق قلواك قاي والفريق جورج أطور والفريق ياو ياو، وعدد آخر من الجنرالات بصفوف الجيش الشعبي. ومن جهة ثانية، رفع الأمين العام للحركة الشعبية "باقان أموم" الكشف النهائي لرؤية الحركة وبعض الأحزاب الجنوبية؛ لإنشاء وتشكيل الأجهزة الأمنية بالجنوب لمرحلة ما بعد الانفصال، وأجرى حول هذا المقترح سلسلةً من المشاورات التي وُصِفَت بأنها سرية للغاية بمدينة جوبا. وينصّ مقترح باقان على تشكيل جهاز أمني يسمى "جهاز الأمن القومي لدولة الجنوب القادمة" مهمته الحفاظ على الأمن الداخلي، على أن يتم إنشاء جهاز آخر يسمى "جهاز الأمن الخارجي"، بجانب جهاز ثالث صغير باسم "الأمن الخاص" على أن يتولّى كل جهاز مديرٌ عامٌ ونائبه، وأوصى أن يتولّى الفريق سلفَا كير الإشراف المباشر على الأجهزة الأمنية الثلاثة بالجنوب. وحول تداعيات الانفصال المتوقع للجنوب، سرّحت الحركة الشعبية لتحرير السودان بعض منسوبي قطاع الشمال من وظائفهم، فيما لوَّحت قيادات بالقطاع بتأسيس منبر وحدوي. وقال د. محمد يوسف المصطفى القيادي بقطاع الشمال بالحركة للمركز السوداني للخدمات الصحفية في تصريحات صحفية: "إنّ هنالك تحركات من قِبَل الحركة الشعبية لتسريح عددٍ من قيادات قطاع الشمال، إلا أنه عاد وقال: "ربما يكون تسريحًا تنظيميًا" لأعضاء القطاع.