أين كان أسطوات التربية طيلة السنوات الماضية، ليهاجموا الآن فكرة الاستعانة بالعالم الكبير، د فاروق الباز، لتطوير مناهج العلوم بالمراحل المختلفة، أنا طبعا لا أتحدث عن خبراء التربية الذين قدموا دراسات وشاركوا في مؤتمرات انتهت بتوصيات تعفنت فوق أرفف المكتبات، طبعا كانت نيتهم حسنة، لكن أقصد وأعني كل من هاجم الاستعانة بالعالم الكبير، لمجرد أنه مش تربوي وكده، وأن الموضوع لا يقتصر على أسماء لامعة، فالتطوير وظيفة التربوين. وزارة التربية والتعليم، استعانت بالباز لمهمة محددة، إنهاء ظاهرة الهروب من القسم العلمى للأدبى، فالجميع يعلم حالة الرعب التى تنتاب الطلاب من فكرة الالتحاق بالقسم العلمي، الأمر الذى يتنتهي بعشرات الالاف من الطلاب، يحشرون في كليات التربية والاداب ومعاهد، كمرحلة انتقالية قبل المقاهي، لكن الاخوة الخبراء، يرون في الاستعانة بفاروق الباز وبقية العلماء، فشخرة كذابة، وأن الوزارة زي القرع بتمد لبره، وتترك فطاحل التربية وعباقرة المناهج، وعظماء طرق التدريث، وخبرائها المثمنينالذين يتنظرون على أحر من الجمر لحظة التطوير بلجانه، وبدلاته ومكافئاته، وسلطاته، بالحلو والحاجة الساقعة، لم يذكروا في اعتراضاتهم التى تبعثرت في عدة صحف أن جحا أولي بلحم أسمه إيه، كسبب حقيقي لرفضهم الاستعانه بواحد من أهم العلماء المصريين، وهو من هو في علمه وخبرته وتجاربه في التدريس لجامعات مصرية وأمريكية وألمانية، فضلا عن عقبال أمالتك وفرح الأولاد ادارة مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن، كما ترأس "الملاحظة الكونية والتصوير" في مشروع أبولّو - سويوزالذي قام بأول مهمة أمريكية سوفييتية بالاضافة الى 12 كتاب وضعهم لم يسرق فيها سطرا واحدا، ولم ينقل فيها بحثا من طالب مجتهد، ولم يأخذ دراسة أجنبية منشورة ليضمها لابحاثه لنيل ترقيه وهميه. اقشعر بدني وانا اقرأ عن الباز، أو " الملك " وهو لقبه في وكالة ناسا، خاصة عندما قرأت ما قاله ألفريد وردن رائد الفضاء الشهير، بعد أن عاد من رحلة أبولو 15 " تذكرت ما قاله الملك لنا ، كنت أشعر أنه كان هنا قبلنا" أصيب رائد الفضاء بالذهول، فما كان يشرحه له الباز قبل الانطلاق بالمكوك وجده أمامه، لكن الاخوة الخبراء لا يرون في كل تاريخ الباز وكل اسهاماته في خدمة العلم، أي شيء يجعل الوزارة تتمسك به ليشرف على التطوير، رغم تمسك أهم جامعات العالم والمراكز العلمية والبحثية بمشاركه العالم المصري فيها، وقيامه بتطوير مناهج في دول عربية، حولت العقول الاطفال المتحجرة، الى عقول تقيم لنفس الاطفال معارض للاختراعات. خطوة الاستعانة بفاروق الباز للتطوير، حسب ما أعلن عنه، ستكون بداية لمشروعات كبري يتم الاستعانه فيها بالعلماء المصريين الاخرين لتطوير مناهج آخري، أو تطوير أبحاث وخلافه، وربما يكون هذا هو سبب الاعتراض، فالاستعانة بالمصريين المتفوقين في الخارج، ستغلق باب سبوبة التربويين في الداخل، خاصة وأن فاروق الباز في أول لقاء له مع وزير التربية والتعليم، د أحمد زكي بدر، اختار البدء بالمدرس، فمهما كانت المدارس والامكانيات المتاحة، فالمدرس هو الاساس واصلاح حاله عليه 50 % من تطوير العملية التعليمية كلها، على أن يتم التطوير في مدة تتراوح بين 10 الي 12 سنة، وهى مدة كفيلة بتغيير المنظومة بالكامل، وتغيير طريقة الحفظ، والانتقال الى مرحلة الابداع والخيال وتنمية العقل، ده بعد إذن الخبراء طبعا. moutasem [email protected]