أكد المكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب أن لإعلام الإلكتروني سجل حضورًا متزايدًا مؤخرًا، ودعا العاملين فيه إلى بناء مؤسسات إعلامية حقيقة وعدم السماح بنشر الإشاعات الشخصية أو التعدي على حقوق الآخرين. وحذر الاتحاد من الدور المشبوه والتجاري الذي اعتادت على ممارسته مؤسسات ذات تمويل أجنبي أخذت في الاستقواء بجهات أجنبية ومستخدمة أساليب مختلفة لتشويه الحقائق. وأكد الاتحاد في توصياته عقب اجتماعه الأخير بجمعية الصحفيين الكويتية، رفضه للتدخل الأجنبي في شئون الدول العربية بكل أشكاله، ودعا إلى إفساح المجال أمام جميع الشعوب العربية لتقرير مصيرها بنفسها اختيار قياداتها، كما أكد ضرورة تحقيق الإصلاح الشامل في المجتمعات العربية وخصوصًا برامج التنمية المستدامة والديمقراطية وإيجاد بيئة سليمة للعمل الصحفي وترسيخ الحريات العامة التي تعتبر حجر الزاوية في تلبية مطالب الجماهير العربية. ودان الإرهاب والتطرف الديني والسياسي والفكري التي وصلت إلى حد القتل العشوائي والاغتيالات في أكثر من دولة عربية، كما ندد بالإرهاب بكل صوره، مؤكدًا أن الاحتلال يشكل ذروة الإرهاب وأبشع أشكاله ويعرب عن إدانته الشديدة لإرهاب الدولة التي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي علنًا ضد الشعب الفلسطيني وتحت تواطؤ حماية دولية غربية نافذة. وشدد الاتحاد على ضرورة منع وتجريم ثقافة الكراهية وبث الفتنة الطائفية والتحريض على العنف باعتبارها تربة صالحة لنمو الإرهاب واستشرائه، مقدمًا التحية لصمود الشعب الفلسطيني الذي قدم ويقدم التضحيات منقطعة النظير واستخدم ويستخدم حقه في المقاومة بجميع أشكالها بما فيها المقاومة الشعبية. ودعا إلى دعم الشعب الفلسطيني وفضح مخططات العدو وجرائمه والدفاع عن المسجد الأقصى الذين تشتد الهجمة عليه لتقسيمه بين المسلمين واليهود تمهيدًا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. وطالب "اتحاد الصحفيين العرب" بتحرك عربي جدي على أرض الواقع لرفع الظلم عن المسجد الأقصى والقدس وفلسطين بأكملها كما دعا إلي عقد مؤتمر دولي لوضع برنامج تنفيذي لمتابعة ملفات الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني من قبل سلطات الاحتلال، والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني العربية والفلسطينية التي تقوم بدورها بجمع الأدلة لتلك الجرائم. وندد الاتحاد بموقف الإدارة الأمريكية الداعم للكيان الصهيوني والضاغط على السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية لمزيد من التنازلات، كما استنكر ما يتعرض له الزملاء الصحفيين في فلسطينالمحتلة من عمليات اغتيال واعتقال ومختلف أشكال العنف التي تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة في إبراز قضاياهم العادلة. وطالب الصحفيين في الوطن العربي بتجنيد أقلامهم لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع كما دعا إلى وقف التحريض ضد الشعب الفلسطيني من بعض الإعلاميين أيًا كانت جنسياتهم. كما طالب بضمان حرية التنقل للصحفيين الفلسطينيين ويناشد المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للإعلان عن دعم وإطلاق حملة "حرية التنقل للصحفيين الفلسطينيين " وجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات تأييدًا لهذه الحملة للوصول إلى قرار ملزم لإسرائيل بعدم وضع عراقيل وعقبات أمام حرية الحركة والتنقل للصحفيين الفلسطينيين. وأكد الاتحاد دعمه المطلق وتمسكه الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، ويؤكد أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وعلى حق الشعب السوري في اختيار قيادته بإرادته الحرة. وأشار إلي دور الإعلام المتوازن والحيادي في نقل الحقائق إلي الناس، ويدعو الزملاء والزميلات إلى تحريّ الحقيقة وتوخي الدقة والموضوعية، واعتماد المعايير الأخلاقية والمهنية في العمل الصحفي. وطالب وسائل الإعلام العالمية والقوى المهنية توخي الدقة والموضوعية والنزاهة في نقل الأخبار المتعلقة بالقضايا العادلة في العالم بشكل عام والقضايا العربية بشكل خاص. وأوصى بمتابعة عقد برامج ودورات تدريبية للصحفيين ومضاعفتها وتنويعها والتوسع في عقد الدورات التدريبية المتخصصة وملفات البحث في المجالات المختلفة وتحسين الأوضاع المادية للصحفيين العرب في مختلف بلدانهم والعمل على تكريس الاتفاق والتعاقد الجماعي تنظيمًا لشروط العمل والتأهيل المهني والتدريب وتوفير التأمين الصحي والتقاعد والضمان الاجتماعى للصحفيين.
وأبدى الاتحاد حزنه حيال الممارسات البشعة التي يتعرض لها الصحفيون في عدد من الدول وبشكل خاص التصفيات الجسدية والتعذيب والاعتقال والتوقيف واستخدام وسائل القمع المختلفة، ويدين استمرار اغتيال وقتل الصحفيين في فلسطين والصومال وسوريا ومصر وليبيا والعراق ومختلف بلدان العالم بهدف إسكات أصواتهم ولجم كلمتهم ومصادرة حريتهم ومنعهم من أداء واجبهم.
ودعا إلى ضرورة توفير الحماية للصحفيين والإعلاميين في مناطق الصراعات المسلحة وعدم زجهم في أتونها ومساعدتهم على القيام بواجبهم المهني الذي تكفله المواثيق الدولية.
وطالب الحكومات العربية بصون حرية الرأي والتعبير لكونها ضرورية لأي مجتمع وتطوره، كي تمارس الصحافة دورها الفاعل والحقيقي في معالجة القضايا التي تمس حرية الشعوب ويدعو إلى التدفق الحر للمعلومات وخلق بيئة إعلامية حرة مستقلة قائمة على التعددية وحرية إصدار الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية.