كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى أن اللقاء الذي عقده اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية مع وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار خلال الزيارة التي قام بها الأخير لمصر في اليومين الماضيين جاء بعد إحساس القيادة السياسية بالإحراج نتيجة تأكيدات شبكات تليفزيونية ووسائل إعلام عربية أن ضغوطا أمريكية وإسرائيلية حالت دون عقد لقاء بين الزهار وأي من المسئولين المصريين . وأشارت المصادر أن هذا اللقاء ، الذي لم يعد له سلفا ، استهدف ترضية قادة حماس الذين يشعرون بتعرضهم للتجاهل من قبل المسئولين المصريين في الفترة الأخيرة . وأوضحت المصادر أن مباحثات الزهار وسليمان تطرقت إلى ضرورة تدخل مصر للعب دور في ردم الهوة بين الفصائل الفلسطينية والبحث في إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية خصوصا بعد تزايد الضغط والعزلة على حكومة حركة حماس . ونبهت المصادر إلى أن اللقاء قد بحث أيضا مصير منظمة التحرير الفلسطينية وضرورة انضمام حماس إليها بعد إعادة هيكلتها لتتناسب مع الأوضاع الجديدة على الساحة الفلسطينية ، مشددة على أن مصر طالبت حماس بضرورة الإسراع بالانضمام للمنظمة لقطع الطريق على الضغوط الدولية التي تربط بين الاعتراف بها وبين الإقرار بحق إسرائيل في الوجود والقبول بمرجعيات عملية السلام وهو ما اعتبرته حلا وسطا يخفف من الضغوط الدولية على الحركة. ولم تستبعد المصادر أن تكون القاهرة قد طالبت من حركة حماس أن تبدي قدرا كبيرا من المرونة مع مطالب الفصائل الأخرى لإنجاح المساعي المصرية لإقناع الفصائل بالدخول في حكومة وحدة وطنية بزعامة حماس.