أعرب المحلل السياسي يسري العزباوي, الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية, عن عدم استغرابه تصريحات وزير الداخلية محمد إبرهيم حول ربط اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ب "الإرهاب". وفي تصريحات أدلى بها لقناة "الجزيرة", قال العزباوي:" لا أستغرب صدور هذا التصريح عن وزير الداخلية بعدما فشل في التعامل مع المظاهرات، فضلا عن فشله في منع تجاوزات كثيرة صدرت عن بعض رجال الشرطة". وتابع " إبراهيم فهم على ما يبدو أن ما حدث منذ 30 يونيو الماضي يجيز للداخلية العودة إلى ممارساتها أيام نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, وهو أمر لن يسمح به الشعب". وأعرب العزباوي, وهو من مؤيدي "خارطة الطريق", عن اعتقاده أن البعض ربما دفع بالشرطة إلى صدارة المشهد في مواجهة الشعب، ويرى أنها باتت تتحمل كل فشل الحكومة الحالية, لأنها القوة التي تواجه المواطنين. واستدل العزباوي بقانون التظاهر الجديد الذي أقرته الحكومة والرئاسة, بينما تحملت الشرطة وزر تطبيقه عبر مواجهتها المتظاهرين الرافضين له. وأضاف أن الشرطة استخدمت العنف ربما لتنفي عن الحكومة الاتهامات الموجهة إليها بأنها ضعيفة ومرتعشة, فكانت النتيجة في غير صالح الشرطة. وتابع العزباوي أن حديث وزير الداخلية يعني أيضا شعوره بالورطة التي تقع فيها الشرطة ويقع فيها شخصيا، وربما أراد ربط الاعتصامات والمظاهرات ب "الإرهاب" ليحاول الخروج من تلك الورطة عبر تبرير بعض ممارسات الشرطة. وانتقد مراقبون تصريحات إبراهيم التي عتبر فيها فض اعتصامي رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة في 14 أغسطس الماضي بداية للحرب على ما سماه "الإرهاب", ورأوا أن ربط الاعتصامين خاصة, وحرية التعبير والتظاهر عامة, بما يسمى الإرهاب "غير منطقي وغير مبرر". كما فسر مراقبون تصريحات إبراهيم بأنها سعت لترسيخ فكرة "وصم الإخوان بالإرهاب". وكان وزير الداخلية محمد إبراهيم قال في 3 ديسمبر إن فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة قبل أكثر من ثلاثة أشهر, ليس إلا بداية الحرب على ما سماه الإرهاب، وتفاخر بإزاحة جماعة الإخوان المسلمين من الحكم. وأضاف إبراهيم في مؤتمر صحفي بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء المصري لبحث الوضع الأمني أن هناك مقاومة ممن وصفها بجماعات إرهابية تساند جماعة الإخوان، على حد قوله، مشيرا إلى أن هناك تقدما ملحوظا في ضرب هذه المجموعات. وهاجم إبراهيم مجددا جماعة الإخوان، وقال : "إن هذه الجماعة التي تعمل في مصر منذ ثمانين عاما لها تاريخ كبير من العنف"، ووعد بالقضاء على ما وصفه بالإرهاب وبسط الأمن. كما حث إبراهيم طلاب الجامعات على وقف احتجاجاتهم وعدم الانسياق خلف ما سماها "المؤامرات" التي تحاك ضد مصر، وتحدث أيضا عن مخطط لاستثارة الطلاب في الجامعات وضم جزء منهم إلى جماعة الإخوان، على حد تعبيره. وبرّأ وزير الداخلية الشرطة من تهمة قتل طالب الهندسة بجامعة القاهرة محمد رضا، نافيا أن تكون وزارته تستهدف الطلاب. وتابع أن أولوية وزارة الداخلية في هذه المرحلة تكمن في تأمين المنشآت الحيوية تحسبا لأي تصعيد من "الجماعات الإرهابية". كما تباهي إبراهيم خلال المؤتمر الصحفي بإزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم، في إشارة إلى عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي. وجاءت تصريحات إبراهيم على خلفية تصاعد الاحتجاجات المنددة ب " قانون التظاهر الجديد ".