أباح الاتحاد الإسلامي الليبرالي في ألمانيا زواج المسلمة من غير المسلم، خروجًا على الإجماع بين كبار علماء الفقه والتفسير بعدم جواز هذا النوع من الزواج، استنادًا إلى الآية القرآنية التي تحرم "نكاح المشركين والمشركات"، "ولَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ...". وتستند الفتوى المثيرة للجدل إلى "انعدام آية تحرم زواج المسلمة من المسيحي أو اليهودي بشكل صريح"، فيما ترى أن الآية الخامسة من سورة المائدة "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ" من زاوية أخرى تحتمل تفسيرين: "إما تحريم طعام أهل الكتاب على المسلمات لأنهن لم يذكرن في الآية أو – أن تعم هذه الآية كلا الجنسين مما يحلل للمسلمة الزواج من أهل الكتاب رغم عدم ذكرها بوضوح في الآية". وقال الاتحاد إن "حنيفة"، وهي مسلمة تنتمي لعائلة تركية، هي من أوائل العرائس اللواتي قرانهن رجل ألماني غير مسلم. وتروي حنيفة للإذاعة الألمانية قصتها: "فوجئت بمجيء الدعم الأكبر من والدتي ومن أخي، وسررت لأن كبار العائلة كانوا في صفي من البداية. وكان لأختي الكبيرتين تحفظات واضحة على شرعية عقد القران مع رجل لم يسلم". لكن حنيفة قامت بالاتصال بالاتحاد الإسلامي الليبرالي، الذي قدم لها ولعائلتها المعلومات والحجج الإسلامية اللازمة، "وسرعان ما نجحنا في إقناع أختي بفكرة زواجنا". وتشدد العروس على أنها لن تعبأ برأي الناقدين لأنها تعتبر تحليل زواج المسلم من غير المسلمة مقابل عدم السماح بذلك للمرأة المسلمة "أمراً غير عادل"، وبالتالي "فهو بعيد عن طبيعة الخالق" كما تتخيله هي. وشددت على أهمية عقد القران الإسلامي، وتقول عن ذلك: "كنت بحاجة إلى عقد إسلامي ليطمأن قلبي، فقد نشأت وتربيت على فلسفة الحياة الإسلامية، والتي تتضمن ضرورة السعي وراء مباركة الله لكل القرارات المصيرية في الحياة". وتضيف قائلة: "شعرت بالراحة لحظة عقد القران. كُنتُ دائماً أشعر بأنه من غير العادل أن أضغط على شريك حياتي ليدخل الإسلام كي نتمكن من الزواج. فهذا يتعارض مع ما تعلمت في صغري بأن لا إكراه في الدين".