زهدى يحذر من خطورة التحريض.. حافظ: أساليب أمنية "بلهاء" عفا عليها الزمن ".. وإبراهيم: لن نعود للعمل التنظيمى جدل واسع أثارته تصريحات اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقًا، التي طالب فيها بعودة كرم زهدي رئيس مجلس شوري "الجماعة الإسلامية" السابق، لقيادة الجماعة خلال المرحلة المقبلة، لإنقاذها من العودة للعنف أو إخراجها من بيت الطاعة الإخواني، حسب تعبيره. واعتبرت مصادر مسؤولة بالجماعة، تصريحات علام محاولة من جانب أجهزة الأمن لشق صف الجماعة، في محاولة لوقف التأييد الجارف من جانب مجلس شوراها ل "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، ومشاركة أنصارها بقوة في التظاهرات المؤيدة ل "عودة الشرعية"، عبر إعادة زعيمها التاريخي لمنصبه الذي فقده في انتخابات جمعية عمومية عقدت في بداية صيف 2011. غير أن تلك المحاولات اصطدمت برفض زهدي التعاطي وتأكيده على عدم وجود أي تطلعات لديه للعودة لرئاسة مجلس شورى الجماعة، قائلاً: "لا أسعى لأي منصب قيادي ودوري حاليًا مهم جدا سواء في العمل الدعوي أو على صعيد محاولة تحقيق وصيانة السلام الاجتماعي والسلم الأهلي، وأتمنى أن تتاح الفرصة لقيادة مجلس الشورى بقيادة الدكتور عصام دربالة لتحقيق خيارات أعضاء الجمعية العمومية". وكشف زهدي عن تواصله مع قيادة "الجماعة الإسلامية" حاليا للنأي بنفسها عن العنف أو التحريض عليه، "لاسيما أنني اعتبر التحريض أشد خطرًا من رفع السلاح في وجه السلطة وقد تلقيت وعودًا منها بعدم التورط في أي أعمال عنف أو التحريض مجددًا". فيما استبعد الدكتور ناجح إبراهيم منظّر "الجماعة الإسلامية" عودته مع رفيقه زهدي لقيادة "الجماعة الإسلامية" مجددًا، معتبرًا أن الدعوات المطالبة بعودة الأخير لرئاسة مجلس شورى الجماعة تعود لمن أطلقوها وليس إليه شخصيًا. وقال إن هناك رغبة في إعطاء القيادة الحالية للجماعة، المتمثلة في الدكتور عصام دربالة الفرصة لإدارة العمل داخل الجماعة، باعتباره رئيسًا منتخبًا لمجلس شورى الجماعة يحظى بثقة قطاع كبير من أعضاء الجمعية العمومية. وأوضح أنه يفضل شخصيًا الاستمرار في العمل الدعوي، قائلاً: "رفضت عروضا بالحصول على مناصب رسمية أو إدارية ومن ثم فلا نية ولا توجه للعودة للعمل التنظيمي مجددًا خلال المرحلة القادمة". في السياق ذاته، قلل المهندس حمدي عبد الرحمن أحد القيادات التاريخية ل "الجماعة الإسلامية" من حدوث تغييرات هيكلية داخل الجماعة تعيد زهدي إلى رئاسة مجلس شورى الجماعة لأسباب شخصية تتعلق بالأخير، وفي ظل إحكام أعضاء مجلس الشورى الحاليين لسيطرتهم على الجمعية العمومية للجماعة، فضلاً عن أن عديدًا من أعضاء هذه الجمعية يعتقدون أنه لا مجال لزهدي في العمل التنظيمي داخل الجماعة بسبب تطورات شهدتها الجماعة بعد خروج اغلب أعضائها من السجون . وأشار إلى أن "زهدي يفضل منذ عدة سنوات التركيز على العمل الدعوي، وبالتالي فلا أعتقد أنه لديه رغبة في العودة لرئاسة مجلس الشورى، باعتبار أن هذه العودة ستفتح الباب أمام اتهامات بالعمل على شق صف الجماعة وهو ما لن يوافق عليه زهدي". بدوره، نفى المهندس أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" ما ذكره اللواء فؤاد علام وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق عن رفض قطاع واسع من أبناء الجماعة لسياسات القيادة الحالية وأن هناك اتجاهًا لسحب الثقة منهم، مرشحًا كرم زهدي لقيادة الجماعة خلال المرحلة المقبلة. وأوضح أن "علام يحاول إيجاد دور له عن طريق تحريض "أمن الدولة" على السعي لتفكيك الجماعة كما فعل هو مع أحزاب سابقة"، لكنه علق ساخرًا بقوله إن "مثل هذه الأفكار البلهاء قد عفا عليها الزمن وليس لها مكان في الحركات الإسلامية وفي الجماعة الإسلامية على وجه الخصوص". وقال إن "هناك أسبابًا عدة تحول دون تنفيذ هذا السيناريو وفي مقدمته إن "الجماعة الإسلامية ليست مثل تلك الأحزاب التي تجمعها المصلحة وتفرقها المخافة وإنما هي جماعات تقوم على مبادئ راسخة بغض النظر عن شخص القائد"، مشيرًا إلى أن كل خطوة خطتها الجماعة في المرحلة السابقة تمت بمشورة كل قيادات الجماعة وعموم قواعدها. وأشار إلى أن زهدي الذي وصفه بأنه ب "صديق الطفولة" هو أكبر وأكرم من يقوم بهذا الدور لصالح أمن الدولة حفظًا لدينه ودنياه، وتوجه ل "الأمن الوطني" بقوله: "العبوا غيرها".