قالت مجلة ''فورين بوليسي'' الأمريكية إن ''الأمل يبقى موجودا في نهاية سعيدة لحالة الفوضى التي تعيشها مصر في الوقت الراهن حال استطاع الجيش معرفة كيفية تسليم السلطة وإجراء الانتخابات المقبلة''، مؤكدة في مقالة للكاتب الصحفي ''جيمس تراوب''، نشرت في عددها الصادر هذا الأسبوع، أنه ''لو فشلت الثورة في مصر فشل الربيع العربي''. وتحدث الكاتب عن إعلان المجلس العسكري تفعيل قانون الطوارئ، الذي أعلن المجلس من قبل أنه سيتم إلغاءه في سبتمبر الجاري قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، إلا أن مسئولين صرحوا بأن القانون سيمتد العمل به حتى يونيو 2010. وأضاف تراوب أن لا أحد يعرف متى يوضع الدستور ولا متى تجرى الانتخابات الرئاسية لأن المجلس لم يعلن ذلك، وقال ''إن المجلس العسكري الحاكم بمصر يبدو غير مُحَدد وعاجز''. وأوضح أن ''الفوضى لا مفر منها''، فهناك خوف في الإعلام المصري من أن المجلس العسكري لن يغادر الحكم، وأن الإسلاميين سوف يتحكمون في الحكومة الجديدة. وقال إن ''التعتيم والانجراف الذي يستعمله المجلس المؤقت سوف يعمق من الفوضى، حتى تتولى الحكومة الجديدة منصبها والتي سوف تغرق في المشاكل''. وأشار إلى أن عملية التحول في تونس تبدو أقل صعوبة من التي في مصر، إلا أن مصر بالطبع أكبر وأكثر أهمية بكثير من تونس. وقال الكاتب ''لو أن مصر فشلت فسوف يفشل الربيع العربي''. وقارن الكاتب بين الجيش المصري وموقفه من الثورة، وموقف نظيره التونسي، وقال إن ''الجيش المصري هو الذي أزاح الديكتاتور حسني مبارك، وتمتع بنفوذ واحترام'' بين الشعب المصري، متابعا ''على العكس من جيش تونس الأضعف (من نظيره المصري)؛ حيث انتقلت السلطة إلى لجنة مدنية''. ولفت إلى أن إن المجلس العسكري يبدو ''غير مستعد لأن يحكم ولا هو مستعد أيضا لأن يدع أحد يفعل''، مضيفة أن رئيس الوزراء عصام شرف، والذي نُظر إليه على أنه ''مُدافع عن ميدان التحرير''، أثبت أنه لا صلة له بالأمر، ولا أعضاء المجلس العسكري الذين ورثوا السلطة''. وقال الكاتب إن ''أعضاء المجلس العسكري ورثوا عن مبارك استبداديته، وشاركوه قيمه؛ فهم يرفضون تفسير قراراتهم ومشاركة السلطة مع المدنيين، ولا يتحملون نقد الإعلام لسياساتهم؛ كما أنهم يجبرون نشطاء الديمقراطية على العودة مرة أخرى لميدان التحرير''. وأكد جيمس تراوب أن ''الخطر الذي تواجهه مصر ليس عناد المجلس العسكري الذي بصراحة يريد العودة لثكناته، إنما القلق الظاهر هو ليس فقط أن العسكر يريدون الحفاظ على امتيازاتهم التقليدية، بل إنهم يريدون الهيمنة على حكومة مدنية ضعيفة ومنقسمة، كما في باكستان، وهذا قلق على المدى الطويل أما قلق المدى القصير فهو التردد والانجراف''. وتطرق الكاتب الأمريكي إلى ''المساعدة التي يمكن أن تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر في تلك المرحلة''، مشيرا إلى ذلك يبدو ليس كثير، وقال إن ''تمر في مرحلة عميقة الوطنية؛ فالشهر الماضي رفضت البلد قرض بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، على مايبدو أنه انفجار ضد الأمركة''. وأضاف أن ''أعمال الشغب التي اجتاحت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة هذا الشهر (9 سبتمبر) أظهر كيف أن الغضب الشعبي، المكبوت طوال حكم مبارك، أطلق له العنان'' بعد الثورة، مؤكد أن هذا الغضب سينمو حال اُضطرت الولاياتالمتحدة لاستخدام الفيتو ضد الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن الأممي''. وختم الكاتب مقالته بأن على واشنطن أن ''تصبر، وتتقبل أن الثورة ربما تضر بالمصالح الأمريكية على المدى القصير، - وبالتأكيد ستضر بإسرائيل – لكنها (الثورة) ستنتج في النهاية شرق أوسط أكثر استقرارا وسلاما''.