في مقاله على موقع مجلة "الفورين بوليسي" انتقد "جيمس تراوب" الصحفيالأمريكي المخضرم، الخبير بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة تصريحات "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته الأخيرة بأن الإدارة الأمريكية سعيدة بتقدم مصر نحو استعادة الديمقراطية، وإن حجب معونات عسكريا لا يقصد به فرض "عقاب"، ملمحا لأنها لا تعكس القناعات الحقيقية لكيري. ويقول الكاتب إن النشطاء الليبراليين الذين أسقطوا مبارك تعاونوا مع الجيش لعزل الزعيم المنتخب ديمقراطيا الذي حل محله، وجعلتهم كراهيتهم لحكم جماعة الإخوان يقبلون، على الأقل لحينه، ما يبدو إلى حد كبير عودة للاستبداد. ويشير لقول كيري بأن الديمقراطية يجب أن تشمل الجميع، ويعلق "لن يكون هناك شئ من هذا القبيل، حيث حظرت محكمة عليا بالقاهرة نشاط جماعة الإخوان في دعوى أقامها حزب ليبرالي، وتعد الحكومة قانونا يقيد حرية التظاهر". ويضيف أن المسار الذي تسلكه مصر يقود إلى حكم عسكري ذي واجهة مدنية، واصفا ذلك بأنه وصفة لعدم الاستقرار إن لم يكن وصفة للفوضى. ويرى الكاتب أن فرص ليبيا واليمن وتونس في التحول الديمقراطي تبدو أكبر من مصر، قائلا إن الجماعات المتنافسة في هذه البلاد بدأت عملية مصالحة، أو على الأقل بدأت حوارا بشأنها، بينما يتم خيانتها في مصر.
ويرى كذلك أن الولاياتالمتحدة بعد كل شئ تحتاج للبقاء مع الجانب "الطيب" في مصر لضمان لأولوية الملاحة في قناة السويس، وعلاقات هادئة مع إسرائيل وخلافه. ويضيف الكاتب أنه ليس هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن واشنطن تمتلك قوة ضغط على القاهرة الآن، وأن قرار أوباما بحجب معونات عسكرية لن يجدي شيئا مع الجنرالات الذين يتولون الأمور في القاهرة، مشيرا لتصريح لوزير الخارجية المصري بإمكانية اللجوء للسلاح الروسي. ويقول الكاتب إن مصر ليست السعودية، فشعبها "الذي اكتسب حريته في الشوارع لن يستمر في قبول الحكم العسكري الجديد بسلبية، خاصة عندما تفقد فزاعة الإخوان بعض قدرتها على لإثارة الخوف". ويرى أن الهالة "النابوليونية" لقائد "الانقلاب" عبد الفتاح السيسي ستخفت، وعلى الأخص لو تولى الرئاسة وأصبح مسؤولا عن فشل الحكومة، وإنه "لو انتفض المصريون مجددا، فسيتطلعون إلى الولاياتالمتحدة مثلما فعلوا عام 2011، ولهذا السبب سيكون خطأ جسيما أن تقطع واشنطن المعونات بالكامل عن مصر، وأن تعلن أن قضية هذا البلد خاسرة".