نفى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قيام مصر بتسليح عناصر سنية في لبنان أو تدريبها أو تمويلها، مؤكدا أن هذا الكلام "كذب وادعاء"، مؤكدا أن تمويل أو تسليح أو تدريب الميليشيات ليس منهج مصر لأن من يقدم على هذا الأمر "سيؤدي إلى تدمير لبنان", محذرا اللبنانيين من الانزلاق وراء هذه المزاعم. وقال في مقابلة مع التلفزيون المصري بثها مساء الأربعاء، إن البعض في لبنان يريد أن يستفرد بالبلد, وأن هذا الأمر له صلة بإيران، لافتا إلى أن البعض في لبنان يحاول أن يستثير اللبنانيين ويقول لهم إن هناك من يعقد المسائل". وأكد أبو الغيط الذي زار السعودية مؤخرا وجود توافق بين الموقفين المصري والسعودي حول ضرورة دعم الاستقرار في لبنان باعتباره الغاية النهائية وأيضا دعم الموقف الفلسطيني باعتبار أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات هو العقبة الرئيسية أمام استمرار المفاوضات . ونفى أن يكون سبب زيارته للسعودية مؤخرا الوساطة بين المملكة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى نتيجة خلافات خاصة بالتعيينات في الجامعة العربية, مؤكدا أن هذا الموضوع لم يطرح على الإطلاق، وقال لم نتطرق إطلاقا لهذا الموضوع خلال الزيارة", مشيرا إلى أن الأمين العام له وجهة نظر ونحن نحترم وجهة نظره, والقرار قراره" . وبشأن سياسة مصر تجاه دول الجوار, أكد أبو الغيط أن مصر مستعدة أن تبقى على أحسن العلاقات مع دول الجوار العربي من القوى الإسلامية ذات التأثير. وأضاف "تركيا وإيران قوتان لهما تأثيرهما وانعكاساتهما على العالم العربي , وبما أن مصر قاعدة للعمل العربي, بالتالي تهتم جدا أن تبقى على أحسن العلاقات مع هذه الطرفين إذا ما رغبا في ذلك" . وأوضح أبو الغيط أن "العلاقات مع تركيا لا أرى (فيها) أي مشكلة بل على العكس, العثمانية التي يتحدث عنها البعض ويخشاها لا أرى فيها أي خشية لأنها قد تمثل وبأكبر قدر من الوضوح إضافة للعمل العربي والإسلامي المشترك" . أما عن إيران فوصفها بأنها قوة إسلامية ذات تأثير, لكن مشكلة مصر أو العالم العربي معها أنها قوة ثورية أيديولوجية تسعى لتغيير الواقع الإيراني في علاقته مع العالم الخارجي من خلال عناصر تأثير، وأن هذه العناصر متواجدة في الأراضي العربية بمعنى أنها تأخذ "أوراقا خاصة بالعرب وتحاول أن تستخدمها وتقوم بتوظيفها لصالح إيران". وأوضح أن ذلك الأمر هو نقطة الخلاف, "أما فيما يتعلق بمصر تحديدا, فإنه توجد عناصر مصرية هاربة في إيران ونطلب من الإيرانيين إعادتهم أو إخراجهم من البلاد حتى يسود التفاهم بيننا وبينهم ولكي نطمئن من نواياهم تجاهنا" . وردا على سؤال بشأن وجود اتصالات مصرية مباشرة مع الإيرانيين, قال أبو الغيط إن مصر لها بعثة دبلوماسية موجودة في إيران تضم ما يقرب من 15 مسئولا دبلوماسيا مصريا في طهران, مشيرا إلى أن الاتصالات لم تنقطع. وعما إذا كان سعى إيران لامتلاك سلاح نووي ليس له تأثير في العلاقات المصرية الإيرانية, أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن "السلاح النووي الإيراني لا يهدد مصر ولكن يقلقها, وهناك فرق بين التهديد والقلق"، موضحا أن إيران "لو سعت لامتلاك قنبلة نووية لن تقوم بتهديد مصر بها" . وبشأن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, قال أبو الغيط إن "الجانب الإسرائيلي أغلق طاقة النور التي بدت بانطلاق هذه المفاوضات عندما قرر عدم تمديد تجميد الاستيطان" . لكنه أكد أنه "لازال لدينا بصيص من الأمل بأن يقوم الجانب الأمريكى والاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية الدولية (روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة) بأن ينجحوا في إقناع الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان" . وأضاف أن "الجانب الإسرائيلي يريد كسب مزيد من الوقت لكي يعطى نفسه فترة أطول من أجل الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بالتوسع في الاستيطان".