قالت صحيفة هآرتس العبرية: إن حكومة الاحتلال ستبحث إمكانية تصعيد الوضع في لبنان لدرجة الاشتعال على الحدود مع الأراضي المحتلة، وذلك مع اقتراب نشر نتائج تحقيق دولي بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وأنباء عن اتهامه أعضاء من حزب الله اللبناني. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد رفض في أكثر من مناسبة هذه الاتهامات، وقال في آخر خطاب له إن الحزب لن يسمح باعتقال أيٍّ من أعضائه. وأضافت هآرتس، أن مسؤولي أجهزة الأمن والمسؤولين في وزارة الخارجية بالكيان الإسرائيلي يتابعون الوضع في لبنان باهتمام كبير في الأسابيع الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو قوله: إنه يتخوف من سيطرة حزب الله على لبنان عقب إعلان قرار المحكمة الدولية. من جهته، قال وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك في اجتماع لرؤساء السلطات في النقب، "إن على إسرائيل أن تتأكد من أن التوتر في لبنان لن يتسلل إلى حدود الأراضي المحتلة". وتأتي هذه التخوفات الإسرائيلية بعد أن بثت شبكة التلفزيون الكندية "سي بي سي نيوز" الأحد الماضي برنامجاً كشفت فيه وثائق تعود للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ، تشير إلى احتمال تورط عناصر من حزب الله في هذه القضية إضافة إلى رئيس فرع المعلومات اللبناني العقيد وسام الحسن، الذي كان رئيسا للحرس الخاص لرئيس الوزراء اللبناني المغتال. من جهة أخرى، تشهد المنطقة تحركات عربية ودوليةلاحتواء الوضع ومنع انزلاق موضوع المحكمة الدولية إلى مزيد من التصعيد ، فقد وصل في بداية الأسبوع الأمير عبد العزيز نجل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى العاصمة السورية والتقى الرئيس بشار الأسد لبحث المساعي المشتركة بين البلدين لاحتواء الأزمة، كماوصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة اللبنانية في زيارة رسمية للتوسط بين الأطراف اللبنانية ومنع التوتر، والذي أعرب أن بلاده لن تسمح بانزلاق لبنان إلى حرب أهلية. ودعا الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط الحكومة اللبنانية إلى رفض التحقيق الدولي في اغتيال الحريري قائلا: إن الهدف منه هو زعزعة الاستقرار في لبنان وليس إقامة العدل.