مجتمع استحق التكريم والتخليد في القران الكريم يتعبد به الأجيال جيلا بعد جيل إلي يوم الدين .!! في المهاجرين " ِللْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "(الحشر:8) الأنصار " وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "(لحشر:9) وفي الذين ساروا علي نهجم وسلكوا طريقهم عبر الزمان والمكان ..!! " وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (الحشر:10). هؤلاء نصروا الله ورسوله وتبوؤوا الدار والإيمان فكانت ملحمة الهجرة التي غيرت مجري التاريخ ، سميت نصرا رغم انه لم تسيل فيها قطرة من الدم ، ولم يلتقي فيها سيفان ،"إلا تنصروه فقد نصره الله " وهذا اتساع لأفق النصر في حياة أهل التوحيد والعقيدة ..!! فالثبات علي المبدأ نصر ، والالتزام بالحق نصر ، والوصول للهدف نصر ، في الهجرة تحقق النصر لمن ؟ لأقل جيش ..!! " اثنين " في مكان ضيق ..!! " الغار" ..!! كيف ؟ " بجنود لم تروها " لا عدد ولا عتاد ، إنما كانت القوة في الثقة بالله ،والثبات علي مبادئ الدعوة والدين ، والتضحية في سبيل الله ، ومن ثم "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "(التوبة:40) شاء من شاء وأبي من أبي ..!! وإذا كانت الهجرة في وقت من الأوقات تعني النقلة المكانية من ارض الشرك إلي ارض الإسلام من مكة إلي المدينة ، فقد ألغاها النبي صلي الله عليه وسلم حينما قال " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية .. ألغاها بالمعني الجغرافي لكنه أبقاها بالمعني المعنوي حيث قال : والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه .. إذن فالمطلوب من كل منا أن يهاجر ، كيف ؟!! يهاجر من المعصية إلي الطاعة ، من الفردية إلي الجماعة ، من الكسل إلي العمل ، من القنوط إلي الأمل ، ، من الضعف إلي القوة ، ومن التسفل إلي القمة ، من الذلة إلي العزة ، من الحصار إلي الانتشار، ومن الانكسار إلي الانتصار ، من الانكفاء علي الذات إلي الاهتمام بشأن المسلمين ، من التعصب بالرأي إلي النزول علي الشورى ، من مصلحة الفرد إلي مصلحة المجموع ،من حياة الهوان والحرمان إلي حياة الإيمان والإحسان ..!!وهكذا نجد أن الهجرة سلوك واجب ومستمر علينا أن نباشره ونمارسه علي كل المستويات ، وفي جميع الأوقات ..وأخلاق عالية وقيم رفيعة يجب أن نحياها ونعيشها رغم طول الطريق ووعثاءه السفر ....!!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.