توصل العلماء الدنماركيون إلى تطوير مرشح سريع للماء ينقي ويعقم الماء في ثانية، ويتيح للإنسان شرب الماء من الأنهار والبرك بحرية. وأطلق العلماء على المرشح اسم «قصبة الحياة» بالنظر لحجمه الصغير الذي لا يزيد عن حجم الفلوت (الناي) الخشبي. وحسب جريدة الشرق الأوسط فقد ذكر اوليفر كاهي، من شركة «فيسترغراد فراندسن» الدنماركية، أن قصبة الترشيح الزرقاء اللون تمت تجربتها بنجاح كبير أثناء كارثة تسونامي، لكن انتاجها للسوق بدأ في اليوم العالمي للمياه في الثاني والعشرين من مارس (آذار) الماضي. ولا يزيد سعر قصبة الحياة عن 3.5 يورو، ويمكن أن تصبح بمتناول الجميع في مناطق المجاعات والكوارث والحروب الأهلية والمناطق المحرومة من مصادر مياه الشرب. وأثبت المرشح جدارة في ترشيح البكتيريا المرضية وخصوصا بكتيريا الكوليرا والإسهال المعوي «الديزنتري». ويحتوي الفلتر، من بين أشياء أخرى، على حبيبات الفحم النشط ومادة صمغ الراتينج القاتلة للميكروبات. والمرشح الجديد لا يتيح الفرصة للسلطات الصحية في مناطق العالم لمكافحة الأمراض الناجمة عن شرب المياه الملوثة فحسب، وإنما يعد بتمكين الناس من شرب كمية المياه الصافية والصحية التي ينصح العلم بها (لتران في اليوم). فقصبة الترشيح قادرة على ترشح وتعقيم 700 لتر من الماء الملوث قبل أن يحين وقت استبدالها. وهذا يعني أنها توفر نحو لترين من الماء الصافي للفرد البالغ يوميا وطوال سنة. وأثبتت التجارب أن سحب الماء من القصبة سهل جدا ويستطيع الأطفال الصغار استخدامه حالما يقوون على المص من زجاجة الحليب. وامتدح عبودو أجيبادا رئيس منظمة اليونسكو في نيامي، عاصمة النيجر، الاختراع الجديد وطالب بالحصول عليه بأسعار مخفضة. وذكر أجيبادا أن «قصبة الترشيح» تختصر الكثير من كلفة الترشيح والتعقيم ونقل المياه وحفر الآبار، مؤكدا أن نحو نصف سكان النيجر محرومون من المياه النقية المعقمة. وفي شأن ذي صلة، ساهم الألمان بقسطهم في يوم المياه العالمي، فأعلنوا عن جهاز جديد ومصغر لتعقيم المياه بواسطة الأشعة فوق البنفسجية. وصنع المهندس الإلكتروني فولفغانغ فيت، 55 سنة، مرشحه من أنبوب من زجاج الكوارتز. ويجري تعقيم الماء الجاري في الأنبوب باستخدام الأشعة فوق البنفسجية بأطوال موجات معينة. والتقنية ليست جديدة، إلا أن المهندس الألماني أجرى تسهيلات وتحديثات عليها بما يكفل تصغير الجهاز، تسهيل نقله، وتسريع عمله. استخدم فيت الألومنيوم بدلا من الحديد في صناعة غلاف الاسطوانة التي تحيط بجهاز الترشيح بالأشعة فوق البنفسجية. فالألومنيوم يعكس الأشعة مرات عديدة اكثر مما يفعله الحديد، وهذا يقوي تأثير الأشعة ويقلل فترة تعريض الماء إليها. وهكذا نجح في تعقيم المياه من بكتيريا الكوليرا وايشيريشيا كولاي باستخدام قدر ضئيل من الأشعة. كما أضاف شيئا من الأوزون للماء بهدف تخليص المياه من بقايا الأدوية والعقاقير. وتم الاستخدام التجريبي للأنبوب الأزرق في الهند حيث نجح في توفير المياه الصالحة للشرب لنحو نصف مليون إنسان. وبعد تقسيم الكلفة على هذا العدد من المواطنين اتضح أن كلفة تشغيل المنشأة وتوفير الماء المعقم لم يكلف الفرد الواحد سوى 10 سنتات. وذكر فيت، الذي عمل على التقنية اكثر من 20 سنة، أن تجربة أنبوب الترشيح في الهند أثبتت قدرته على ترشيح 50 ألف لتر من الماء في الساعة. ويجري في الهند الآن العمل على نصب 400 منشأة تستخدم التقنية في المدارس والمستشفيات. وأبدت العديد من الشركات الألمانية اهتماما بالموضوع بهدف استخدام أنبوب الترشيح بواسطة الأشعة فوق البنفسجية في تعقيم مياه برك الحدائق وتنقية المياه الدائرة في أنظمة التبريد المركزية في البنايات وفي المسابح. وبعيدا عن اجواء المناطق المحرومة من المياه المعقمة، توصل المهندسون الألمان أيضا إلى حل معقول لمشكلة أنابيب الشبكة القديمة التي يؤدي كبر قطرها إلى ركود المياه لفترة طويلة داخلها، وتتسبب بالتالي بفقدان المياه لعذوبتها وطزاجتها المطلوبتين. فأنابيب الشبكات القديمة ضخمة ويتراوح قطرها بين 3 أمتار (في المركز) ومترين ومتر واحد في الفروع الأخرى قبل أن تصل إلى البيوت بالأنابيب المعهودة. كما أن هذه الحجوم الضخمة ما عادت تتناسب مع استهلاك المياه المعقمة، إذ أدت زيادة الوعي لدى المواطنين إلى تقليص استهلاك مياه الشرب بشكل ظاهر وأصبحت الأنابيب الضخمة عبئا على الدولة والمواطن. وكمثال على ذلك، فقد كانت مدينة دورتموند تستهلك في مطلع التسعينات نحو 100 مليون متر مكعب من مياه الشرب، في حين انخفض هذا الاستهلاك إلى النصف عام 2005. وبالنظر إلى تناقص استهلاك الماء، صارت المياه تستغرق 5 6 أيام كي تصل من مركز الضخ إلى المستهلك. وأصبحت الأنابيب في أغلب الأحيان نصف مملوءة أو فارغا نسبيا، وهذا أدى إلى خراب الشبكة القديمة أيضا لأن خلو الأنابيب من المياه يزيد من تأثير ضغط التربة عليها. وحلا للمشكلة، وتقليصا لكلفة الحفر وأزالة الشبكة القديمة ومد الشبكة البديلة، فقد تم في دورتموند مد الأنابيب الجديدة الصغيرة داخل أنابيب الشبكة القديمة. وهكذا أصبحت الشبكة القديمة غلافا عاولا وحاميا للشبكة الجديدة، كما حفظت الطريقة الجديدة معظم شوارع المدينة من الحفريات لأنها لم تتطلب سوى حفر حفرة صغيرة كل 200 متر.