هناك دعوات كثيرة من بعض القوى والأحزاب السياسية بإدخال تعديل على خارطة الطريق وذلك لإجراء الإنتخابات الرئاسية أولاَ قبل الإنتخابات البرلمانية. وقد تم التعبير عن هذا الإتجاه أيضأ فى جلسات الحوار الوطنى التى نظمتها رئاسة الجمهورية مؤخراَ وبدأت أولى جلساتها مع "شباب الثورة" ثم ثانى جلساتها مع ممثلى القوى والأحزاب السياسية، وبالطبع وجهة نظرهم تحترم لأن لديهم الأسباب الكافية لدعم هذا الإتجاه. وهناك آراء وأصوات أخرى تنادى بالإلتزام بخارطة الطريق و اجراء الإنتخابات البرلمانية أولاَ، وأنا شخصياَ أدعم هذا الرأى للأسباب الآتية:- أولاَ: اجراء الإنتخابات الرئاسية قبل الإنتخابات البرلمانية يعنى تعديل خارطة الطريق التى تم الإتفاق عليها من كافة أطياف الشعب فى 3 يوليو 2013 بعد عزل الرئيس محمد مرسى ، وتعديلها يفتح الطريق أمام تعديلات أخرى قد تؤدى الى إحداث بلبلة، وقلب المشهد السياسى و تعطيل المسار الديمقراطى المتفق عليه، وإطالة المرحلة الإنتقالية. ثانياَ: الحاجة الماسة والملحة لوجود برلمان مدنى منتخب من الشعب يتم انتخاب الحكومة منه وليكون خير مراقب على أدائها، ولتنتقل السلطة التشريعية من رئيس الجمهورية اليه. ثالثا: وجود رئيس جمهورية فعلى للبلاد – حتى إذا كان مؤقت – يدير شئونها وهو المستشار عدلى منصور. رابعاَ: اجراء الإنتخابات الرئاسية أولاَ يعنى احتفاظ الرئيس القادم بالسلطة التشريعية فى يده مما سيعنى عدم فصل السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويفتح الباب امام ديكتاتورية جديدة كما حدث مع الرئيس المعزول محمد مرسى عندما استغل عدم وجود مجلس شعب وانتقال السلطات التشريعية اليه، وقام بإصدار اعلان دستورى انقلب به على الشرعية فى نوفمبر 2012، كان بمثابة الشرارة الاولى لثورة الشعب المصرى عليه. خامساَ: اجراء الإنتخابات البرلمانية أولاَ ستؤدى الى استقرار نسبى وستساهم فى حل الإحتقان الموجود فى الشارع المصرى، وسيمهد الطريق أمام اجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة. سادساَ: اجراء الإنتخابات الرئاسية أولاَ، ويعقبها اجراء الانتخابات البرلمانية ستجعل هناك تأثير لرئيس الجمهورية على اختيارات الشعب لأعضاء البرلمان المقبل ، لأنه ربما ينحاز الرئيس – ولو بحسن نية – الى المرشحين المنتمين الى الحزب او التيار الذى ينتمى اليه، ومن المحتمل فى هذه الحالة أن يصبح البرلمان موجها. بالطبع ليس هناك أفضلية لرأى أو اتجاه على آخر ، لأن السياسة أولاَ وأخيراَ لا تعرف الثبات، فما هو صحيح اليوم ربما يكون خطأ غداَ والعكس صحيح. والهدف المنشود فى نهاية الأمر هو مصلحة مصر ووضعها على الطريق الصحيح نحو المستقبل.