من المعلوم لدى "القلة" التي تعرفني أنني ممن كتب منتقدا د مرسي وجماعته ونظامه في كل شئ تقريبا بدا لي أنه خطأ وقتها وإنني هنا أحب أن أسجل في بداية هذا المقال أنني أحمل د محمد مرسي مسئولية كثير مما يحدث ثم تليه في ذلك بطانة السوء من التي أحاطت به وأدت خيبتهم إلى تخريب القطر وإن كانت تكفي في الواقع لتخريب بضعة أقطار والذين سارع بعضهم برغم تمسك د مرسي بهم تمسكا شديدا على جهلهم وقلة مؤهلاتهم ورداءة سلوكهم إلى القفز من سفينة النظام في لحظاته الأخيرة وأيامه القليلة وأنا هنا لا أحب أن أوجه للتاريخ والماضي أو أذكر بشخصيات إعتمد عليها د مرسي بشكل كامل كان شغلها الشاغل أن تخرج للإعلام لتؤكد أنها "مختلفة" مع الرجل !! أو أنها لم تكن تعلم بالقرار الفلاني وقت إتخاذه وهو ما يزيد من تورم خيبتهم المتورمة أصلا ...
لذا فلم يعد هناك مجال في رأيي من بيان مدى وحجم الأخطاء التي بعضها في تركيب الشخصية والمنهجية الإخوانية نفسها وبعضها من أخطاء الممارسة الناتجة عن تصدر من لا يصلح إبتداء والتي أدت إلى الوضع الدموي الكارثي الذي نحن فيها
وطالما أن تلك التجربة قريبة جدا فليس من المستغرب أن تستمر حملة النقد لدكتور مرسي من كتاب وصحفيين مختلفين معه بعضهم كان يكتب بناء على قناعاته بخطأ سياسات مرسي و بعضهم كان يتلقى أجرا مباشرا على تشويه الرجل في أمور إما أنها تافهة أو كاذبة أو غير مؤثرة ولربما أهمل في سبيل ذلك أخطاء حيوية وقع فيها النظام كان إستمرار النظام الإخواني فيها سببا في سقوطه بعض هؤلاء المرتزقة ما زال يكتب في الصحف بنفس الحماس في نقد مرسي برغم أن مرسي نفسه قد رحل ...
وبرغم كل شئ فإن هذا طبيعي أيضا لكن الغير طبيعي بأي حال المستقذر والمثير للإشمئزاز هو تحول مقالات النقد تلك إلى وصلات ردح مركزة من قاع ما وصلت إليه نسوة الحارات من سفالة وإنحطاط يتخطى حتى ما يصلح أن يقوله رجل لرجل بل عربجي لعربجي (مع إعتذاري عن اللفظ) في حارة سد
أن يبلغ ببعض هؤلاء المرتزقة حد السفالة والإنحطاط أن يكتبوا عن الرجل وعن زوجته وليس عن عشيقته أو خليلته وإنما زوجته كلاما فاحشا وينشر هذا الكلام بغير نكير !! أن يطعن على الرجل في رجولته وهو أب لأولاد ذكور وإناث وهو ما يستلزم بالتبعية الطعن في شرفه وشرف أهله وكل هذا وهو أسير !!
إن تلك "الردحيات" المنتشرة في الصحف الموالية للنظام الجديد بلغت حدا غير مسبوق من الإنحطاط من كتاب كان بعض أساتذتنا يسميهم بكتاب الفياجرا هؤلاء الذين تخصصوا في الحديث عن شبكات الدعارة وعلاقات العشق المحرم بين الممثلات والممثلين وإنحصرت مواهبهم التأليفية (ولا أقول الأدبية) في الحديث عن القدرة الجنسية للرجال وممارسة البغاء والإنحلال وربما الشذوذ الجنسي أيضا لذلك فعندما إنقلب هؤلاء المرتزقة المنحلون فجأة ليتكلموا عن السياسة "بلا أي سابق معرفة" كان من الطبيعي أن يحملوا بضاعتهم للمجال فلم يعد ممكنا هنا أن نتكلم عن فشل سياسات مرسي الإقتصادية عن العناد المتجذر في التمسك بهشام قنديل الذي فشل في كل شئ بل عن علاقته الساذجة بأذرع السلطة التي بلغت في سذاجتها حد البلاهة المفرطة
فليس في إمكان هؤلاء إجراء نقاش جدي حول موضوع جدي لذلك تجد تلك الردحيات البذيئة شبيهة بكلام السكارى الذي تراه في أفلام الخمسينات ومن يدري لعل هذا الكاتب المنحط كان يكتب هذا الكلام تحت تأثير زجاجة من منقوع الشرابات فيتبع كل شتمة بذيئة مما إنحشر بها كلامه بأنا جدع .. فمضامين الكلام السافل الحقير الذي تتضمنه تلك الردحيات طافح بهذه القوة المصطنعة في النيل من شخص عاجز حتى عن الدفاع عن نفسه وإن كان قد دفع شيئا من هذه السفالات عن نفسه وهو في سدة الحكم من يدري ربما لما كنا وصلنا لهذا الحال المقرف
مفردات تلك الكتابات إذا لا يأتي إلا من البارات والخمارات فتجده منحصرا حول الفحولة والعنة و الطول والقصر والإيحاءات التي أكثر إنحطاطا من كل هذا
وبرغم أن كثير جدا من أنصار نظرية الوطن الوردي ينظرّون لأن "هذه أخلاق غريبة على مجتمعنا" إلا أن أمثالي من أنصار حقيقة أن كل إناء ينضح بما فيه يعلمون جيدا أن ظهور مثل تلك القذارات على الصفحات المكتوبة التي من المفترض أنها قمة الهرم الثقافي إنما هو إنعكاس لحالة الإنحطاط الشديدة التي بلغها المجتمع إن تلك الثلة من العفن الطافح على سطح المجتمع الآن تعكس جيدا مرض الوطن