جدّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" -في ذكرى انطلاقتها 23- عهدها للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية بعدم التنازل عن الثوابت والحقوق الفلسطينية، والعمل المتواصل من أجل تحقيق وحدة فلسطينية حقيقية. وقالت الحركة في بيان صدر عنها مساء اليوم الاثنين: لقد عملت حماس بمقتضى التعاليم التي سطرها الشيخ المجاهد أحمد ياسين ورفاقه الأوائل، الذين أطلقوا الشرارة الأولى للانتفاضة المباركة، بعد جهد طويل من التأسيس دام عشرات السنين خاضته الحركة الإسلامية في فلسطين منذ الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى انطلاقة "حماس"، التي ركزت عملها داخل أرض فلسطين لنشر الثقافة الإسلامية، وإشاعة السلم الاجتماعي، وكنس الاحتلال الصهيوني، الذي كان سببًا في كل المصائب التي لحقت بالشعب والقضية. وأوضح البيان، أنّ كثيرين راهنوا على أنّ "حماس" لن تصمد أيامًا معدودات في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني في ظل المعادلات الصعبة، والفيتو الأمريكي، والعدوان الصهيوني، والتآمر المحلي، إلاّ أنّ الحركة قادت هذا المشروع بكل أبعاده متمسكة بثوابت شعبها، ورافضة أي شكل من أشكال الاعتراف أو التفاوض والمساومة على الحقوق. وأكّدت "حماس" على أنّ فلسطين من بحرها لنهرها هي أرض الفلسطينيين في كل بقاع الأرض، وأنها لن تتنازل عن شبر منها ولن تعترف بما يسمى "إسرائيل"، مشددةً على أن المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، ولا تنازل عنه حتى تتحقق كامل أهدافنا في تحرير الأرض والمقدسات. وبينت الحركة أن عودة اللاجئين حق مقدس، وهو حق فردي وجماعي لا يملك أي كان أن يتلاعب به، كما أشارت أن القدس بمقدساتها وأرضها وحدودها كاملة عاصمة لدولة فلسطين، وأنّنا لن نقبل بالتنازل عن شبر منها، وستفشل كل أساليب التهويد التي يمارسها العدو الصهيوني على أرضها. وقال البيان: إنّ الأسرى في سجون الاحتلال هم تاج رؤؤسنا، وإطلاق سراحهم واجب وطني وديني، ولن نتخلى عنهم حتى يخرجوا معززين مكرمين رافعين الرؤؤس، ليواصلوا مشوارهم بين أهلهم وأبناء شعبهم. وأضاف: إنّ الوحدة الوطنية أمنية سامية لابد من تحقيقها على أساس من الثوابت، ولا تستوي الوحدة مع التفاوض مع الاحتلال، أو التنسيق معه، وعلى دعاة الوحدة أن يكفوا عن التفاوض والتعاون مع الاحتلال، وأن يعودوا إلى صف الشعب والمقاومة. وفي ختام بيانها قدمت "حماس" التحية لكل أحرار العالم، الذين هبوا لنصرة القضية الفلسطينية، ونصرة الشعب المحاصر في قطاع غزة، مؤكدة على أنها ترى في الأمة العربية والإسلامية العمق الاستراتيجي لجهادها.