يعيش السوريون المحتجزون مأساة إنسانية بكل المقاييس بأقسام الإسكندرية عقب القبض عليهم أثناء محاولاتهم الهروب في هجرة غير شرعية، بعد أن تحولت حياتهم لجحيم في مصر عقب اتهامات وجهت لهم بالانتماء لجماعة الإخوان التي كانت تحكم مصر وسمحت لهم بدخول مصر هربًا من جحيم بشار، لتبدأ مأساتهم ويصبحون في نظر الشعب المصري بأنهم ضد الموجه الثانية من ثورة يناير، والتي قامت في 30 يونيه ويحاول الكثير منهم الهرب خارج مصر عن طريق الهجرة غير الشرعية. "المصريون" رصدت أوضاع المحتجزين السوريين بأقسام الإسكندرية وقسم إدكو والرحمانية بالبحيرة، والتي أقل ما يقال عنها إنها أوضاع غير آدمية، حيث أصيب الأطفال والكبار بأمراض جلدية، ونومهم في العراء بعد رفض الأمن الوطني السماح بالإفراج عنهم أو خروجهم وترحيلهم لأي دولة أخرى. ففي قسم كرموز يوجد 62 محتجزًا سوريًا، منهم 14 سيدة ،33 طفلًا والباقي رجال. كما توجد سيدات فقدن أبنائهن في الغرق، الذين وقعوا ضحية السماسرة الذين أخذوا منهم 3500 دولار على كل شخص وكانوا لا يعلمون أنها هجرة غير شرعية وأجبروهم على الطلوع بالمركب وتهديدهم بالسلاح، كما يوجد أكثر من 40 فردًا بقسم المنتزه ثان، و100 بقسم الدخيلة معظمهم أطفال، وأكثر من45 فردًا بقسم الرحمانية ومثلهم بإدكو.
يروي أحد المحتجزين الذي رفض ذكر اسمه خوفًا من البطش به المأساة منذ البداية، حيث يقول: بدأت قصتنا في الساعة 6 مساءً 12-10-2013 بعد أن تم نقلنا في الباصات إلى موقع المهربين في منطقة أبى قير بالإسكندرية وفي الطريق مر السائق بالقرب من بوابة كتيبة حرس الحدود في أبو قير مع العلم أن طريقه ليس من هناك وعاد بعدها إلى الشاطئ وتم وضعنا فى غرفة على البحر كنا ما يزيد على 100 شخص مع إقفال الباب علينا وإطفاء جميع الأنوار والتنبيه على عدم استخدام الموبايل بقينا على هذه الحالة حتى الساعة الثانية ليلًا.
وأضاف لقد هجم علينا كتيبة حرس الحدود (التي مر بجانبها السائق بدون سبب)، وتم إلقاء القبض علينا من داخل الغرفة واللافت للأمر أنه لم يتم القبض على أي من المهربين مع العلم أنه عند خروجنا كان الجيش محاصرًا للمنطقة بالكامل وتم أخذنا إلى مقر الكتيبة وبقينا هناك حتى الساعة 12 ظهرًا من اليوم التالي، حيث تم نقلنا إلى قسم شرطة المنتزه ثان في منطقة أبي قير.
وأشار إلى أنه في نفس الوقت تم سوق صاحب الغرفة التي وضعنا فيها المهربين إلى قسم الشرطة وسؤاله عن هوية المهربين وعلاقته بهم ولكن بعد إظهار الرجل لهم لجنسيته البريطانية تم السماح له بالخروج من دون أية نوع من المسائلة القانونية، كما تم الإفراج عن 21 شخصًا في نفس اليوم وهم المصريون الذين كانوا معنا في محاولة الهرب.
وتابع: نحن الآن نعيش في ظروف سيئة جدًا دون أية شفقة أو معاملة حسنة من الحكومة المصرية بحيث لا يسمح لنا لأقل احتياجات الإنسان، وعند المطالبة بحقوقنا أجبرونا على التوقيع جميعًا على محضر شرطة دون السماح لنا بقراءته ومعرفة ماذا ستكون نهايتنا هل الترحيل أم الإفراج عنا؟ ويناشد جميع الشخصيات والهيئات والدول المهتمة بحقوق الإنسان واللاجئين في محاولة مساعدتهم، فنحن بعد خروجنا من بلدنا الذي يشهد حرب القرن لنطالب بأقل حقوقنا تم وضعنا في هذا السجن واضطهادنا كما تفعل الحكومة السورية. شاهد الصور