علمت "المصريون" أن رجل الأعمال رامي لكح أعلن سيتبرع بمبلغ نصف مليون جنيه لصالح للكاتدرائية، باسم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بعد أن حصل على وعد منه بدعم ترشحه وتصويت الناخبين الأقباط لصالحه في انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وحصل لكح على وعد من البابا شنودة- خلال لقائهما عقب العظة الأسبوعية، مساء الأربعاء الماضي- بدعم ترشحه عن دائرة شبرا، بتصويت الكتلة القبطية لصالحه، ووقوف الكنائس وراء دعم برنامجه الانتخابي في الدائرة التي يشكل الأقباط فيها ثقلا انتخابيا من شأنه أن يحسم المواجهة لصالحه. وكان البابا شنودة استقبل لكح داخل المقر البابوي، لإقناعه بعدم الترشح على مقعد الفئات بدائرة الظاهر والأزبكية، والذي يشغله حاليًا النائب القبطي خالد الأسيوطي، الذي التقى البابا بدوره، الثلاثاء الماضي، وأبدى تخوفه من منافسة لكح له في الدائرة، طالبا من البابا التدخل وإقناع الأخير بالترشح في دائرة أخرى. وطلب البابا من لكح بالفعل الترشح بدائرة أخرى، حتى لا يتنافس قبطيان على مقعد واحد، حتى وإن ذا كانا من حزبين مختلفين، وأقنع لكح بأن شعبيته الكبيرة تمكنه من خوض الانتخابات في أي دائرة، خاصة وأن الأسيوطي لم يكمل دورة كاملة في مجلس الشعب بعد دخوله المجلس في الانتخابات التكميلية عقب خلو المقعد الذي كان يشغله النائب السابق هاني سرور. واعتبر البابا أنه من غير اللائق أن يترك الأسيوطي المجلس بهذه السرعة في حال خسارته أمام لكح الذي وافق بدوره على طلب البابا وقرر الترشح في شبرا على المقعد الذي يشغله النائب محمد الجويلي، وبعد أن حصل على وعد من البابا بدعم الأقباط له في الانتخابات المقررة أواخر نوفمبر. ولم يبتعد اللقاء عن أجواء الصراع على خلافة البابا شنودة، إذ أن اللقاء جرى بتنسيق من الأنبا أرميا سكرتير البابا، الذي لا يخفي تطلعاته لشغل الكرسي البابوي، خاصة مع خروج الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس من حلبة الصراع، إثر تضاؤل فرصه في أعقاب الأزمة التي أثارها عقب تصريحاته التي وصف فيها المسلمين بأنهم "ضيوف" على الأقباط "أصل البلد"، وأبدى شكوكه في عصمة القرآن الكريم. وبحسب مصدر كنسي، فإن الأنبا أرميا قام خلال الفترة الأخيرة بتسويق نفسه أمام لكح حتى يقوم بمساندته أمام الأنبا يوأنس أسقف الشباب والذي يحظى بدوره بتأييد رجل الأعمال ثروت باسيلي، وربما الأنبا بيشوي نفسه الذي يؤازره الملياردير القبطي نجيب ساويرس، وكان اللقاء بين سكرتير البابا ورجل الأعمال على بوابة الكاتدرائية بالأحضان، وحدد موعدًا له مع البابا وكان حاضرًا فيه. وقام الأنبا أرميا، سكرتير البابا بتقديم لكح ليصافح البابا الذي طلب من رجل الأعمال البقاء بالقرب منه ليتبادلا حديثًا وديًا، وانتظاره حتى نهاية العظة.