أكد السيد ياسين، مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن النظام السياسي في مصر يتغير وسيتغير حتما تحت تأثير العولمة والضغوط الداخلية المطالبة بالإصلاح والتغيير وإقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أنه قال إن التغيير يتم ببطء وتعثر. وأضاف في كلمة بمؤتمر "المجتمع المدني وقضايا الانتخابات في مصر" الذي أقامته المنظمة الدولية للانتخابات ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن المجتمع المدني العالمي وضغوطه وإصراره على مراقبة الانتخابات جعلت مبدأ سيادة الدولة يتراجع ويصبح مقيدا. وانتقد ياسين ضعف الإقبال من الناخبين في مصر على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة، واعتبرها "ظاهرة" ناجمة عن عدم ثقة الشعب في الحكومة، وضعف الأحزاب السياسية التي يزيد عددها عن 23 حزبا في مصر، ولا يعرف المواطنون عنها شيئا ولا أسماء عدد كبير منها. واتفق معه في الرأي الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس مركز "الأهرام" للترجمة والنشر، واصفًا ضعف المشاركة في الانتخابات في مصر ب "هزيلة جدا بالمقارنة حتى بدول أمريكا اللاتينية وآسيا"، وقال إنه من الصعب تغيير هذه الأوضاع بدون إعادة الثقة المواطنين في الدولة. من جهتها، شنت الدكتورة أماني قنديل مدير الشبكة العربية للمنظمات الأهلية هجوما حادا على منظمات المجتمع المدني في مصر، وقالت إنه يتم توظيفها في خدمة المصالح السياسية، متهمة "الإخوان المسلمين" بأنهم أكثر فصيل سياسي وظف المجتمع المدني في خدمة أهدافه السياسية. وأشارت إلى أن المال يلعب "دورا خطيرا" في الحياة السياسية المصرية واختلط النفوذ السياسي بالنفوذ الاقتصادي داخل المجتمع المدني، لافتة إلى أن الأثرياء ورجال الأعمال دخلوا "لعبة" الجمعيات الأهلية لخدمة مصالحهم مما حولها إلى جماعات مصالح، معربة عن اعتقادها بأن منظمات المجتمع المدني لن تستطيع على الإطلاق إحداث التغيير الذي ينتظره الناس. أما القيادي الجهادي السابق الدكتور كمال حبيب فقال إنه لن يكون هناك مجتمع مدني في مصر في ظل غياب وانهيار الطبقة الوسطى.