قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن حملة القمع التي تشنها الحكومة ضد المعارضة و الإعلام حالياً تعطي مؤشرات مثيرة للإهتمام حول ما سوف يحدث بعد ذلك في مصر. و قالت الصحيفة أن حملة القمع ضد وسائل الإعلام و الصحفيين و المذيعيين لإحكام سيطرتها على الإعلام و إعلانها بأن إرسال الرسائل الإخبارية سيتطلب الحصول على تصريح بذلك أصبح حديث الساعة في القاهرة. و أضافت بأن الحديث أيضاً يشتمل على رفض الحكومة السماح لمراقبين دوليين بمراقبة الإنتخابات البرلمانية في التاسع و العشرين من نوفمر القادم بحجة أنها تمثل إنتهاكاً لسيادة الدولة، مشيرة إلى أن مصر ليست إحدى الدول المستقلة حديثاً و التي تحتاج لمساعدة خارجية لتخطو أولى خطواتها المتعثرة تجاه الديموقراطية و المراقبين فقط يشكلون عقبة في الطريق. و استدركت الصحيفة قائلة بأن ذكريات رجال الشرطة و هم يضربون الناخبين و المسؤولين و هم يقبضون على صناديق الإقتراع تقوض هذه الحجج، مشيرة إلى أنه من الجيد قيام الجمعيات غير الحكومية بالإعلان عن قيامها بتنظيم مراقبة الإنتخابات في جميع أنحاء البلاد، و إلى أن قرارها بعدم قبول التمويل من الجهات الأجنبية يعني أنها أقل عرضة للمضايقة بالرغم من أنه لا يزال يتوجب عليها الحصول على تصريح من أجل المراقبة. و تابعت قائلة أن ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة سينظر إليه بإعتباره "بروفة" للمنافسة الأكثر الأهمية و هي الإنتخابات الرئاسية التي ستعقد في الخريف المقبل بنهاية فترة الحكم الخامسة على التوالي للرئيس مبارك. و تناولت الصحيفة أيضاً إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن مشاركتها في الإنتخابات القادمة معتبرة أن هذا الإعلان جعل دعوة البرادعي لمقاطعة الإنتخابات تبدو كخيار أقلية، و ذلك بعد إعلان الجماعة بأنها ستنافس على ثلث مقاعد البرلمان. و مضت الصحيفة قائلة أن التغيير في مصر قد يكون بطيئاً و لكن لا يزال هناك شعوراً بأنه قادم، فعلى الرغم من أن المعارضة ضعيفة و مقسمة إلا أنها تزداد قوة، و ذلك باستخدام وسائل الإعلام الإجتماعية للتواصل و التنظيم، فقد أصبح المجتمع المدني و المنظمات غير الحكومية أقوياء و أصبحت قضايا حقوق الإنسان تحظى بالمزيد من الإهتمام. و أشارت إلى أن الدول العربية الأخرى قد لا تتوقع من مصر أن تلعب دورها القديم في المنطقة فعلاقتها مع الولاياتالمتحدة و معاهدة السلام الغير مرحب بها مع إسرائيل تجعل ذلك مستحيلاً، إلا أن مصر على الساحة المحلية تقوم بوضع إتجاهات يجري مشاهداتها و تقليدها. و أشارت الصحيفة إلى أن فضيحة قيام صحيفة الأهرام بتزوير صورة لتضع الرئيس مبارك أمام أوباما في محادثات سلام الشرق الأوسط في واشنطن تعكس التفاخر الزائف الناتج عن تراجع السلطة و انتصار المظهر على حساب الجوهر. و أضافت أن صورة أخرى للرئيس مبارك أثارت الضحك في مصر و في المنطقة العربية بأكملها الاسبوع الماضي، و هي الصورة التي تم إلتقاطها في قمة الجامعة العربية بليبيا و التي يظهر فيها الرئيس الليبي معمر القذافي، و الرئيس اليمني عبد الله صالح و الرئيس مبارك و هم يضحكون، مشيرة إلى أن الثلاثي يمثلون أكثر القادة بقاءاً في السلطة في العالم العربي، و قالت بأنه لا أحد يعرف ما هو الأمر المضحك جداً أثناء وقوفهم أمام الكاميرات مشيرة إلى أنهم ربما كانوا يتمازحون حول أن أياً منهم لم يعتزم أبداً التنازل عن السلطة.