استنكرت صحيفة " نيويورك تايمز " قيام قوات الجيش بمداهمت العديد من مكاتب المنظمات الحقوقية البارزة ، واتهام الرئيس المخلوع مرسي بالضلوع في مؤامرة إرهابية " وهمية " – علي حد قول الصحيفة . ووصفت الأخبار القادة من مصر " بشديدة القسوة "؛ إذ أنها تنبأ أنه قد أصبح من الصعوبة بمكان التنبؤ برؤية أنه قد يكون بمقدور هذه الأمة التعافي من دوامة القمع والعنف ، وجنون العظمة التي تدور في فلكها. وعبرت الصحيفة الأمريكية في افتتاحياتها التي جاءت بعنوان " مصر تعيش أيام سوداء " عن سخطها مما يجري علي أرض مصر ، ومن الموقف الأمريكي تجاهه ، وقالت إن كل ما يحدث لو كان في بلد أخري غير مصر " لغضب " أعضاء الكونجرس الأمريكي ، ولكن نظرًا لاعتبار الإدارة الأمريكية مصر عاملاً حاسمًا للحفاظ علي استقرار منطقة "الشرق الأوسط " ، واتفاقية السلام الموقعة مع الكيان الصهيوني ، قامت " لجنة العلاقات الخارجية " في مجلس الشيوخ بالمصادقة علي تشريع يسهل من استئناف ارسال المساعدات الأمريكية التي تم تعليقها عقب الإطاحة بمرسي . ورأت أنه من شبه المؤكد أن حكام مصر الحاليين سيؤولون هذا التصرف علي أنه تأييدًا لأساليبهم الدكتاتورية _علي حد وصف الصحيفة . واعتبرت أنَّ الاجراءات التي تم اتخاذها بحق جماعة حقوق الإنسان ، والمركز" المصري للاقتصاد والحقوق الاجتماعية" ؛ إنما هي مؤشراً أخراً علي حرص القادة العسكريين علي توسيع نطاق مداهماتهم إلي أبعد من مؤيدي جماعة مرسي من الإسلاميين لتمتد إلي أي شخص ربما يتصدي لأساليبهم السلطوية . وأشارتْ إلي قيام عناصر أمن الدولة المُددجة بالسلاح باعتقال وضرب موظفي المنظمة خلال محنة عايشوها لمدة تسع ساعات . ليتم اطلاق جميعًا في نهاية المطاف ماعدا محمد عادل ، القيادي في حركة 6 أبريل التي ساعدت في الحشد للثورة ضد مبارك قبل ما يقرب من ثلاثة سنوات .وتابعت القول بأن جميع قيادات الحركة يقبعون الآن في السجون ، وفي يوم السبت ، حُكم علي عادل واثنين أخرين بالسجن ثلاث سنوات . وذكرت الصحيفة الأمريكية أنَّ السلطات القضائية كانت قد وجهت اتهامات أخري إلي مرسي ، أول رئيس مصري منتخب ديموقراطيًا والمعتقل منذ أن تمت الإطاحة به في 3 من يوليو ، وهي الاشتراك في مؤامرة لقتل المتظاهرين ، وتسريب أسرار الدولة إلي الحرس الثوري الإيراني . بالطبع ، لم تقدم أية أدلة . وقالتْ بإنَّ جماعات حقوق الإنسان قد وصفت الاتهامات " بالخرقاء " ؛ فقد يواجه مرسي وشركائه المزعومين عقوبة الإعدام إذا ما ثبتت تلك الاتهامات . ولفتتْ إلي أنَّه في الوقت نفسه ، أدرجت " لجنة حماية الصحفيين " مصر في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أسوأ مخترقي القانون لسجن الصحفيين لعام 2013 ، وعبّرت "لجنة الحريات الأكاديمية بمنظمة دراسات الشرق الأوسط" بأمريكا الشمالية،المعروفة اختصارًا باسم (ميسا)عن قلقها إزاء " المناخ المتدهور لحرية التعبير ، والتجمهر السلمي " في الحرم الجامعي في مصر . واعتبرت " النيويورك تايمز " كل ما ذكرته آنفًا ما هو إلا احياءً لعناصر نظام مبارك القديم . ففي يوم الخميس تم تبرئة آخر وزراء المخلوع الفريق أحمد شفيق جنبًا إلي جنب نجلي الرئيس الأسبق علاء وجمال فيما عًرف إعلاميًا بقضية " أرض الطيارين". إلاَّ أنهما لا يزالان يواجهان اتهامات أخري .