جاءت نتائج الامتحانات التشريعية هذا العام غير مسبوقة من قبل، فقد حصل فيها تلاميذ "مدرسة النفاق" وزعماء التصفيق والتهليل على نتائج مبهرة، بل وبنزاهة وشفافية منقطعة النظير، لم تشهد مثلها لجنة من لجان العالم الأول أو الثالث أو حتى العاشر. ومع هذا النجاح منقطع النظير لمدرسة "النفاق المشتركة"، حصل تلاميذ "مدرسة المشاغبين" اللحوحين، الباحثين عن مصطلحات عفى عليها الدهر وأكل وشرب ونام كمان، تدعى "الحق" و"العدل" و"الديمقراطية"، على صفر بالبنط العريض. وطبعاً هذا الفشل الذريع جاء بعد أفنى هؤلاء الطلبة المشاغبين عمرهم في البحث عن حقوق طبقة لا وجود لها على الإطلاق من وجهة نظر المتفوقين، المدركين لحقائق الحياة ومتطلباتها، من ضرورة المهادنة والموالاة والموافقة، بل والتصفيق والتهليل والتشجيع لكل ما يأمر به الحاكم بأمره، ويسنه كَتَبة السلطان في العصر الحديث. الملفت للنظر في نتائج امتحانات هذا العام، بخلاف الصفر الكبير طبعاً، أن مدير المديرية والعاملين عليها، لم يهتموا أن يتم التصحيح والتسويد والتدقيق في هدوء كما اعتادوا من قبل، مراعاة لمشاعر أهالي الطلبة الشقيانه، بل على العكس تركوها في أيدي بعض البلطجية غير المتخصصين في هذا المجال من الفن الراقي الهادف، الذين حولوا لجان الامتحانات إلى ساحة من التهييس الكبير. تداولاته شاشات المحمول ومواقع الإنترنت المغرضة بالتأكيد. في هذا العرض المسرحي الساخر بصورة مؤلمة للامتحانات التشريعية لعام2010 ميلادية، نجد مفارقات يندى لها الجبين، من سب وقذف لرمز من رموز القضاء في مصر من أحد أباطرة الطب في مصر، والتي كنت أحسبها تحمل ما يجب أن يحمله العاملين في هذه المهنة الراقية السامية من خلق وتحضر. والمفارقات المؤلمة في هذه المهزلة التشريعية كثيرة بصورة يصعب حصرها، وإن كانت توحي بمستقبل مشرق وبناء على أيدي جيل المستقبل من الناجحين بتفوق في 2010. ولا يسعنا إلا أن نقول "الناجح يرفع أيده" عشان نعرفه بس ونبارك له على هذه النجاح، الذي دفع فيه كثيراً جداً من أموال، وأشياء أخرى لا تقدر بالمال، ولا تعوض بزمن. ولكل طلبة "مدرسة المشاغبين" أقول "لا تحزنوا على ما فاتكم"، فقد حاولتم، ولكن الطوفان أقوى من أيديكم المكبلة، ثقوا في الله عز وجل أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا. ولكم امتحان أخر لا تسوييد ولا تزوير فيه، لأنه الامتحان الإلهي لضمائركم وإيمانكم. أما مصرنا الجميلة المبتلاة بجيل شباب المستقبل، فلا يسعني إلا أن أقول: "لكي الله يا مصر".