لم تشهد مصر فى تاريخها الحديث حروباً نفسية وإعلامية مثلما شهدت وما تزال حتى الآن بين أنصار جماعة الإخوان من ناحية ومؤيدى النظام والجيش من ناحية آخرى .. فكلا الطرفين خاصة فى بعض المواقع أو النشطاء على الفيس بوك يقومون بترديد إشاعات كاذبة ومضللة وسخيفة ضد الطرف الآخر بهدف تحقيق مكاسب سياسية على حساب الطرف الآخر حتى وإن كانت مصر وشعبها يدفعون ثمن هذه الحروب الهابطة . وإسمحوا لى أن أبدأ بأنصار الجيش والفريق أول عبدالفتاح السيسى – حتى لا يتهمنى أنصار الجماعة بأننى أهاجمهم أو أنتقد سياساتهم وحدهم – حيث وجدنا فى الأيام الماضية من يروجون لأخبار من نوعية أن الرئيس المعزول محمد مرسى والمحبوس حالياً فى سجن برج العرب قد أرسل رسالة للفريق السيسى يخبره فيها بأن هناك مخطط لإغتيال وزير الدفاع وذلك فى محاولة للإيحاء برغبة مرسى فى التواصل مع السيسى وحل الأزمة الحالية وهى محاولة للإيحاء بأن مرسى أصبح ذليلاً ومكسوراً ومستسلم تماماً . أما على الجانب الآخر وبالنسبة لجماعة الإخوان نجد ترسانة من الشائعات الكاذبة وأحياناً الطريفة والغريبة ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما بثته مواقع الجماعة الرسمية إلى جانب موقع رصد وقنوات الجزيرة والأقصى وغيرها ورددت أن السيسى تارة متهرب من أداء الخدمة العسكرية وتارة آخرى أن والدته من أصول يهودية وأخواله أعضاء بالكنيست الإسرائيلى وهو نفس الكلام الذى تردد أيضاً حول الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور .. ومن بين الشائعات أيضاً ما رددته نفس المواقع والصفحات أن قادة كبار بالجيش قد طلبوا العفو من الرئيس المعزول مرسى عما قام به قادة الجيش بالإنقلاب على الشرعية – حسب المواقع - وطالبهم مرسى بأن يقدموا له خطة لإعادة هيكلة الجيش ليتم تطبيقها عقب عودته لمنصبه كرئيس للجمهورية وإعدام قادة المجلس العسكرى الحاليين . ومن أبرز الشائعات التى روج لها أنصار الإخوان أن الحكومة الحالية قامت بالتعاقد مع شركة إسرائيلية متخصصة لحراسة وتأمين قناة السويس وهو ما نفاه الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة جملة وتفصيلاً . كما روجت صفحات ومواقع الإخوان لشائعات هزلية تتعلق لتعرض القياديين بالجماعة عصام العريان ومحمد البلتاجى للإغتصاب داخل السجن وهو ما تم نفيه بعد ذلك ..والمؤسف أن مثل هذه الشائعة الأخيرة مؤسفة ومخجلة سواء ثبت حدوثها أم لا ولكن يبدو أن البعض يردد الشائعة دون أن يدرك نتائجها وخطورتها . ولمن لا يعلم فإنه يوجد داخل تنظيم الإخوان جهاز يسمى (الحرب النفسية ) مهمته بث الشائعات وإستخدامها لمصلحة الجماعة وهو جهاز قديم تم تأسيسه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقد كان المسئولين عنه حتى الأسابيع الماضية كلا من العريان والبلتاجى . وبعيداً عن الشائعات التى لا تحصى من الطرفين نؤكد ونطالب الزملاء خاصة الذين ينتمون لمهنة الصحافة أن يكفوا عن ترديد مثل هذه الشائعات الغريبة التى تبتعد كل البعد عن قواعد المهنية كما أنها تكشف أن من يروج لها معدوم الموهبة والضمير ويضع نفسه فى موضع السخرية والإستهزاء لسذاجة محتواها وعدم تصديقها . كما أطالب وسائل الإعلام خاصة الفضائيات بعدم الجرى وراء مثل هذه الشائعات (المفقوسة ) لأنها لا تستحق الإهتمام من ناحية كما أنها تثير الإنقسام والفرقة أكثر وأكثر بين الأطراف السياسية المتصارعة من ناحية آخرى , فى وقت نبحث فيه جميعاً عن أى مخرج للأزمة التى نعيشها وكادت ان تقضى على الأخضر واليابس فى مصر . وأطالب المواطن العادى مهما كان إنتمائه أو توجهه السياسى ألا يصدق مثل هذه الشائعات من أى طرف وأن يحكم عقله وضميره قبل الحكم بصحة أو كذب مثل هذه الأخبار التى تنشر عبر المواقع الإليكترونية ومواقع التواصل الإجتماعى وغيرها . وفى النهاية أقول : كفى مهاترات من كل الأطراف ..وكفاناً تدميراً فى مصر التى تستحق منا التوحد والإبتعاد عن الصراعات التى يشعلها المتآمرون فى الخارج وعملائهم فى الداخل لتدميرها والقضاء على أية بارقة أمل فى التنمية والتقدم .