"على الرغم من انتشار صيتها فى فترة وجيزة لم تتعد الثلاثة أشهر لكنها استطاعت أن تشغل الرأي العام وتكسب ثقة قطاع ليس بصغير من المجتمع، ولكنها سرعان ما أضرت بصاحبها أكثر من نفعه.. إنها "حملات دعم السيسى رئيسًا" التى تشعبت وتكاثرت وانبثق من الحملة الواحدة 8 حملات "قرار شعب, كمل جميلك, مطلب وطن, توحد, توكيل, السيسى رئيسك, السيسى معاك مش عليك, أمل مصر". تضارب التصريحات وتبادل الاتهامات، والتكذيب بات السمة الغالبة بينها, الأمر الذى اعترف أنصار الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع بأنه كان سببًا في تراجع شعبيته بشكل ملحوظ في الشارع المصرى, خاصة مع انسحاب العديد من أعضاء الحملات الداعمة للسيسي رئيسًا للبلاد، في ظل الأرقام المتضاربة التى تدلى بها الحملات حول جمع استمارات التوقيع. وأعلنت حملة "قرار الشعب" لجمع 40 مليون توقيع لتنصيب الفريق السيسى رئيسًا لمصر لمدة 5 سنوات, أنها جمعت 800 ألف توقيع على الاستمارة الخاصة بها خلال أسبوع، فى حين أعلنت حملة "كمل جميلك "عن تجمعيها لأكثر من 16مليون استمارة، وقامت حملة "السيسى رئيسى" بالإعلان عن جمعها 35 ألف استمارة فى 3 أيام فقط, من جانبها أكدت حملة "توحد" لترشيح الفريق عبد الفتاح السيسى أنها نجحت حتى الآن فى جمع 12 مليون استمارة من المواطنين. فيما أعلنت حملة "السيسى معاك مش عليك"، أنها أجرت دراسات ميدانية فى أكثر من محافظة، وتوصلت إلى أن أكثر من 40% يرفضون ترشيح الفريق السيسى، وفى حالة إعلانه الترشيح قد تزيد إلى 60% متراجعة عن دعمها لترشيح وزير الدفاع، لمنصب رئاسة الجمهورية، بعد تراجع شعبيته بين المصريين وفق استطلاع الرأى الذى أجرته فى العديد من المحافظات. من جانبه، شن محمود رياض، مؤسس حملة "أمل مصر" لترشيح الفريق السيسي لمنصب رئيس الجمهورية، هجومًا شديدًا على الحملات الأخرى الداعمة للسيسى والمتمثلة فى حملة "توحد وتوكيل ووطن واحد وكمل جميلك, نريد السيسى رئيسًا" وذلك لإعلانها أرقام توقيعات وهمية وكاذبة لكسب تأييد الشارع المصرى وجمع أكبر شرعية للفريق السيسى، على حد قوله. وقال إن مثل هذه الممارسات من قبل تلك الحملات تأتى بالعكس تمامًا, حيث إنها تسىء للسيسى وتظهره ضعيفًا وفى حاجة للعون، على الرغم من الشعبية الجارفة التى يمتلكها بعد دوره العظيم فى ثورة 30 يونيه. وأضاف: "الشارع المصرى يشهد حالة من الانقسام الواضح بسبب عدم نزاهة الأرقام التى تعلن من قبل مثل هذه الحملات، والسيسي يتمتع بشعبية لكنه سيفقدها بسبب الحملات الداعمة له بدون قصد" على حد قوله رافضًا أن يملى أحد على الشعب كلمته وقراره". فيما أكد يحيى خليل، المتحدث الإعلامى باسم حملة "كمل جميلك واختار رئيسك" التى تدعم ترشيح السيسي للرئاسة، أن سبب استقالته احتجاجًا على تضليل الحملة للرأى العام، ونشر أرقام كاذبة عن تجاوز عدد الموقعين على استمارات تأييد السيسى قائلاً:"حملات السيسى جت تكحلها عمتها"، على حد قوله. وأشار إلى أنه على سبيل المثال أعلنت حملة كمل جميلك بالبحيرة, أنها جمعت خمسة ملايين توقيع وهذا كذب وتضليل، بينما عدد الموقعين لا يتجاوز 8 آلاف و500 توقيع, مشيرا إلى أن هناك عدم مصداقية فى الأرقام التى يعلنها كل يوم مؤسس الحملة، فهو يقول إن التصويت الإلكتروني بلغ خمسة ونصف المليون تصويت، فى حين أن الحقيقة الرقم لا يتجاوز 8500 فقط لا غير، من واقع الموقع ذاته. واستنكر خليل, ما يتردد عن جمع 15 مليون استمارة، مشيرًا إلى أنها مجرد فرقعات إعلامية لا صحة لها، ويجب معرفة ذلك من واقع أمناء المحافظات"، معربًا عن تحديه ب"أن يكون واحدًا منهم (المشاركون فى الحملة) جمع 10000 استمارة، وأين هذه الملايين من الاستمارات التى يتحدثون عنها؟! لن أساهم أو أشارك فى نسج أكاذيب تضلل الرأى العام". وقال خالد العدوى المنسق العام لحملة " كمل جميلك" إنه بالفعل يوجد تضارب كبير بين الأرقام التى تعلن من قبل الحملات الداعمة للسيسى, مستشهدًا بتصريح البرلمانى السابق محمد أبوحامد الذى تحدث فيه عن أن الحملة جمعت أكثر من 16 مليون صوت للضغط على الفريق السيسى للترشح للانتخابات الرئاسية فى حين أن الحملة منذ أسبوع أعلنت أنها جمعت 7ملايين فقط وهذا يعتبر تضليل للرأى العام. من جانبه، أكد عبد النبى عبد الستار, المتحدث الرسمى لحملة كمل جميلك أن الحملة تبحث تشكيل مجلس أعلى لحملات السيسى برئاسة موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد, وأشار إلى أنه يجرى حاليًا اتصالات مكثفة مع جميع الحملات الضاغطة على الفريق عبد الفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع لخوض انتخابات الرئاسة للتنسيق بينها فى المرحلة القادمة . وأوضح إلى أن الحملة سوف تعقد اجتماعًا تنسيقيًا للحملات خلال الأسبوع القادم بمقر الحملة بوسط القاهرة, مشيراً أنه سيتم تشكيل مجلس أعلى للحملات يضم 5 شخصيات من كل حملة لزيادة فعاليتها فى الشارع المصرى .