أثارت الدعوات بفرض رقابة دولية على الانتخابات البرلمانية المقررة في أواخر نوفمبر المقبل ردود فعل متباينة داخل الحزب "الوطني"، ففي حين يؤكد الأمين العام صفوت الشريف رفض الحزب القاطع لتلك الدعوات باعتبارها تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي المصري، تبنى الدكتور حسام بدراوي عضو أمانة "السياسات"، أحد المقربين من جمال مبارك داخل الحزب موقفا مضادا مبديا ترحيبه الشديد بها. وقال بدراوي في سياق تعليقه على دعوة وجهتها الولاياتالمتحدة لمصر مؤخرا بالسماح بمراقبين دوليين على الانتخابات التشريعية المقبلة "من المفروض ألا نخاف من الرقابة الدولية على الانتخابات، بالعكس علينا أن نرحب بها ونسهل لها الأمور، طالما ستكون في إطار المعايير الدولية المتعارف عليها، خاصة وأن الرئيس حسني مبارك قد أعطى أوامر للسلطات أن تكون الانتخابات نزيهة". وأضاف في مقابلة مع فضائية "المحور" مساء السبت، إن على اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات أن تظهر للناس أنها شخصية قوية ويثق بها الناس، ملمحا إلى أن الانتخابات المقبلة قد تشهد تجاوزات على الرغم من تأكيدات الحكومة بالحرص على إجرائها في أجواء من الشفافية والنزاهة. وأحجم بدراوي عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد أن خاض التجربة في انتخابات 2005 مرشحا عن الحزب "الوطني" عن دائرة قصر النيل أمام المرشح المستقل آنذاك هشام مصطفى خليل، الذي أطاح به في واحدة من مفاجآت الانتخابات الماضية. وعزا بدراوي رفضه المشاركة في الانتخابات المقبلة، إلى رؤيته للوضع العام، خاصة وأن التركيبة الانتخابية في مصر كما هي لا تتغير، وهو مؤشر ودليل واضح على أنه سيؤدي لنفس النتائج والأخطاء السابقة. ورأى ان إجراء الانتخابات البرلمانية وفق نظام "القائمة النسبية" هو الأفضل للوضع في مصر بدلا من النظام الفردي المتبع حاليا، لأنه سيتيح وقتها ترشيح عدة أسماء من المرشحين عن الحزب "الوطني" وصفها بالأفضل، وقال: في رأيي إنها في صالح الديمقراطية وتتيح للمرأة والأقباط التواجد بالمجلس القادم.