علمت "المصريون" أن الحزب "الوطني" ألغى نتائج المجمع الانتخابي والانتخابات الداخلية التي جرت في ثماني محافظات لاختيار مرشحي الحزب إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد أن كشف تقارير أمنية عن حدوث تلاعب واستخدام سلاح المال بشكل أفضى لوصول شخصيات لا تحظى بالشعبية. وهذه المحافظات في صعيد مصر ووسط وشمال الدلتا، ومن بينها سوهاجوالدقهليةوالشرقية والمنوفية، وهذه الأخيرة خصوصًا شهدت جميع نتائج المجمع الانتخابي التي قفزت برجال مقربين من أحمد عز أمين التنظيم بالحزب في أغلب الدوائر، ماعدا دائرة الباجور، معقل سلفه كمال الشاذلي السابق. ووصلت للأمانة العامة للحزب تقارير تفيد تجاوزات بعض الأعضاء المرشحين في الانتخابات الداخلية لانتخابات مجلس الشعب، حيث قام مرشحون بتوزيع موبايلات وأجهزة تلفزيونية وريسيفرات لأعضاء لهم تكتلات تصويتية في الانتخابات. وقام مرشح وهو نائب في المجلس المنتهية ولايته بإحدى دوائر الشرقية بتوزيع 8 وحدات سكنية على بعض الأعضاء بمدينة المقطم، وآخر في مدينة 6 أكتوبر قام بشراء وحدة غسيل كلوي لأهالي دائرته. وكانت هيئة مكتب الحزب "الوطني" عقدت اجتماعا برئاسة صفوت الشريف الأمين العام للحزب وحضور الدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد أمين الإدارية والعضوية والمالية والدكتور مفيد شهاب الأمين العام المساعد أمين المجالس النيابية وجمال مبارك أمين "السياسات" وأحمد عز أمين التنظيم وعلي الدين هلال أمين الإعلام. وجرى خلال الاجتماع مناقشة التقارير الخاصة بانعقاد المجمعات الانتخابية وبدء الانتخابات الداخلية للحزب، ودراسة التقارير التي تتعلق بالبرنامج الانتخابي للحزب وخطة التحرك لانتخابات مجلس الشعب، إضافة إلى التقارير الإدارية والفنية الخاصة بانعقاد المؤتمر السنوي للحزب. وترددت أنباء داخل أروقة الحزب عن إقدام الشاذلي على رفع تقرير للرئيس حسني مبارك يتهم فيه عز بالتورط في تزوير الانتخابات الداخلية، مطالبا بإلغائها وتكليف الأمانة الحزب بالقاهرة بحسم الخلافات وتحديد هوية المرشحين. غير أن مصادر حزبية هونت مما يثار حول غضب الرئيس مبارك على عز، الرجل القوي داخل الحزب، بسبب أسلوب إدارته العملية الانتخابية، واحتمالات الإطاحة به من أمانة التنظيم كما تردد، واعتبرت أن المتاعب التي يواجهها "سحابة صيف قد تنقشع قريبا"، مع استبعادها موافقة جمال مبارك أمين "السياسات" بأي حال من الأحوال على الإطاحة بأحد أبرز المقربين منه. من جانب آخر، ترددت أسماء أعضاء في أمانة "السياسات" خلال الفترة الأخيرة لم تكن موضوعة في الاعتبار كمرشحين مفضلين لتياري "الحرس القديم" و"لجنة السياسات" على حد سواء، حيث قفز اسم طارق عبد الحميد رضوان نجل وزير الثقافة السابق كمرشح لمقعد الفئات بأحد دوائر سوهاج. كما برزت العديد من الأسماء الأخرى، من بينها السيد الشريف نقيب الأشراف والدكتور محمد عبد الرحيم في الزقازيق ومحمد أبو مندور في الدقهلية، وغيرها من الأسماء لم تحقق نتائج بارزة بالمجمع الانتخابي.