أكّد الصوارمي خالد سعد، الناطق باسم القوات المسلحة السودانية، أنّ قوة كبيرة من الجيش الشعبي - الذراع العسكرية للحركة الشعبية في جنوب السودان - دخلت بالدبابات وعربات "لاندكروزر" لمنطقة "أبيي" المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه، وقال: إنّ "مجموعة مناوي باتت هدفاً للقوات المسلحة السودانية، ولم يعد يربطنا بها أي اتفاق". وقال الصوارمي في تصريح لصحيفة "أخبار اليوم" السودانية الصادرة في الخرطوم الاثنين: إنّ القوة التي دخلت أبيي لا يستهان بها، وتصب في خانة تعطيل الاستفتاء بالمنطقة وإشعال فتيل الحرب فيها. من جهة أخرى، أفادت أنباء واردة من ولاية جنوب دارفور بوقوع اشتباكات خلال اليومين الماضيين بين الجيش السوداني وقوات حركة تحرير السودان - جناح مناوي، في مناطق (خور أبشي، ومرلا، والجحير، وأبكونا) وتمكنت قوات الجيش من طرد قوات مناوي من هذه المناطق. من جهته ، اتهم زعيم حركة تحرير السودان "مني أركو مناوي"، الحكومة السودانية بنقض اتفاق أبوجا الموقع معها بشأن دارفور، باستهدافها قوات الحركة وقال "لكننا سندافع عن أنفسنا". وأعلن مناوي، زعيم حركة تحرير السودان، منظمة التمرد الوحيدة في دارفور التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية- أن قواته "مستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم"، بعد أن أعلنت الخرطوم أن هذه الحركة باتت من جديد "هدفاً" للقوات السودانية الحكومية. وقال مناوي في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، في جوبا عاصمة جنوب السودان، إن "علاقتنا مع الحكومة في الخرطوم ينظمها اتفاق السلام الموقع بشأن دارفور، إلا أن الحكومة ألغت الآن هذا الاتفاق وتقول إن قواتنا باتت هدفاً، سندافع عن أنفسنا ضد أي هجوم". وأدت موافقة مناوي على التوقيع على اتفاق السلام إلى تعيينه في منصب كبير مساعدي الرئيس السوداني عمر البشير، وهو ما يوازي- ولو على الورق- المسئول رقم 4 في هرمية النظام في الخرطوم. ويبدو أن السلطات السودانية التي تشتبه في قيام الجنوبيين بتقديم مساعدة للتمرد في دارفور- ضاقت ذرعاً بوجود مناوي في جوبا منذ أسابيع عدة، فقامت بإغلاق مكتبه في الخرطوم، وهاجمت القوات السودانية قبل يومين مراكز تابعة لقواته في دارفور.
