زاد كرم زهدي، الزعيم التاريخي ل "الجماعة الإسلامية" من غموض الموقف داخل الجماعة، في ظل مطالبات بسحب الثقة من مجلس الشورى الحالي بقيادة الدكتور عصام دربالة، وإعادة الأول لرئاسة مجلس الشورى وإنهاء التحالف مع "الإخوان المسلمين" ودفعها للانسحاب من "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي. إذ لم يستبعد زهدي عودته لرئاسة مجلس الشورى مع الدكتور ناجح إبراهيم، منظر "الجماعة الإسلامية"، إذا "كان ذلك سيصب في صالح الجماعة ودرء المفاسد، المتمثلة في إمكانية عودة الجماعة لرفع السلاح في وجه الدولة مجددًا بعد ظهرت مؤشرات على ذلك أمام مديرية أمن المنيا. وأكد تواصله المستمر مع قيادة الجماعة. وأشار إلى أن عودته لرئاسة مجلس الشورى "مرتبطة بحسابات الإيجابيات والسلبيات فإذا صب الأمر في صالح الجماعة والوطن فلا مانع من العودة أما إذ نفذ مجلس الشورى التزاماته بالحفاظ على الطابع السلمي للجماعة ووقف أي عنف ضد الدولة فإنه سيفضل حين ذاك الاستمرار في الدعوة". وكشف أنه فاتح المهندس أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شورى الجماعة أكثر من مرة في كيفية التزام الجماعة بمبادرة وقف العنف وضرورة عدم تكرار حادث المنيا مجددًا. وانتقد سيطرة عدد من أعضاء الجماعة على مقاليد الأمور في وقت ألقوا فيها مبادرة وقف العنف وراء ظهورهم ونأوا بأنفسهم عن التفسير الوسطي للمبادرة. فيما جدد الدكتور ناجح إبراهيم، نائب رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" السابق تمسكه بعدم العودة لشغل أي منصب تنفيذي داخل الجماعة' مجددًا رغبته في الاستمرار في العمل الدعوي. واستغرب بشدة الانتقادات التي توجه له من قبل بعض أعضاء مجلس الشورى الحاليين، وتابع" "موقفي واضح ولا علاقة لي حاليًا بمجلس شورى الجماعة ولا أتحدث باسم الجماعة في أي قضية، فلماذا هذا الغضب رغم إعلاني المستمر عدم رغبتي في العودة مجددًا لمنصب تنفيذي في الجماعة"؟! وعلي صعيد آخر، يسود القلق جنبات "الجماعة الإسلامية" من تداعيات الدعوات المتتالية لسحب الثقة من مجلس الشورى الحالي وجمع توقيعات لإسقاطه، تزامنًا مع أنباء عن انعقاد جلسة طارئة لمجلس شورى الجماعة لمناقشة خطورة هذه الانشقاقات المحتملة وقضايا أخرى تهم الجماعة والتحالف الوطني لدعم الشرعية. ورغم رفض الجماعة الإسلامية وشخصيات بارزة تأكيد أو نفي انعقاد مجلس الشورى لمناقشة أزمة الانشقاقات إلا أن حادث سير عابر صادف سيارة الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس الشورى، بصحبة نائبه المهندس أسامة حافظ في الطريق الشرقي القادم من مدينة المنيا للقاهرة كشف عن اعتزامهما الحضور للقاهرة للدعوة لهذا الاجتماع الذي بقي جدول أعماله غامضًا. إلا أن الأنباء عن مناقشة مجلس شورى الجماعة لمسألة الانشقاقات لم تجد صدى لدى المهندس أسامة حافظ، نائب رئيس المجلس، الذي أكد أن حادث السير الذي تعرض له هو دربالة، تسبب في تأجيل اجتماع لمجلس شورى الجماعة لأجل غير مسمي، مشيرًا لوجود اتصالات لعقد الاجتماع في موعد يحدد لاحقًا وتابع "هناك ملفات عديدة كانت مطروحة على مائدة اجتماع مجلس الشورى ومنها مناقشة الرؤية الاستراتيجية التي طرحها التحالف الوطني لدعم الشرعية وقضية الاستفتاء على خارطتي الطريق التي طرحها الفريق أول عبدالفتاح السيسي والخارطة التي كان قد أعلن عنها الرئيس محمد مرسي في خطابه قبل الأخير وعدد من الملفات الداخلية الخاصة بالجماعة". ونفى حافظ إمكانية تطرق الاجتماع لقضية الانشقاقات أو انعقاد جمعية عمومية لسحب الثقة من مجلس الشورى الحالى، واصفًا القضية بأنها "أتفه من أن تعرض داخل اجتماع لمجلس الشورى فلا يمكن لثلاث أو أربع من غير أعضاء الجماعة أن يوقفوا مسيرتها". يأتي هذا في الوقت الذي أكد الدكتور عمار علي حسن، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن هناك مخاوف بالفعل داخل الجماعة الإسلامية من حدوث انشقاقات تقف وراء أعضاء بالجماعة مرتبطين بأجهزة أمنية لإعادة الشيخ كرم زهدي والدكتور ناجح إبراهيم لقيادة مجلس الشورى في مسعى لإنهاء التحالف بين الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين. وأضاف "تدرك الحكومة وأجهزة الأمن أن خروج الجماعة الإسلامية من التحالف الوطني لدعم الشرعية سيقصم ظهر هذا التحالف باعتباره القوة الثانية المؤثرة فيه وهو ما يشجع على السير في هذا المسار، لاسيما أن هناك شخصيات قيادية في المجلس السابق ترفض نهج مجلس الشورى الحالي وقد لا تمانع في حالة وجود جمعية عمومية تحظى بالمصداقية في العودة لسدة الجماعة". وكانت مصادر بالجماعة قد أكدت أن الشيخ محمد ياسين همام، مسئول ملف العائدين في الجماعة الإسلامية منذ عدة أشهر، يسعى لحشد الجمعية العمومية لإعادة كرم زهدي والدكتور ناجح إبراهيم لقيادة الجماعة وهو ما وجد صدودًا من كوادر الجماعة.