على غرار أزمة مصنع أجريوم بدمياط.. قرار الحكومة بنقل 80 مصنعًا بحلوان إلى بني سويف يثير موجة اعتراضات واسعة

حذر منتدى الصحة وسلامة البيئة الذي استضافته جامعة عين شمس في ختام اجتماعاته الاثنين الماضي من خطورة تنفيذ القرار الحكومي بنقل مصانع حلوان الملوثة للبيئة إلى بني سويف، وطالب المنظمات والجمعيات الأهلية التحرك الجاد لدى الجهات الدولية المهتمة بسلامة البيئة وتحذيرها من تقديم أي مساعدات للحكومة المصرية في خطوتها لنقل المصانع.
وأوصى المنتدى الذي شاركت فيه منظمات عربية ودولية وعقد تحت إشراف جمعية التنمية الصحية والبيئة بضرورة التضامن مع شعب بني سويف ضد القرار، محذرا من تداعياته والمخاطر الصحية والبيئة جراء الانبعاثات الحرارية لتلك المصانع الملوثة للبيئة، خاصة وأن بني سويف يوجد بها أكثر من أربعين مصنع حاليًا.
وقال عبد المولى إسماعيل المنسق العام للمنتدى إن بني سويف محافظة صغيرة لا تتعدى مساحتها 80 كيلومتر مربع، وتضم العديد من المصانع الملوثة للبيئة، منها أربعة مصانع للأسمنت واثنان تحت الإنشاء، متسائلاً: كيف سنم ينقل 80 مصنعا أخرى ملوثًا، ومن بينها مصانع للأسمنت والحديد.
وعا كافة المنظمات المشاركة بالمنتدى لزيارة بني سويف، للوقوف على المشكلة، وطالبها كذلك بإصدار بيان تقوم بالتوقيع عليه لتقديمه إلى الحكومة المصرية ويوزع على كافة السفارات المصرية بالخارج من أجل وقف هذه الجريمة التي قال إنها سوف تتسبب في كارثة بيئية محققة.
وأضاف: أننا سوف نضع على رأس أولويات برنامجنا خلال الفترة القادمة هذه القضية وسنقوم بالنزول إلى شوارع بني سويف وعمل ندوات توعية وورش عمل، ودعوة الجهات الشعبية للمشاركة في وقفات احتجاجية، وسيتم طرح المشكلة بشكل أوسع على الرأي العام المحلي والعالمي.
وطالب بالضغط على الأجهزة التنفيذية لوقف المشروع، على غرار الضغط الذي مارسته الجهات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني لمنع إقامة مصنع مصنع الكيماويات (اجريوم) بمدينة دمياط.
من جهته، دعا الدكتور حبيب معلوف الناشط البيئي والكاتب الصحفي بجريدة "السفير" اللبنانية إلى ضرورة طرح المشكلة بنطاق أوسع، وأضاف: أننا نواجه الآن أهم مشكلة في التغيرات المناخية، والمشكلة الأهم أن الدولة الأوروبية والولايات المتحدة تخلصت من كافة المصانع الملوثة للبيئة وصدرتها إلى دول العالم الثالث، ثم ألقت التهمة عليها في مشكلة الانبعاث الحراري والتغيرات المناخية.
وقال معلوف إن هذا ما تحاول الولايات المتحدة التخلص منه الآن بالتمرد على برتوكول "كيوتو" الذي قامت بوضعه، والذي سوف ينتهي العمل به في 2012، لأنها تشعر الآن بأنها المسئولة عن سبب 80% من مشاكل الانبعاثات الحرارية، وهذا ما ستعمل على تغييره في مؤتمر المكسيك القادم.
وطالب بضرورة التضامن مع شعب محافظة بني سويف ضد ما وصفه ب "الجريمة التي ترتكبها الحكومة في حق الشعب".
وكان مجلس الوزراء قد أصدر قرارا بنقل 80 مصنعا من محافظة حلوان إلى بني سويف وبدأ بغلق 13 مصنعا منهم لاتخاذ إجراءات النقل. وأكد محمد عبد الظاهر السكرتير العام لمحافظة حلوان أن عملية النقل تشمل مصانع الحديد والصلب والأسمنت والطوب والسيراميك.