في مقاله اليوم الثلاثاء وتحت عنوان "لغة جديدة وأفكار ووجوه قديمة" كتب الزميل ياسر أيوب في إطار حديثه عن إعلان الأهلي والزمالك أكثر من مرة أنهما بصدد عدم إذاعة مبارياتهما في الدوري العام بسبب عدم تسديد إتحاد الإذاعة والتليفزيون لمستحقاتهما عن إذاعة التليفزيون المصري بقنواته الثلاثة "الفضائية المصرية والنيل للرياضة والقناة الثانية ما يلي: لا نزال نشهد ونسمع ونقرأ مسئولي الأهلي والزمالك، وهم يقررون عدم بث مباريات أي من الناديين تليفزيونيا احتجاجا على عدم تسوية الأمور المالية واسترداد الحقوق المالية المتأخرة لهما، المسئولون في الناديين لا يدركون أو لا يفهمون أن كل ما حولهما قد تغير، الإعلانات التي على فانلات لاعبي الأهلي والزمالك، ومكاسب الدعاية والرعاية التي يجنيها الناديان مقابل بث مبارياتهما تليفزيونيا، هي مبالغ ومكاسب ضخمة تكاد تشكل الدخل الرئيسي للإنفاق الكروي في الأهلي والزمالك، قيمتها تساوى أضعاف ما يجنيه الناديان من مقابل البث التليفزيوني ومن حصيلة بيع تذاكر حضور المباريات في الملاعب، والشركات المعلنة والراعية، ستفسخ عقودها وتسترد أموالها الكثيرة إن لم تعد مباريات الناديين تذاع تليفزيونيا، فهل فكر مسئولو الناديين في ذلك قبل التلويح بالمقاطعة التليفزيونية هذا ما كتبه ياسر أيوب في صحيفة المصري اليوم، وبعيداً عن استغراب يا سر أيوب الشديد لعدم دفع التليفزيون مستحقات الأندية المتأخرة من العام الماضي، إلا أن ما يلفت الانتباه هو "اللغة الجديدة" التي يطالب ياسر أيوب التليفزيون أن يستخدمها مع الأندية، فياسر أيوب يتحدث عن لغة جديدة يجب أن تستخدمها الأندية التي يحكمها أفكار ووجوه قديمة، بينما اللغة الجديدة هي التي يستخدمها الآن الوجه القديم ياسر أيوب. ما كتبه ياسر أيوب يبدو من ظاهره أنه من أجل الأندية، ويبدو من كلامه أنه الناصح الأمين لها، بينما ما بين السطور يوضح أن ياسر أيوب يحرض التليفزيون على مقاسمة الأندية في الحقوق الإعلانية على "تي شيرتاتها"، والتي يدفعها الرعاة لهما، وهكذا يخرج علينا ياسر أيوب صاحب الوجه القديم الذي كان يطالب من قبل وهو خارج التليفزيون بحقوق الأندية ويقاتل من أجلها، بلغة جديدة مختلفة وهو يعمل داخل إتحاد الإذاعة والتليفزيون من خلال شاشة النيل للرياضة... وجه قديم بلغة جديدة. لن نجد في أي دولة محترمة ما يسمى بثمن الإشارة الذي يتاجر به دائماً التليفزيون المصري، وإن كان موجود فدلونا عليه، لا يوجد في العالم هذا القهر الذي يمارس تجاه أندية تئن تحت سطوة جهة حكومية هي التليفزيون المصري كما تئن أنديتنا من جراء مستحقات متأخرة من عام مضى والتليفزيون يدفع ما يقارب المليار جنيه من أجل مسلسلات رمضان، التليفزيون جنى مئات الملايين من عائد الإعلانات لإذاعته مباريات الدوري الموسم الماضي على قنواته المختلفة، ودفعها لشراء وإنتاج مسلسلات لم تجني للتليفزيون ما تجنيه المباريات، ويضن على الأندية بمستحقاتها، ثم يأتي ياسر أيوب ليحرض التليفزيون على الأندية بطريقة مستترة لأنه فقط يعمل فيه ويقبض منه... وجه قديم بلغة جديدة. ليخبرنا ياسر أيوب في أي دولة محترمة يحدث ذلك إلا في التليفزيون المصري؟، ياسر أيوب يحرض التليفزيون الآن وهو الذي كانت له مواقف مختلفة من قبل، ولم لا وهو يحصل على راتبه بانتظام بينما تتوالى الأخبار عن زملائه في نفس المبنى "إتحاد الإذاعة والتليفزيون" وهم يعانون ويحتجون بعدم صرف مستحقاتهم، لكنه المكان الذي تتغير وتتبدل فيه مواقف ياسر أيوب صاحب الوجه القديم... واللغة الجديدة. * الجمهور دائماً على حق، ففي قصة حسام البدري والأهلي الجمهور يكسب، فلم يتعود جمهور الأهلي، أو أي جمهور لفريق ينافس على البطولة أن يرى فريقه يحافظ على "النقطة"، وهذا ما يفعله حسام البدري، فعند تأزم موقف الفريق في أي مباراة، ومع أي مدرب خلاف البدري يلجأ المدربون للضغط بكل الخطوط وإجراء تغييرات هجومية لتكثيف الضغط على المنافس، ومن خلال تغييرات المدربين يشعر اللاعبون بما يريده المدرب، فإن كانت التغييرات لتدعيم الهجوم فاللاعبين يندفعون لا شعورياً للأمام، والعكس صحيح، والبدري عودنا على تغييرات نمطية، مدافع بمدافع ولاعب وسط بلاعب وسط ومهاجم بمهاجم، وحجته الدائمة "الحفاظ على التوازن"، هذه الجملة المكررة التي ضجت منها جماهير الأهلي ولا ننسى يوم مباراة شبيبة القبائل بالقاهرة والنتيجة التعادل وأخر تغييره الثالث غلى ما قبل نهاية المباراة بدقائق حفاظاً على التوازن رغم طرد لاعب من الشبيبة. لاعبو الأهلي يشعرون بما يفكر فيه البدري، فهو يخشى الهزيمة وإن جاء الفوز فمرحباً به، وجمهور الأهلي لا يشعر بأي اطمئنان على أحوال الفريق في ظل قيادة البدري، فالأهداف المبكرة المكررة في مرمى الأهلي أصبحت مثل "طابع البوستة"، والتهديف العشوائي أصبح من سمات الفريق الذي لا يملك القدرة على عمل هجمات منظمة، وهيبة الفريق تنهار، والتغييرات النمطية دليل على أن المدرب خائف لا يدري كيف يقلب الملعب بتغيير خوفاً "انهيار التوازن". جمهور الأهلي المحب لجوزيه، والذي رأي مدربه في وقت التأخر في أي مباراة يدافع بثلاثة لاعبين ويهاجم بستة وينجح في العودة من هزيمة بهدفين للفوز بثلاثة كما حدث أمام الإتحاد السكندري بالقاهرة، والذي تعودت معه الجماهير على القدرة على الفوز مهما تأخر الفريق، لديه كل الحق في عدم الاطمئنان على مستقبل الفريق، فمع جوزيه كان الجمهور يشعر بالاطمئنان حتى لو خسر الفريق، بينما مع البدري لا يوجد أي اطمئنان، ومن يتهمون جوزيه وبعد مرور عامين على رحيله من مصر بأنه السبب في ما يجري الآن وأن البدري معذور، أقول لهم، مهلاً.. من الممكن أن تكونوا على حق لو كان الكلام عن الموسم الماضي، أما بعد مرور عامين فكلامكم لا محل له من الإعراب، فالتجديد في الفريق متوقف والبدري لا يدفع بالناشئين إلا في حالة غياب الكبار وليست منهجاً لديه لتجديد الفريق، فإن كان جوزيه مخطئ بالدفع المستمر بالكبار، فما رأيكم في ما يفعله بهم البدري؟. البدري غير طريقة اللعب لمجرد التغيير، وأكررها ولن أمل، طريقة 4/4/2 لا يعرف أي مدرب مصري مفرداتها ولا كيف نلعب بها، ودفاعات الفرق المصرية الساعية للبطولة مثل الأهلي والزمالك بل ومنتخب مصر أصبحت كالشوارع بسبب ذلك، وطرق اللعب الحديثة كلها دخلت لنا مع المدربين الأجانب، وهم فقط الذين يستطيعون أن يعلموها للاعبينا ومدربينا، ومن وجهة نظري المتواضعة... أي مدرب كان في الأساس مدافعاً، لن يستطيع تطوير أداء أي فريق هجومياً خاصة في الفرق التي تنافس على البطولات، والحالات الناجحة أراها حالات فردية، فالكرة "إجوان" كما قالها المرحوم محمد لطيف. الطريف أنه ولأول مرة من زمن بعيد تتفق جماهير الأهلي والزمالك على شيء واحد... فوز الزمالك بالدوري مرهون باستمرار البدري في قيادة الأهلي... وجهة نظر... مش كده؟.