رفض زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري تصريحات لأحد المحققين في اغتيال والده ، يلمح فيه إلى تورط اللواء الراحل وسام الحسن مدير شعبة المعلومات التابعة لقوى الامن الداخلي في اغتيال والده رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق . وقال سعد الحريري في بيان صحفي اليوم لقد "اطلعنا على الحلقة التلفزيونية التي بثت أمس عن تحقيقات مزعومة في مبررات غياب اللواء الشهيد وسام الحسن عن موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري يوم اغتياله في 14 فبراير 2005 . وقال "مثل غالبية اللبنانيين وجدنا أنه من المقزز للنفس أن يصل الهذيان الإعلامي والسياسي إلى محاولة اتهام شهيد بالضلوع في اغتيال شهيد" . وأشار إلى أن الاتهامات التي قيلت أمس ، سبق وأن حققت فيها لجنة التحقيق الدولية مرة ثانية إثر أن بثها برنامج تلفزيوني مماثل ثم إحدى القنوات الكندية ، وقد حسمت لجنة التحقيق الدولية في حينه - وللمرة الثانية - أن اللواء الشهيد وسام الحسن لم يكن في عداد موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدى استهدافه لأسباب واضحة وشفافة وثابتة . وأضاف سعد الحريري أنه إذا كان الهدف من تكرار الترهات نفسها أمس ، هو زرع الشك في نفوس اللبنانيين - ومن بينهم عائلة الرئيس الشهيد - فإنها مناسبة لنؤكد مجددا أننا نعتبر اللواء الحسن واحدا من عائلتنا وهو شهيدنا بقدر ما هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري شهيدنا" ، منوها بدور الحسن في مساعدة التحقيق الدولي والمحكمة الدولية ، ومعتبرا أن دماءه أريقت على يد الإرهاب المجرم نفسه الذي قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري" . وتابع قائلا "أما إذا كان الهدف إطلاق فصل هستيري جديد من الحملة على المحكمة الدولية بمناسبة قرب انطلاق المحاكمات فيها في الشهر المقبل ، فإننا نقول إلى من يقف وراء بث المقابلة إن القطار قد غادر المحطة ، وأن لقاءه مع العدالة والحقيقة واللبنانيين وجميع محبي رفيق الحريري ووسام الحسن ، من العرب وفي العالم ، بات قريبا جدا . من جانبه ، نفى المدير العام السابق لوزارة العدل اللبنانية القاضي عمر الناطور اتهامات تروج أن اللواء الراحل وسام الحسن بالتورط في اغتيال رئيس وزراء الراحل رفيق الحريري . وقال الناطور في بيان أصدره اليوم "تصويبا للنقاش الدائر حول التحقيق الذي بثته شاشة "الجديد" ، أن الاتهام ، لا يعدو كونه استنتاجا شخصيا من قبل "بو أستروم" أحد المحققين في القضية ، غير مستند الى أية وقائع علمية ولا الى أدلة دامغة ، وبالتالي ليس من شأن بو أستروم أو غيره من المحققين أن يقرر ، وهذا ما يعود حصرا ، للمحكمة الدولية" . واعتبر الناطور أن "هذا الاتهام ولد ميتا منذ سنوات عدة وهو ليس جديدا على الإطلاق ، حيث سبق أن عرضته احدى المحطات الكندية قبل اغتيال اللواء وسام الحسن ، ولم تأخد به المحكمة المخولة دون سواها ، نظرا الى الأدلة الموجودة - خصوصا أن منطلق المحاكمة قانونا هو القرار الظني الصادر وليس الاستنتاجات الشخصية لهذا المحقق أو ذاك" . وتساءل عن "جدوى المحكمة في حال كان لكل قاض أو محقق رأيه الشخصي غير المستند الى أدلة ولا الى براهين" ، وقال إنه "من المعيب أن يتاجر البعض بالمواد المنتهية الصلاحية ، غير القابلة للبيع ولا للصرف ، بعيدا عن الأسواق الإعلامية" . يذكر أن إحدى القنوات اللبنانية المقربة لقوى 8 آذار عرضت برنامجا يلمح إلى تورط اللواء الراحل وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات المقربة لتيار المستقبل في اغتيال مؤسس التيار رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري ، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد خاصة أن الحسن الذي اغتيل في أكتوبر 2012 يتمتع بشعبية كبيرة بين جماهير قوى 14 آذار والطائفة السنية خاصة .