هدد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" بقيادة ثورة شعبية في مصر، على غرار ثورة 1919 التي قادها الزعيم الوفدي سعد زغلول ضد الاحتلال البريطاني لمصر آنذاك، إذا استمرت تجاوزات الحزب "الوطني". وقال بلهجة تحذير "عليهم احترام ذكاء الشعب المصري وإرادة المصريين لأن غضبه واستفزازه ليس سهل العواقب"، في إطار رد فعله على انتخابات مجلس الشعب حيث شكا من حدوث عمليات "التزوير" لصالح مرشحي الحزب الحاكم، ودعا خلال مؤتمر صحفي عقد مساء الاثنين بمقر حزب "الوفد"، الهيئة العليا للحزب إلى لاجتماع عاجل عقب انتخابات الإعادة المقررة يوم الأحد المقبل "لاتخاذ القرار المناسب والذي يتناسب مع جسامة الحدث". وأضاف إنه على الرغم من اعتياد "التزوير" من جانب الحزب "الوطني"، لكنه قال إنه لم يتوقع أن يتم بهذه الفجاجة، بحسب تعبيره، متهما الحزب الحاكم وأنصاره بأنهم "اغتصبوا شرعيتهم بالبلطجة والعنف وقاموا بمنتهى السهولة بالإساءة غير المسلوقة بهذا الشكل الفج لسمعة وتاريخ وحضارة مصر والمصريين الذين مارسوا الديمقراطية قبل أي شعب في العالم". ووصف يوم الأحد حيث جرت الدورة الأولى من الانتخابات بأنه "يوم حزين ومؤسف في تاريخ العمل السياسي المصري وفي حياة المواطن المصري الذي أراد ممارسة أبسط حقوقه في التعبير وهو اختيار نائبه الذي يمثله أمام البرلمان". وطالب اللجنة العليا للانتخابات بوقف إعلان النتائج حتي التحقيق في الشكاوي التي تقدم بها آلاف المصريين، مشيرا إلى أن هناك عشرات الآلاف من الشكاوي والطعون التي تقدم بها مرشحو "الوفد" والمعارضة والمستقلين للجنة، فيما اعتبر أن تلك الشكاوى كفيلة بإبطال العملية الانتخابية، قائلا إن على اللجنة "أن تكون ملاذ آمن لكل مواطن ومرشح في الدفاع عن حقوقه في إتمام الانتخابات بنزاهة". وأكد أن الحزب ترك الحرية لمرشحيه لإتخاذ قراراهم في شأن استكمال الإنتخابات أو الإنسحاب منها، موضحا أن ذلك سيكون قرارهم ولن يغضب منه الحزب. لكنه مع ذلك قال إنه غير نادم علي خوض الانتخابات، وأضاف إنه لوعاد للوراء لاتخذ القرار بالمشاركة حتي يتم التمكن من فضح نوايا "الوطني" وأساليبه في تزوير الانتخابات، وأن صغار الموظفين هم الذين يححدون مستقبل مصر خلال السنوات القادمة عن طريق شراء ذممهم وضمائرهم. وردا علي سؤال حول رؤيته للانتخابات في ظل وعد الرئيس حسني مبارك بحماية الانتخابات، قال إن "الذين خالفوا ذلك هم مرشحو الحزب الوطني وأعضاؤه الذين يمثلهم ويترأسهم الرئيس مبارك". وأوضح أن هناك آلاف الصناديق التي زوت ضد مرشحي "الوفد" حيث تم استبعاد 22 صندوقا من منير فخري عبد النور السكرتير العام للحزب على سبيل المثال في سوهاج بعد أن كانت قد أعلنت اللجنة فوزه. واعتبر أن أن ما تم من قبل اللجنة العليا وعدم استبعادها لصناديق ضد مرشحي "الوطني" أو إصدار قرار ببطلان الانتخابات "يعكس رؤية غير جيدة عن القضاة بها"، لكنه استدرك بقوله "بالطبع لا يمكن تعميم ذلك علي كل قضاة مصر لاننا نؤمن بأن هناك قضاء شامخ في مصر". وأظهرت المؤشرات الاولية الخاصة بمرشحي "الوفد" على مستوي محافظات مصر فوز الحزب بمقعدين فقط، حيث تم إعلان فوز مسعد المليجي المرشح ببورسعيد وسفير نور المرشح على مقعد عمال الدقي، فيما دخل 7 آخرون الإعادة وهم: طارق سباق في روض الفرج ورامي لكح في شبرا وعمران مجاهد في دمياط وومحمد شردي في بورسعيد ومحمد المالكي في الجمالية وفؤاد بدراوي في نبروه، وآخرهم مرشحة الوفد علي مقعد كوتة عمال في الإسماعيلية.