سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تباين آراء السياسيين حول الالتزام بخارطة الطريق.. هاشم ربيع: انتخابات الرئاسة أولا تعنى الاستقرار.. وحسن نافعة: الوضع لا يحتمل إجراء انتخابات.. وعبد الغفار شكر يحذر من رئيس مزدوج السلطات
أكد عدد من المحللين السياسيين أن ما تردد مؤخرا حول استعادة المعونة الأمريكية مرتبط بوجود حكومة منتخبة مما يستلزم إجراء انتخابات البرلمانية، أمر غير صحيح. وتباينت آراؤهم حول ما إذا كان إجراء الانتخابات الرئاسية أولا أم البرلمانية، أفضل لخارطة الطريق، حيث أكد بعضهم أن إجراء الانتخابات أولا يعنى انتخاب رئيس مزدوج السلطات يجمع بين السلطة التنفيذية والتشريعية لغياب المجالس النيابية المنتخبة، فيما يرى البعض الآخر أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا يعنى استقرار مؤسسات الدولة ويحسم فوضى الجماعة المحظورة بالشارع المصرى. أوضح الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه إذا تم ربط استعادة المعونة الأمريكية بوجود حكومة منتخبة فذلك يستدعى إجراء الانتخابات البرلمانية أولا. وأضاف هاشم ربيع، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن تحديد إجراء الانتخابات الرئاسية أولا أم البرلمانية يتوقف على ما تحتاجه البلاد فى ذلك التوقيت، لافتا إلى أن الانتخابات البرلمانية ستطيل من الفترة الانتقالية وذلك لأن إجراءها يستلزم مدة ثلاثة أشهر على أقل تقدير، أما الانتخابات الرئاسية فستوفر علينا نصف المدة تقريبا. واستطرد الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية،: "يفضل إجراء الانتخابات الرئاسية مبكرا، وذلك لحاجة البلاد لاستقرار تلك المؤسسة "، مشيرا إلى أن ما سيتبعها من انتخابات سيكون أمره سهلا، ما دام لدينا استقرار فى مؤسسة الرئاسة، مؤكدا أن للجنة الخمسين هى من سيحسم ذلك الأمر فى النهاية. وتابع هاشم ربيع ،:" إذا قرر الفريق الأول عبد الفتاح السيسى الترشح لرئاسة الجمهورية، فمن الممكن أن تجرى الانتخابات الرئاسية أولا، وذلك لحاجة البلاد فى الوقت الحالى إلى رجل مدنى عسكرى لديه القدرة على حسم أمور الفوضى والهمجية التى تفتعلها الجماعة المحظورة بالشارع المصرى، خاصة أنه أصبح لديهم عقدة سياسية من السيسى كما كانت لديهم مع الزعيم جمال عبد الناصر". فيما قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الوضع فى مصر لا يسمح بإجراء انتخابات سواء برلمانية أو رئاسية، قبل تهيئة الأوضاع السياسية، لافتاً إلى أن المجتمع الدولى لن يقتنع بأن العملية الديمقراطية تمت فى مناخ سياسى صحيح، مؤكدا أن المسألة ترتبط بضرورة وجود حكومة قادرة على تحقيق خارطة الطريق ولديها رؤية واضحة فى التعامل مع الوضع الراهن. ووصف نافعة، فى تصريحات لليوم السابع، أداء حكومة الدكتور حازم الببلاوى بالضعيف ، وأنها لا تدرك خطورة ما يحاك لها من قبل بقايا جماعة الإخوان المحظورة، مما يجعل مسألة إجراء الانتخابات مرتبط بتغييرها، مطالباً بضرورة تشكيل حكومة لها رؤية سياسية فى التعامل مع ما يقوم به الإخوان، وإجراء مصالحة وطنية دون التنازل عن مطالب الإرادة الشعبية فى 30 يونيو الماضى. وشدد على عدم المساس بالإعلان الدستورى والالتزام بخارطة الطريق، وعدم الإلتفات إلى الأصوات التى طالما تطالب بإصدار إعلان دستورى جديد سواء من أجل إصدار دستور جديد أو تغيير مسار خارطة الطريق. من ناحيته حذر الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام الاستراتيجى، من إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، كما أكد أن فكرة تزامنهما تشكل صعوبة على الناخب المصرى فى عملية الاقتراع، لافتاً إلى أن الخروج عن خارطة الطريق المعلنة فى يوليو الماضى يمثل خطرا فى الوقت الحالى. وأوضح جاد، أن الخروج عن خارطة الطريق يستوجب صدور إعلان دستورى جديد، لافتاً إلى أن الأمر يؤدى إلى فتح مجالات إصدار أكثر من إعلان دستورى آخر، ربما لن تحظى بالتوافق بين فئات المصريين، كما حظى الإعلان الدستورى الذى يتضمن خارطة الطريق التى تنص على إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية. وأوضح جاد أن قطع المعونة العسكرية لا علاقة لها بمسألة سرعة إجراء الانتخابات البرلمانية من أجل تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل أطياف الشعب المصرى، كما يعتقد البعض، وإنما هى أداة للضغط على الحكومة الحالية لمصلحة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لافتاً إلى أن المناخ السياسى، هو الذى يحتاج حكومة منتخبة لديها القدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه ، فضلاً عن أن إجراء الرئاسية قبل البرلمانية يضعنا فى إشكالية التشريع، كما حدث فى عهد "مرسى". واتفق معه الدكتور عبد الغفار شكر، المحلل السياسى ورئيس حزب التحالف الاشتراكى، الذى أكد أن إجراء الانتخابات الرئاسية أولا يعنى انتخاب رئيس يجمع بين سلطتين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، لعدم وجود مجالس نيابية منتخبة ويعيدنا لدائرة الرئيس مزدوج السلطات، فضلا عن أن إجراء الانتخابات البرلمانية تحت مراقبته تفتح الباب أمام احتمالات انحيازه للحزب أو التيار الذى ينتمى إليه. وتابع شكر، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، معلقا على ما تردد من أن عودة المعونة الأمريكية مرتبط بإجراء انتخابات برلمانية أولا، ووجود حكومة منتخبة، أنه بعيدا عما تراه الولاياتالمتحدةالأمريكية مفيدا لمصلحتها الشخصية، إلا أن أننا بحاجة لإجراء الانتخابات البرلمانية أولا حتى تكون لدينا سلطة تشريعية، ومن ثم يتم تشكيل حكومة منتخبة تعبر عن الثورة وبعدها يتم إجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن هذا هو المسار الطبيعى للتحول الديمقراطى.