تسبب وعد حكومى بعدم إلزام سائقى المقطورات بتقديم فواتير بمصروفاتهم إلى الضرائب لخصمها منهم، فى إثارة «فتنة» بين السائقين المضربين عن العمل منذ أربعة أيام، وممثليهم. وشهد الاجتماع الذى عقده سائقو المقطورات بممثلهم مصطفى النويهى، انقسامات حادة وتبادل اتهامات، حيث قال لهم النويهى إنه تلقى وعودا من رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة، ومن مدير مأمورية الضرائب باعتماد المصروفات التى يقدمها السائقون دون الالتزام بتقديم فواتير معتمدة. وأكد النويهى لزملائه المضربين أن رشيد اقترح تشكيل لجنة مكونة من 11 شخصا لحل مشاكل السائقين، وقال: أنا أثق فى صدق الوزير، ولن نخسر شيئا إذا صدقنا الحكومة هذه المرة، وإذا أخلفت وعدها نعاود الإضراب بعد شهرين. ورفض السائقون الاقتراح، واعتبروه «فخا تنصبه الحكومة لهم»، واعترضوا على النويهى، وردد بعضهم: «وعدوك بإيه؟». ورفض سائقو سيارات النقل الثقيل، فى حديثهم للزميل علاء شبل، وعودا حكومية لهم بمراجعة قانون الضرائب وتعديل إبعاد المقطورات، ووصفوا ذلك ب«المسكنات التى لا تقدم ولا تؤخر»، مؤكدين أنهم لن يعودوا للعمل إلا بعد توثيق هذه الوعود فى مستندات رسمية. وانتقد السائقون خلال الاجتماع، الذى عقد مساء أمس بجمعية النقل الثقيل بطنطا، تقدير الحكومة أيام العمل ب300 يوما فى السنة، بينما كان يتم حساب السيارات القديمة على أساس 215 يوما فقط، مما يعنى ارتفاع الضرائب المستحقة على السيارة إلى 23 ألف جنيه، كما أن حسابهم على الضريبة بأثر رجعى منذ 2005، سوف يلزمهم بدفع أكثر من 100 ألف جنيه. وكشفت مصادر بميناء العين السخنة بالسويس، للزميل سيد نون، عن قيام عدد من شركات الأسمدة والسكر والزيوت بمشروعات شمال غرب خليج السويس إلى تخفيض إنتاجها إلى أكثر من 50% بسبب إضراب أصحاب المقطورات والنقل الثقيل منذ خمسة أيام، فيما فرض عدد من الشركات عقوبات على شركات النقل لرفضها نقل البضائع خارج السويس. وقال مصدر مطلع متابع لحركة التجارة بالميناء، إن أطنان المواد الغذائية ملقاة على الأرض بالمصانع لا تجد من يحملها ويوزعها للمنافذ وشركات التوزيع فى مختلف المحافظات، مما أدى إلى قيام شركات ومصانع للزيوت بمنطقة عتاقة وشمال غرب خليج السويس إلى تخفيض إنتاجها إلى أكثر من النصف، بسبب تكدس البضائع فى المخازن. وقال مدبولى عوض، جمعية النقل بالسويس: إن ثلاث سيارات نقل تعرضت للتكسير بمنطقة الطريق الدائرى على يد سائقين مضربين عن العمل، لكسرها الإضراب. وشهد سوق التشييد والبناء فى محافظة المنيا ركودا بسبب الإضراب، حسبما رصد الزميل ماهر عبدالصبور، وأكد احمد فتحى إسماعيل، نائب رئيس جمعية نقل البضائع سابقا ومدير جمعية ملوى، أن السائقين «يعلمون تماما كما يعلم كل مصرى أن الوعود الحكومية لا تنفذ وأننا كثيرا ما نسمع عن تصريحات ولا نجدها على أرض الواقع». واستمر أصحاب المقطورات وسيارات النقل بالقليوبية فى إضرابهم بالقليوبية، مما تسبب فى ازدحام شديد على الطرق الداخلية، ويذكر الزميل حسن صالح أن سائقين مضربين فى طوخ اعتدوا على أحد زملائهم، بعد أن حاول تحميل سيارته والخروج بها للعمل، وحطموا سيارته. من أسيوط، يوافينا الزميل إسلام رضوان، باستمرار إضراب سائقى النقل الثقيل بأسيوط عن العمل لليوم الخامس على التوالى، وقال خليل صموائيل، صاحب سيارات نقل، إن المرور قرر إلغاء المقطورات، ولكنه لم يحدد البديل المناسب، حيث تصل تكلفة المقطورة الواحدة نحو ال150 ألف جنيه، وبعد إقرار قانون المرور الجديد سوف يقوم أصحاب السيارات بالاستغناء عنها، وببيعها خردة بمبلغ لا يتعدى ال10 آلاف جنيه، مما يكبدهم خسائر فادحة، وأكد أن سبب الحوادث ليس المقطورات وإنما الطرق التى لابد من تعبيدها وازدواجها. وأشار فتحى عبدالوهاب، رئيس نقابة النقل بالبرى بأسيوط، إلى أن سائقى وأصحاب السيارات مستمرون فى إضرابهم، حتى يتم الاستجابة لمطالبهم، وإلغاء قانون المرور الغاشم الذى لم يراع ظروف أصحاب السيارات، الأمر الذى سيتسبب فى إغلاق بيوت الكثير من العمال مثل «السائقين» و«التباعين»، وتكبيد أصحاب السيارات خسائر فادحة بسبب شرائهم السيارات بالقسط، ولذا لابد من مد المهلة القانونية التى أعطاها المرور لأصحاب السيارات لتقنيين أوضاعهم لأكثر من 5 سنوات أخرى، وتسديد أقساط سياراتهم حتى لا يتعرضون للسجن، حسب قوله. «يبقى الوضع كما هو عليه، بهذه الكلمات بدأ أحد سائقين الوادى الجديد، ويدعى محمد إبراهيم، كلامه للزميل عمرو بحر، مضيفا أن الإضراب مستمر، حتى يتم وضع حل نهائى وحاسم لقانون إلغاء المقطورة. وقال إبراهيم إن سائقى الوادى الجديد مجبرون على الإضراب، بعد تعرض الكثير من السيارات للتكسير أثناء دخولهم لمحافظة أسيوط فى يونيو الماضى، فى الإضراب الأول للسيارات. وقام عدد من سائقى النقل فى عزبة الجمال ببنى سويف بقطع الطريق وأحرقوا الإطارات غضبا من القرارات والقوانين الجائرة، بحسب قولهم. وقال مصباح كامل، صاحب سيارة، للزميل هانى النقراشى: «معتصمون منذ الجمعة الماضية وسنظل معتصمين»، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 300 مصنع طوب توقف، وتوقفت سيارات الجمارك وشركات الأسمنت. واشتكى العديد من السائقين من «تعنت مأمورية ضرائب الصف»، وقالوا إنها تمنع أقاربهم من استخراج أوراقهم الخاصة حتى يدفعوا هم ما عليهم، رغم أن القانون يعتبر الذمم المالية منفصلة. وهدد سائقون بقطع طريق الصف حلوان، وقالوا: «كده كده محبوسين، فلم نستطع دفع أقساط السيارات والضرائب». وارتفعت جميع السلع الضرورية فى سوهاج، حسبما ذكر الزميل محمد عبده، فارتفع سعر كيلو العدس إلى 20 جنيها والفول إلى 16، وأسطوانة البوتاجاز إلى 18 جنيها، ووصل سعر طن الأسمنت إلى 750 جنيه، وتأثرت حركة توزيع الدقيق المدعم على المخابز وكذلك حركة توريد الأقماح للمطاحن الرئيسية.