اتفق الأردن وليبيا اليوم الأحد على أهمية التأسيس لعلاقات استراتيجية حقيقية بين البلدين تعززها المصالح المشتركة وتدعمها توفر الإرادة السياسية والرغبة الحقيقية في تنميتها .. إضافة إلى تفعيل عمل اللجنة العليا الأردنية الليبية المشتركة وعقد اجتماع لها خلال الأشهر القليلة القادمة. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها رئيسا وزراء الأردن الدكتور عبد الله النسور وليبيا علي زيدان ، والتي تركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفتح آفاق أوسع للتعاون المشترك في المجالات كافة. وقال النسور "إننا نتطلع باهتمام لهذا اللقاء الذي تأخر عقده نتيجة الأوضاع غير المستقرة التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الماضية ، والتي حالت دون مزيد من الاتصالات"..معربا عن الأمل في أن تسهم هذه الزيارة في توفير دفعة قوية للعلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين. وأبدى رئيس الوزراء الأردني استعداد المملكة للتعاون مع ليبيا وتزويدها باحتياجاتها من الخبرات والتجربة الأردنية في جميع القطاعات ، مشيرا إلى أن الأردن يدرك أن الثورة الليبية المباركة أحدثت تغييرات كبيرة في أركان الدولة الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في استكمال أدوار المؤسسات ، ومؤكدا أن الأردن الذي يمتلك الكفاءات البشرية مستعد لتقديم العون والمساعدة في هذا المجال. وقال النسور "إن الأردن في وسط هذا الإقليم المضطرب يشكل واحة للأمن والاستقرار والسلام والبناء والتقدم كما أن لديه أعلى نسبة تعليم في الوطن العربي ومن أعلى النسب على مستوى العالم ، فضلا عن تميزه في مجال الصحة والسياحة والسياحة العلاجية إضافة إلى نظام بنكي متقدم". ونوه رئيس الوزراء الأردني بأن بلاده تمتلك قطاعا قويا وفاعلا في مجال الإنشاءات والمقاولات يمكن أن يسهم في مرحلة إعادة الإعمار في ليبيا. وبدوره..أعرب رئيس الوزراء الليبي عن سعادته لزيارة الأردن ، قائلا "إن هذا الصرح الذي بدأه الحسين بن علي ثم تولاه الملك المؤسس عبدالله الأول ومن بعده لملك الحسين بن طلال يعزز مسيرته اليوم الملك عبد الله الثاني"..مشيرا إلى العلاقات المتميزة التي كانت تربط البلدين أثناء حكم الملك الليبي إدريس السنوسي. وأضاف زيدان "لقد تأخرنا في هذه الزيارة للأردن وكان الواجب أن نقوم بها مبكرا للتعبير عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها الأردن في مساعدة ليبيا". وأكد تقدير بلاده للدور الذي قام به الأردن في معالجة الجرحى والمرضى الليبيين..مشيرا إلى أن التأخير في سداد تكاليف المعالجة يعود إلى أن الدولة الليبية لم تكتمل آلية أدائها بعد وبخاصة المالية والمصرفية..موضحا أنه تم تغطية نحو 80 % من هذه التكاليف والبقية موجودة في المصرف المركزي. وأبدى زيدان رغبة الجانب الليبي في الاستفادة من الخبرات الأردنية وخاصة في مجال التدريب وبناء القدرات في المجال الدفاعي والشرطي وفي مجالات المياه والنقل والمواصلات والثقافة والإعلام .. مؤكدا أن الأردن بقيادته الحصيفة أصبح مثالا لأفضل ما تبنى عليه الدول. وقال رئيس الوزراء الليبي"نحن نعيش في تجربة مريرة حيث لم تكن علاقات ليبيا في الفترة السابقة مؤسسة على أسس راسخة".. مضيفا "إننا نريد علاقات رصينة مع جميع الدول بما يضمن حقوق جميع الأطراف". وشدد زيدان على أن الشعب الليبي شعب محافظ ويرنو إلى إقامة دولة ترتكز على التقاليد وتنحى للحداثة وهذا عامل أساسي من عوامل الالتقاء بين الأردن وليبيا.