لا تتعجب فأنت في بلد المتناقضات لا تتعجب فأنت في بلد تندلع فيها الثورات للإطاحة بالانظمة والحكومات الفاسدة ومحاكمتهم فإذ بها تعود بعد تلك الثورات لتحكم من جديد مرتدية ثياب الثورة والثوار لتواصل بغيها في الارض فسادا وافسادا ولكن بصورة أكثر توحشا وضراوة عما قبلها فتقتل الشعب وتبيح اراقة دماؤة بنفس أدوات القتل المحرمة دوليا والتي كانت تستخدمها الانظمة البائدة لا تتعجب عندما تقوي شوكة نظام وحكومة ما بعد الثورتين عما قبلهما فتسيل دماء المصريين تحت القضبان ولا تخلع ولا تحاكم وهي التي كانت قبل الثورتين تطيح فقط بوزراء النقل ورؤساء هيئة السكك الحديدية حفاظا لماء وجه النظام وحكومته لا تتعجب عندما لا تطالب القوي السياسية الان بمحاكمة حكومة اراقة دماء ملايين الغلابة المطحونين والمقهورين الذين هزمهم فساد حكومة ما بعد الثورتين فتقتلهم في قطارات الاخرة بينما كانوا يطالبون قبل الثورتين بمحاكمتها لا تتعجب عندما تخرج برامج التوك شو علي شاشات الفضائيات لتصوت وتصرخ وتولول وتقوم الدنيا ولا تقعدها لتحاكم الحكومات السابقة علي جرائمها في قتل الشعب في قطارات الموت لكن مع حكومة “الببيلاوي” أصبحت تلك البرامج أكثر نعومية وترويضا بعد الثورتين بل أصبحت المدافع الاول عن سياسات النظام وحكومته الفاسدة والفاشلة أكثر مما يدافع عن النظام وحكومته عن نفسه وبمعني أدق أصبحت لسان حال النظام وحكومته وليست حال الثورة والشعب حاكموا الجميع بتهمة المشاركة في إغتيال ثورة الشعب من أجل عيون النظام وحكومته “الببيلاوية” نسبة إلي اسم رئيسها الببلاوي – اسم الله عليه – عمره ما يقع ولا يحاكم أبدا مهما أسال دماء الشعب تحت قضبان الارهاب والاهمال حاكموا أحزاب الانابيب الكرتونية الهلامية حاكموا الحركات الاحتجاجية والتمردية حاكموا جبهة التدمير الوطني حاكموا الائتلافات والاتحادات والتحالفات فكلهم يا سادة عينهم علي كرسي الرئاسة وليس عينهم علي مصلحة البلد كلهم تأكلهم الصراعات والانشقاقات والانقسامات والانقلابات كلهم يا عزيزي صورة كربونية من أنظمة وحكومات ما قبل الثورتين فاذا تمكنوا من الحكم بغوا في الارض فسادا وافسادا كلهم حسني مبارك وزكريا عزمي وفتحي سرور وصفوت الشريف فإنتبهوا يا سادة انهم الان يطبخون دستور ” 30 يونيو ” وفقا لمزاجهم العالي وأهواءهم الشخصية وأجنداتهم ومصالحهم الخاصة انتبهوا يا سادة فانهم الان ينتهكون حقوق الشعب عبر لجنة الخماسين ولا تقل الخمسين في صفقات و مواءمات سياسية وتحصينات حكومية بحظر تضارب مصالح المسؤولين انتبهوا يا سادة فانهم الان يتسترون أو يغمضون عيونهم عن كارثة استثناء رؤساء البنوك وشركات البترول والكهرباء والكوادر الخاصة وما أدراك ما الكوادر الخاصة من الحد الاقصي للأجور انتبهوا يا سادة انهم يتجاهلون استعانة الحكومة عبر وزير تخطيطها الشاطر أوي بمائة خبير عالمي لتحديد الحد الادني للأجور تصورا ياسادة تحديد الحد الادني للأجور يحتاج الي مائة خبرة عالمية “دي مش نكته” ولكن لعبة حكومية انتبهوا يا سادة فانهم الان يتسترون علي حكومة قتل الشعب في طوابير البوتاجاز في الوقت التي تصدر فيه الغاز لإسرائيل برخص التراب لتسفك دماء أشقاؤنا في فلسطين وتستحي نسائهم فمن حق حكومة الببلاوي حكومة ما بعد الثورتين ان تقتل الناس الغلابة بأزماتها وكوارثها التي هي من صنعها طالما ان القوي السياسية المزعومة تأكلها الصراعات والانشقاقات علي الزعامة والرئاسة وطالما أنها تتستر علي الحكومة أو تعقد معها الصفقات من تحت الترابيزة من داخل لجنة الخماسين {الخمسين سابقا} وملعون الشعب واللي جابوه والثورة واللي عملوها بلا ثورة بلا وجع دماغ فليس لها رأسا ولا قائدا وكلهم شوية عيال كلمة تجيبهم وكلمة توديهم كلهم بيتكلموا عن الدستور وناسيين الشعب اللي بيموت من الجوع ومن أزمات وكوارث البطالة والفقر والمرض والحرمان والتشرد والضياع وطوابير البوتاجاز والبنزين والسولار وطوابير المخابز وكأنهم يتسولون الدعم المستحق لهم والتي تعتبره الحكومة الحالية صدقة جارية عليهم ومش لاقيينها الا في السوق السوداء سوق مافيا نهب الدعم {البوتاجاز} بلا دعم بلا نيلة قلته أرحم ولا يموت الشعب في معارك طوابير البوتاجاز والخبز والبنزين والسولار ومن حق الحكومة أن تقتل الشعب في قطارات الموت ولا تحاكم ومن حق الرئيس المؤقت ألا يقطع مشاركته في القمة الافريقية من أجل مصرع 27 مواطنا مصريا واصابة 24 بس في كارثة قطار دهشور المروعة أه يا ريس يا حنين لان دماء المصريين أرخص عند رئيسهم المؤقت بعد ثورتين من أن يقطع مشاركته في القمة الافريقية ولأن الرئيس والحكومة يعلمان علم اليقين بأنه لن تكون هناك أصوات تطالب بمحاكمتهم وهي نفس تلك الاصوات التي كانت تملأ الدنيا نعيقا قبل الثورتين لمحاكمة الانظمة والحكومات السابقة أما الان فهي تدفن رؤوسها في الرمال كالنعامة وفتح عينك تاكل ثفقات ومواءمات سياسية وخلافة وليولع الشعب وثورته بجاز حتي الجاز مش لاقيينة والان فقط أقولها لكم بكل صراحة وجرأة وبالفم المليان الكل يلعب في الملعب السياسي يرقص ويهلل ويطبل علي قفا – لامؤاخذة – الشعب . الكل يحصد الثمن حصادا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا الا الشعب المقهور لا يحصد الا المر والعلقم والذل والهوان الكل يرقص في محراب التعبد بإسم الدين والوطن والثورة والشعب فيحصدون خيرات الثورتين وخيرات الشعب فينهبوها ويهربون بها خارج البلاد الا الشعب لا يحصد الا الفقر والمرض والجوع الكل يلعب باسم الثورتين في ملعب الثورتين فيحصدون خيراتهما الا الشعب لا يحصد الا الموت فتسال دماؤة الكل يغني ويتشدق ويسير مع التيار والموجه والاتجاه فيحصدون ما يريدون حصده الا الشعب لا يحصد الا الالم والعذاب والندم علي اندلاع ثوراته ثورتين فقط في عين العدو والعدو في الداخل أخطر مما في الخارج وعماريا ثورتين