عن سلسلة غزل البنات ، التى يصدرها إقليم شرق الدلتا ، صدر ديوان الشاعرة فاتن شوقى ، بعنوان " زى الشجرة اللى بتحمينا " يضم الديوان أكثر من عشرين قصيدة للأطفال ، موشاة بلغة عذبة ميسرة ، تتناسب ووعى الطفل ، ورغم بساطتها تحظى بدرجة عالية من جمال الصورة الفنية ، كقولها فى وداع أطفال قطار أسيوط : يا حبة عينين كل قلب انفطرْ يا دمعة .. و شقّت خدودنا .. مطرْ يا زهرة .. رحيقها ما زال في الكتاب يا رقة.. ما تعرف كلام العتاب يا ضحكة.. تدّوب صلابة الحجرْ بهذه البلاغة الساحرة تقدم الشاعرة قصائدها ، حيث تقدم أكثر من قصيدة قصصية ، حيث تعتمد الشاعرة على بعض القصائد القصصية ، تبث من خلالها رسائل ميسرة ، لكنها تشرك القارىء معها من خلال التساؤل فى نهاية المقطع : كانت البطة قاعدة ف بيتها بتسهر دايما كل ليلتها ولا فيش حد أَنَسْ وحدتها عارفين ليه ؟ ، وقد شاركت الشاعرة طفلها القارىء ، أو قارئها الطفل ، فى أحداث ثورته ، فكيف قدمت له صورة الثورة ؟ تقول : الأرض بتتكلم عربي من جوّه ميدان التحرير بتقولك قوم يالا يا عربي واتحرك نحو التغيير وقد استخدمت الشاعرة مطلعا شهيرا لفؤاد حداد غناه سيد مكاوى ، وتحول إلى ما يشبه المثل الشعبى من كثرة تكراره ( الأرض بتتكلم عربى ) لكن القصيدة لا تحمل خصوصية تعبيرية للطفل ، بحيث يمكن للقارىء العام أن يطالعها ويتفاعل معها ، وهو نجاح يحسب للشاعرة ، لأن اللغة البسيطة تحمل قدرة الوصول للطفل وللأكبر ، وفى قصيدة أخرى للثورة أيضا تقول فى قصيدة عنوانها ( صانعة تاريخنا يا ثورتنا ) : بَصْ العالم.. قال معقول ؟! ثورة و سلمية و بالقول ؟! دا شباب فُل جميل فجّرها حمى بلده و غسلّها عارها من فاسدين ...خاينين و فلول هكذا قدمت الثورة بروح حكائية فاتنة ، فى لغة ميسرة مموسقة ، حيث تصلح موسيقى الديوان للدرس النقدى ، فقد اتخذت البحور الخفيفة لها إطارا ، وهى من أنسب الصيغ للأطفال ، وجاءت طرافة الصورة ، وخبرة استخدام الأساليب اللغوية الملفتة للطفل ، والحدثية التى تعاملت بها مع الواقع ، كل ذلك وغيره أهل الديوان للفوز منذ أسابيع بجائزة مسابقة وزارة الثقافة ، بعدما حصدت صاحبته قدرا طيبا من جوائز النقد والشعر ، لعل آخرها جائزة نازك الملائكة فى النقد عام 2012م . رسم الغلاف المذهل الفنانة المتميزة سحر عبد الله ، وتشارك الرسوم الداخلية الفنان شوقى على والفنان محمد محسن . لقد قدم ديوان " زى الشجرة اللى بتحمينا " حلما بعودة الشعر لمستحقيه ، ومكوثه بين يدى محبيه ، يبقى الدور على المجتمع ليقوم بدوره ، فهل يفعل ؟! الجدير بالذكر أن الشاعرة والناقدة فاتن شوقي حصلت على العديد من الجوائز العربية والمحلية من أهمها جائزة سعاد الصباح في النقد الأدبي عام 2005 كما نشرت إنتاجها النقدي والإبداعي في معظم مجلات وجرائد مصر والعالم العربي. كما أن قصائد هذا الديوان قد فازت بجائزة "أدب الأطفال " فى المسابقة المركزية بهيئة قصور الثقافة لعام 2013م .