اعتبر الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب "الوطني" أن ما تشهده مصر منذ عدة أسابيع هو "احتقان طائفي وليس فتنة" بين المسلمين والأقباط، لأن الفتنة "مش هزار"، ولا ينبغي توصيف كل مشكلة على أنها فتنة، ولابد من نظرة جدية لتلك الأمور لأنها ليست بالأمر الهين. في الوقت الذي أكد فيه تمسك الحزب الحاكم بترشيح الرئيس حسني مبارك إلى انتخابات الرئاسة المقبلة وإنه "يرجوه" الموافقة على قبول الترشيح، نافيًا بشدة دعم الحزب لترشيح جمال مبارك أمين "السياسات" بالحزب، أو أية علاقة له بحملات التأييد "الشعبية" لترشيحه لخلافة والده بالسلطة. وحذر هلال من استمرار الاحتقان الطائفي في مصر الذي وصفه بأنها "كارثة ومصيبة"، وقال في تصريحات لفضائية "الحياة"- دون تسمية- إن هناك "أشخاصا مستفيدين من وراء إثارة المشاكل والكراهية بين الناس"، مستنكرًا "التركيز على تصريحات الأخوة المسيحيين وهي غير مقبولة ونفس الشيء المسلمين. ورأى أن هذه المشاكل ذات البعد الطائفي بين المسلمين والأقباط تمثل "ابتزازًا للمواطنة"، رافضًا نشر الأخبار عن مواطنين بصفتهم مسلمين ومسيحيين، وأنه ليس من حق أي أحد أن يميز بين مصري وآخر على أساس الدين، وقال: أتمنى أن يصدر قانون لتجريم وتأثيم التمييز العنصري. وتخوف هلال من التيار الديني دون أن يشير إلى تيار بعينه، محذرًا من أنه "في مصر ناس بتلعب بالنار ويريدون تحويل مصر لدولة دينية لتحقيق أغراض خاصة بهم، وهذا أمر في منتهى الخطورة" . وحول الانتخابات البرلمانية المقبلة، وفي ضوء ما يثار من شكوك حولها، أكد هلال أنها ستكون نزيهة والعالم كله سيشهدها وكاميرات القنوات الفضائية الدولية والمحلية ستصور بدون أي عقبات وستنقل كل ما يحدث مباشرة على الهواء ولن يمنع أحد من الإعلاميين أو الصحفيين من حق المتابعة والمراقبة. وقلل أمين الإعلام بالحزب "الوطني" من دعوة أحزاب المعارضة لمقاطعة الانتخابات، قائلاً إن "هذه الدعوة لن تصمد ولم نأخذها مأخذ الجد، لأننا نعلم أن أي حزب سياسي يسعى للسلطة الانتخابية فمعنى أنه يقاطع الانتخابات كأنه يلغي وجوده، فأرى أنهم سيشاركون في الانتخابات وحتى "الإخوان المسلمين" سيشاركون، لأن لهم أرضية في الشارع المصري". وأوضح أن "هذه الدعوة جاءت ليس من الأحزاب السياسية الكبيرة مثل التجمع والوفد والناصري، بل جاءت من ناس ليس لهم وجود في الشارع، وهؤلاء لهم رؤية وتوجه ومصلحة، وهم ناس عندهم أفكار انقلابية رافضين للدستور وللنظام وللانتخابات السياسية ويريدون أن يبدءوا من الصفر فنادوا بالمقاطعة لأنه ليس معترفًا بشرعية هذا الهيكل ككل". وأعرب عن اعتقاده بأن البرلمان المقبل "سيكون مختلفا عن برلمان 2005 وسيشهد تواجدا كبيرا للمعارضة على حساب "الإخوان" الذي أرى أنهم سيتراجعون ليس بأيدي عليا، لكن لأن الوضع سيكون مختلف عن الانتخابات الماضية"، على حد قوله. وقال إن "الإخوان اهتزت صورتهم بشدة عن 2005 حينما ظهروا بصورة المخلص ورجل الدين الورع الذي لا يكذب، فهذه الصورة لها سحرها لدى الشعب المصري وهي ليست حقيقية لدى هؤلاء، لأن ساعة الجد هناك منهم من رفع الحذاء ومن شتم وانفعل فظهر وجههم الحقيقي للناس واهتزت صورتهم ". وحول مرشح الحزب "الوطني" إلى انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، قال هلال: الحزب الوطني متمسك برئاسة السيد الرئيس محمد حسني مبارك ويتمنى ويرجو ويناشد لرئيس أن يجدد ترشيح نفسه فكل قيادات الحزب تؤيده. وأضاف: ليس صحيح أن الحزب الوطني يدعم السيد جمال مبارك وليس للحزب أي سلطة حول حملات التأييد لجمال مبارك بل هي مجرد فرقعات إعلامية ليس للدولة شأن بها فالحزب الوطني ليس له أي صلة من قريب أو بعيد بحملات تأييد جمال مبارك كرئيس لمصر، بل أرى أن حملات ترشيح بعض الأسماء للرئاسة وراءها الرغبة في تحقيق مصالح خاصة. وأردف قائلا: نحن في الحزب الوطني نرى أن الرئيس مبارك هو صمام الأمان لهذا البلد، فهو الذي يتأكد من قيام كل الوزارات بمهامها ووظائفها على أكمل وجه، وهو مواطن بسيط خرج من وسط الناس البسطاء وهو ضابط القوات المسلحة وعرف عنه الجدية والالتزام والانضباط وهو قائد القوات الجوية شارك في انتصار حرب أكتوبر المجيدة ولهذه الأسباب نحن كحزب وطني نتمسك به كرئيس قادم لمصر.